أخبار عاجلة

بالصور| نادي القصة يناقش التأثيرات المجتمعية لـ”السوشيال ميديا” بحضور اللواء طارق مهدي

في أمسيته الثقافية مساء أمس الخميس نظم نادي القصة بالقاهرة، برئاسة الكاتب حسن الجوخ، بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية ومركز طلعت حرب الثقافي، ندوة تحت عنوان “السوشيال ميديا من التنوير إلي التدمير… دور المثقفين”, وذلك بحضور كوكبة من الأدباء والإعلاميين والصحفيين والرموز الوطنية، الي جانب أعضاء نادي القصة.

افتتح اللقاء الإعلامي سيد زهيري، عضو مجلس أمناء المنتدى المصري للإعلام، الذي أدار الندوة، حيث رحب بالحضور الكبير من الأدباء والمبدعين، مشيرأ إلي أن تصدي نادي القصة لقضية “السوشيال ميديا”, يؤكد أن المبدع والمثقف المصري ليس بمعزل عن قضايا وطنه وعن التطور الهائل في وسائط الإتصال الحديثة، وما تمثله من أهمية وخطورة علي المجتمعات خاصة تلك لا تمتلك المناعة المعرفية والثقافية الكافية لمقاومة وفرز ما يبث عبر منصات التواصل الإجتماعي، التي باتت أحد أخطر أسلحة الحروب الجديدة من خلال إطلاق الشائعات والفتن وتحييد الأجيال الجديدة عن منظومتها القيمية والأخلاقية وموروثها الثقافي والحضاري، الأمر الذي يهدد بنية المجتمع وتماسكه.

وضمت منصة المتحدثين، كلا من الكاتب والأديب الدكتور سيد نجم. والكاتب المبدع والناقد سيد الوكيل، واللذان أثرا المكتبة المصرية بالعديد من المؤلفات الأدبية تنوعت بين “القصة القصيرة والرواية والدراسات النقدية والأدبية”, الي جانب اللواء طارق مهدي، محافظ الإسكندرية الأسبق، رئيس مجلس أمناء المنتدى المصري للإعلام. واللواء محمود متولي، أمين عام الصالون البحري المصري.

وخلال كلمته تحدث الأديب الدكتور السيد نجم, عن إشكالية السرقة الأدبية, حيث أشار الي واقعة سرقة روايته “أيام يوسف المنسي”, الذي حولها الراحل وحيد حامد الي فيلم المنسي, وكيف أنه لم يستطيع الحصول علي حقه وإثبات ملكيته للرواية, لافتاً الي أنه من ايجابيات وسائل الإتصال الحديثة هو إمكانية أرشفة وتوثيق الأعمال الأدبية وغيرها, حيث أنه يمكن بعملية البحث الإلكتروني معرفة الناشر الأصلي وتاريخ وتوقيت النشر بكل دقة.

وأضاف الأديب السيد نجم, أن التطور الهائل في وسائط الإتصال حول العالم الي ما يشبه قرية صغيرة, وأتاح للمثقف والمبدع التعرف علي مختلف الأشكال والأنماط والمدارس الأدبية العالمية, كما أنه أتاح فرصة كبيرة لتدريب الأطفال والنشء علي الإبداع والإبتكار شريطة التدريب والتوجيه الجيد.

ومن جانبه أكد الكاتب والناقد الكبير الأستاذ سيد الوكيل, خلال كلمته أن التطور الهائل والمتسارع في وسائل التواصل الإجتماعي والذكاء الإصطناعي, يحتاج الي تضافر جهود المثقفين والمبدعين مع جهود الدولة لرفع معدلات الوعي, والحد من مخاطر التعامل مع الإنترنت, لافتاً الي أن “السوشيال ميديا”, فيها الإيجابي والسلبي قائلاً: ” أن السكين التي تستعملها ربة المنزل في مطبخها لتحضير الطعام, يمكن أن تتحول الي أداة جريمة حين حيازتها بقصد ايقاع الضرر بالأخرين”, هكذا الإنترنت يمكن أن تكون وسيلة للمعرفة والتواصل مع المجتمعات الأخري وادارة الأعمال….الخ, ويمكن أن تتحول الي وسيلة لبث الشائعات والفتن والأعمال المنافية لأداب وأخلاقيات المجتمع, الي جانب الإستعمال الضار والخاطيء من قبل الطبقات الأقل وعي ومعرفة من أجل الربح السريع, بطرق تتنافي مع الذوق العام ولا تراعي احترام الخصوصية.

وأشار سيد الوكيل, الي أن العالم يقف الأن علي مشارف طفرات <ديدة من من التطور التكنولوجي, خاصة بعد ظهور ما يسمي بالـ”ميتافيرس”, والذي يتيح لأي مواطن حول العالم التجول والتسوق والبيع والشراء, وهو في غرفته الصغيرة داخل منزله.

وخلال كلمته شدد اللواء أركان حرب محمود متولي, أمين عام الصالون البحري المصري أن “السوشيال ميديا” باتت أحد أخطر أسلحة الحروب الجديدة, فالجيل الرابع من الحروب يعتمد علي استخدام تلك الوسائل في تجنيد الجماعات والخلايا الإرهابية وبث الأفكار المتطرفة, الي جانب الفتن والشائعات التي تضرب وحدة المجتمع.

وأشار اللواء محمود متولي, الي أن “الميتافيرس” يتيح من خلال النظارة الإلكترونية ما لم تتيحه التطبيقات السابقة, حيث أنه يلغي عامل الزمان والمكان, ويسمح بالتجول داخل الأسواق العالمية, لافتاً الي أن هناك من المصريين من قام بشراء أرأضي وعقارات داخل الميتا فيرس.

وطالب اللواء محمود متولي, بضرورة وضع الإستراتيجيات اللازمة لمواجهة مخاطر تغول السوشيال ميديا, والتطبيقات الحديثة, وتأثيراتها السلبية علي الإجيال الجديدة.

وخلال كلمته قال اللواء طارق مهدي, أنه منذ حوالي 45 عاماً وخلال دراسته العسكرية, أنكر أحد المحاضرين الذي كان يدرس لهم الصواريخ, رغم عبقريته العلمية وجود هذا الجهاز الصغير “الكمبيوتر” الذي يتيح الأن التعامل مع هذا التطور التكنولوجي الهائل, وما نشهده من تطبيقات حديثة مثل “الميتافيرس” وغيره, لافتاً الي أن هذا التغول للانترنت في حياتنا اليومية أثر بشكل سلبي علي قدرتنا علي التحليل والنقد والترابط المجتمعي وضرب منظومة القيم والأخلاق داخل الأسرة, ساهم في ذلك نظام التعليم الذي اعتمد علي الحشو الغير المنطقي في المناهج التعليمية, لدرجة أن خريج كلية العلوم الذي درس الرياضيات والفيزياء والكيمياء لا يستطيع المذاكرة لأبنائه ومساعدتهم علي الفهم بسبب هذا الحشو الذي قتل الإبداع والإبتكار لدي الأجيال الجديدة.

كما أكد اللواء طارق مهدي, أن الأمر الأكثر خطورة هو أن المؤسسات الدولية وأجهزة مخابرات الدول الكبري التي تتحكم في مصادر التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة, باتت تستخدمها ليس فقط للتجسس ولكن الأمر تخطي ذلك الي الحصول علي المعلومات والبيانات والإحصاءات التي يمكن من خلالها تحليل السمات الشخصية للمجتمعات المختلفة المستهلكة للتكنولوجيا, حيث يمكنها ذلك من وضع خطط الإستهداف والسيطرة, الأمر الذي حول هذه الوسائل الي سلاح تخطي في قدرته الأسلحة التقليدية أيا كانت قدرتها التدميرية.

وأضاف مهدي, أن السوشيال ميديا والتطبيقات الحديثة, أفرزت ما يسمي بـ”النخب الشعبوية”, التي تسعي الي الشهرة والشو من خلال التطبيقات الحديثة, وأن تحقيق ما يسمي ب “الترند” ضرب القدوة لدي النشء والشباب, لافتأ الي أنه لابد من تحرك المؤسسات الثقافية ببرامج توعية عبر نفس التطبيقات والمنصات التي باتت أسهل الوسائل للوصول الي الأجيال الجديدة, مشدداً علي أن الأمر يحتاج الي نخب حقيقية يثق بها المتلقي, كما أن الأمر يحتاج الي عقل نقدي قادر علي الفرز والتحليل من خلال الفهم الحقيقي للتعامل مع التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي.

وفي مداخلة له طالب اللواء أبو بكر عبدالكريم, مساعد وزير الداخلية الأسبق, أننا لانحتاج فقط لمشروع قومي للوعي والتنوير, ولكن نحتاج الي مشروع قومي لاستعادة قيم وأخلاقيات المجتمع.

ومن جانبه أكد الكاتب الصحفي محمد القصبي, سكرتير عام نادي القصة, أن النادي بما يضمه من مثقفين ومفكرين ومبدعين وأدباء, سيواصل تفاعله مع قضايا وطنه الحياتية والأنية, من خلال الفعاليات التي تطرح الرؤي وتقدم الحلول, حيث أن الأمر يحتاج الي حراك عام لإعادة هيكلة الدماغ الجمعي, لمواجهة هذا التغول الهائل للتكنولوجيا والذكاء الإصطناعي الذي يهدد بتقويض المجتمع من خلال الإختلالات الثقافية والقيمية التي أحدثتها وسائل الإتصال الحديثة, مطالباً بتنظيم فعاليات مشتركة بين النادي والمنتدي المصري للإعلام, وتضافر الجهود في هذا الصدد.

وفي نفس السياق, رحب الكاتب والمفكر الأستاذ حسن الجوخ, رئيس نادي القصة بكوكبة الحضور والمشاركة الفاعلة في هذا الموضوع الهام, رغم حرارة الجو والطقس السيء, مؤكدا أن النادي سيواصل تنظيم مثل هذه الفعاليات.

وخلال مداخلته نقل الكاتب المسرحي محمد عبدالحافظ, تحية وتقدير الدكتورة نيفين الكيلاني, وزيرة الثقافة, لأعضاء نادي القصة وجميع المشاركين في هذه الفاعلية الهامة, مشيراً الي أنه حضر مع وفد من مبدعي المسرح القومي للطفل والعرائس, من الشباب الذين أصروا علي المشاركة الفاعلة, معربا عن سعادته وتطلعه للتعاون في سبيل نشر الوعي وتعميق الإنتماء لدي الأجيال الجديدة.

كما طالب الدكتور أسامة عرفة, أستاذ الطب النفسي وعلاج الإدمان, بضرورة دراسة وتحليل جميع الظواهر التي أنتجتها وسائط الإتصال الحديثة, للوقوف علي التأثيرات السلبية التي ضربت السلوكيات والقيم المجتمعية.

ومن جانبها عبرت الدكتورة غادة المسلمي, رئيس مركز طلعت حرب الثقافي, عن سعادتها بهذا التنظيم المتميز لنادي القصة, والقامات الوطنية التي شاركت في هذه الندوة وموضوعها الذي يعد أحد الموضوعات التي يجب أن تفرد له العديد من الندوات والنقاشات للوصول الي رؤي وحلول تساهم في الحد من تأثيراته السلبية علي المجتمع.

وفي ختام اللقاء تم اعتماد عدد من التوصيات جاء أهمها, ضرورة تبني الدولة لمشروع قومي للوعي والتنوير لإستعادة قيم وعادات وأخلاقيات المجتمع, وتعميق الإنتماء الوطني لدي الأجيال الجديدة, تشتبك فيه وزارات ومؤسسات الدولة المعنية الي جانب منطمات المجتمع المدني.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *