سعيد عبدالعزيز

سعيد عبد العزيز يكتب… متي يحين الوقت كي نحتفل؟

كثيراً من الشباب لا يعرفون شهر أكتوبر كما نعرفه نحن
في هذا الشهر من عام ١٩٧٣ و بالتحديد في الوم السادس منه كان عمري لا يتعدي الإثني عشر عاما و بحكم أننا جيل كان واعياً بما يدور حوله و علي درجة من الثقافة العامة كنّا ندرك أننا في حالة حب بل كنّا نساعد جيراننا في تلوين اللمبات الكهربائية باللون الأزرق حتي لا نصبح هدفاً لطائرات إسرائيل لو أغارت علي القاهرة
في هذا اليوم الجميل أتذكر أنني كنت عائدا الي منزلنا و كنت صائماً
و فجأة و عندما كنّا نستمع الي الراديو توقف البث و أعلن الجيش عن أول بيان له و كان بمثابة زلازال هز أركان كل الجمهورية و بعدها أصبح حديث العالم
لقد قاتلنا هكذا قال الزعيم السادات بعد أن كانت مصر تعاني من هزيمة و إنكسار حتي مع الدول الشقيقة الصغيرة و كادت مصر أن تصبح أسيرة الضعف
لا يعرف العالم أن مصر تخطط و تفكر لرد الهزيمة و أنها سوف تحقق المعجزة بكل المقاييس بحسابات كل الأنظمة في العالم
لقد كانت الحرب ملحمة تعانقت كل أطياف المجتمع الكل يريد أن يشارك في الحرب مهما كان عمره أو صفاه الوظيفية الكل يتسابق كي يقف في الصفوف الأولي
لكن حكمة الشعب المصري و فطرته و حبه للوطن جعل التوجه للمشاركة في كافة المجالات
منهم من تطوع في الهلال الأحمر و خاصة السيدات
و منهم من شارك في توعية الناس كيفية التصرف في أثناء الحرب
منهم من شارك بالمال و منهم من تحمل الجوع كي يوفر لقواته القوت
و منهم من تطوع في الحماية المدنية و حماية المنشآت
الكل دون إسثناء شارك حتي الأطفال كان لهم أغانيهم الوطنية
علي المستوي العربي كان الكل علي أهبة الإستعداد شاركوا بالمال و السلاح و العتاد و أيضاً بالقوات
كانت حرباً مكتملة الأركان جمعها شعار وطن واحد و شعب واحد لا عرق و لا دين الكل سواسية أمام وطنهم
من وجهة نظري المتواضعة الي الآن لم نعرف خبايا كثيرة عن البطولات التي سطرتها تلك الحرب المجيدة بعد مرور سبعة و أربعون عاما و لم توثقها ما دار و دبر من قبلها و أثنائها و بعدها
لا ألوم شباب اليوم علي عدم إدراك هذا الحدث الذي غير موازين القوي في العالم أجمع و جعل مصر في صفوف العظماء و أصبحت حرب أكتوبر مادة تدرس في أعرق الأكاديميات العسكرية في العالم ببساطة لأننا أهملنا الأحداث المؤثرة و تمسكنا بالهزائم و كأننا لن ننهض ثانياً
دائما تعطي مصر الدروس و دائما تمسك بالقلم لتكتب التاريخ
متي نحتفل بيوم عيد أكتوبر مع جيل اليوم و قادة المستقبل ؟
متي نحتفل بإنسان كُتِبَ علي وجهه و يشار الي عمله أنه صنع في مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *