جريدة أحوال مصر
يعد الإعلام بكل روافده أحد ركائز الأمن القومي، وتفرض المسئولية التاريخية للإعلام المصري أن يكون هادفا لبناء الأمة، ومحافظا علي ثوابتها، وموجها لخياراتها الكبرى، ومبتعدا عن الإثارة والإسفاف والحساسيات الشائكة، كما يفترض أن يكون الإعلام في مقدمة المواجهة مع أعداء الداخل والخارج لفضح ممارساتهم الخبيثة تجاه الوطن والمواطنين. وتعد الدراما الوثائقية واحدة من أرقي القوالب الفية الإعلامية، فهي تعيد إنتاج الأحداث التاريخية من خلال تحليل الماضي ورصد الحاضر والتنبؤ بالمستقبل، وغالبا ما يؤكد هذا النوع من الفنون علي إبراز أصالة الشعوب وتكريس الانتماء الوطني وتنمية الوعي الجمعي،. لابد أن تتسم جهة الإنتاج بالحس الوطني الجارف،و القدرة علي تجميع الوقائع من مصادرها وتحليلها بأسلوب درامي شائق وصياغة حبكة محكمة لا تخلو من الإثارة والتشويق وصولا إلي الذروة التي تؤكد علي وجهة النظر المراد إبرازها، فضلا عن رصد مبررات وقوع الأحداث ومشاعر واتجاهات الناس المرتبطين بهاواستخلاص الدلائل والدروس المستفادة. هذا بالضبط ما نجح فيه مسلسل الاختيار بأجزائه الثلاثة، حيث يستهدف هذا المسلسل إعادة الاعتبار لمفهوم القوة الناعمة ودورها في تعزيز الوعي المجتمعي. رصد الجزء الأول توثيق تضحيات القوات المسلحة في مواجهة الإرهاب في سيناء، واستهدف الجزء الثاني توثيق تضحيات رجال الشرطة في مواجهة الإرهاب الداخلي، ثم جاء الجزء الثالث ليوثق تلاحم الشعب المصري مع مؤسسات الدولة من أجل استعادة الدولة المصرية من مغتصبيها بعد اهتزاز ثوابتها من جانب قوي الشر المدعومين من الخارج.. وللحديث بقية .
د.حسن عماد مكاوي
