أخبار عاجلة
الدكتورة وفاء سمير

د.وفاء سمير تكتب… اليوم العالمي لحقوق الإنسان

١٠ ديسمبر ١٩٤٨ …هو اليوم العالمي الذي اعتمدته الأمم المتحدة لحقوق الإنسان … فأصدرت وثيقة عالمية تتكون من ديباجة و٣٠ مادة تشمل كل حقوق الإنسان والتي من أهم خصائصها أنها لا تباع ولا تشتري ولا تورث ولا تتجزأ ولا يمكن التنازل عنها ولا تكتسب ..وأنها عالمية ملك للإنسان في كل مكان وزمان بغض النظر عن الجنس والنوع والعرق والديانة والمستوي الاجتماعي أو الثقافي أو الاقتصادي أو التوجه السياسي .. وبما أنها حقوق للانسان فهي بالضرورة ستكون حقوق للدول …
ان فكرة حقوق الإنسان قديمة قدم الإنسان ، ظهرت مع وجوده وتواجده في مجموعات فكان لابد من وجود ما ينظم العلاقات حتي لا يعتدي أحدا علي حقوق وحرية الآخر ،فكانت في البداية عبارة عن مجموعة من العادات والتقاليد والأعراف ، ثم بدأت تأخذ شكل إيجابيا أكثر في الحضارة المصرية القديمة علي يد اخناتون وصاغوا مجموعة من الحقوق الاجتماعية والدينية ،اختصرت في كلمة “ماعت” وهي تعني السلام والعدل والصدق والحق …
وجاءت الأديان السماوية بالميثاق الديني لحقوق الإنسان ، مبشرة وداعية إلي ضرورة العمل بها في كل المعاملات … وكان الدين الاسلامي الخاتم والمتمم واضعا المنهج الذي يسيرون عليه في الحياة ، داعيا الي هذا حيث كانت رسالة الرسول صلي الله عليه وسلم دعوة لالغاء العبودية والرق ونشر المساوة والعدل والرحمة والتسامح والحب والايخاء والسلام والأمن والأمان والتعاون … فقد كان دعوة لكل القيم الإنسانية والأخلاقية التي تخص الإنسان …فقد كان رسالة للإنسان في كل مكان …
لقد سبق الدين الاسلامي منظمة الأمم المتحدة بكثير جداااا في دعوته لنشر حقوق الإنسان وضرورة الحفاظ عليها لأنها مساوية لكرامة وهوية الإنسان ..لهذا كان المصدر الرئيسي لكافة القواعد والاعلانات والمعاهدات والدساتير الوطنية والقانونية والعالمية لحقوق الإنسان…..
وهذا ما تضمنته ديباجة وثيقة حقوق الإنسان للأمم المتحدة التي تنص علي أن الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة فهو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم … وان تناسي هذه الحقوق وتجاهلها يفضي الي اعمال همجية تؤذي الضمير الإنساني … فالقانون هو الذي يحمي حقوق الإنسان حتي لا يلجأ الإنسان الي التمرد علي الاستبداد والظلم سواء بين الأفراد بعضهم وبعض ، أو بين الأفراد والدولة ، أو بين الدول ودول أخري….
لهذا كانت هذه الوثيقة اعترافا بكل هذا وبكرامة الفرد وقدره مما يدفع بالرقي الاجتماعي قدما ، ورفع مستوي الحياة بممارسة الحرية المسئولة …
لهذا تعهدت الدول الأعضاء للتعاون مع الأمم المتحدة من أجل مراعاة حقوق الانسان والحريات الأساسية واحترامها والوفاء التام بهذا التعهد …
كل عام وكل إنسان بخير …..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *