أخبار عاجلة
ابراهيم الصياد

ابراهيم الصياد يكتب… اعلم ياولدي !

اعلم ياولدي ان جمال عبدالناصر كان منحازا للفقراء عاش حياته حتى الممات لم يكن يفكر إلا في هموم شعبه وامته العربية وكان اخر يوم في حياته 28 سبتمبر 1970 يحاول رأب الصدع العربي.
تصور البعض ان الرجل انتهى مع نكسة 5 يونيه 1967 لكنه حول الانكسار الى نهوض وبدأ حرب الاستنزاف التي استمرت اكثر من الف يوم اعاد فيها بناء القوات المسلحة ولم يمهله العمر حتى يرى ثمار ما فعله في سنوات ازالة اثار العدوان !
اعلم ياولدي ان عبد الناصر بنى السد العالي وتحدى قوى البغي والعدوان وبعد سنوات بنت اثيوبيا سدها الذي ارادت به تعطيش المصريين ولولا سد مصر العالي الذي انقذها من الفيضانات العالية والضعيفة لحققت اثيوبيا اليوم ماتريد
عبد الناصر كان حاكما وزعيما واي شخص يمكن ان يكون حاكما لكنه ليس كل حاكم زعيما .
ان الزعامة هي مرحلة متقدمة للقيادة تعتمد على العلاقة الاستثنائية بينه وبين الجماهير وفي حالة عبد الناصر نتحدث عن الجماهير في مصر والعالم العربي حيث كان نموذجا للقائد الزعيم في الدول التي تحررت من الاستعمار التقليدي في أسيآ وافريقيا وامريكا اللاتينيه في الخمسينات والستينات من القرن العشرين .
واذا كان البعض يسمي هذه العلاقة الاستثنائية بالكريزما فاننا نراها مختلفة عن كريزما جورج واشنطن في امريكا ونابليون في فرنسا ولينين في روسيا وهتلر في المانيا .
كانت كاريزما عبد الناصر ذات طابع تخطى الحدود وعاش في وجدان الشعوب وظلت افكاره مثيرة للجدل حتى يومنا هذا
ورغم ما شاب التجربة الناصرية من أخطاء إلا ان ايجابياتها جعلت الفكر الناصري يبقى بكل ما له وماعليه في زمن تراجع فيه الفكر اللينيني واختفت النازية ولم يعد الامريكيون يعرفون اسم واشنطن إلا كونه اسم عاصمة بلادهم
51 عاما مرت على رحيل الرجل الذي احب مصر العروبة حتى النخاع !
اعلم ياولدي ان التاريخ سيظل يذكر لجمال عبد الناصر انه من دافع عن العدالة الإجتماعية وارسى فكرا مفاده ان التطبيق العربي للاشتراكية هو عدم استغلال الانسان لاخيه الانسان .
عبد الناصر يابني هو الرجل جعل من القيم الروحية المتمثلة في الاديان طاقة بناء لحاضر ومستقبل الانسان !
لقد احترمه الد اعدائه قبل اصدقائه وقال عنه بن جوريون رئيس وزراء اسرائيل ابان حرب السويس (أنني أكن احتراما بالغا لعبد الناصر كان يريد أن يعمل شيئا لمصر) ….
عليك رحمة الله فما زلت تعيش في العقول قبل القلوب !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *