ابراهيم الصياد يكتب… (الحكمة) وفكرة (الحوكمة)

يسترعى انتباهي مفهومين يتم تداولهما في كثير من المحافل السياسية والاقتصادية بل إن البعض قد يخلط بينهما على أن معناهما واحد …  المفهومان هما الحكمة والحوكمة .. رغم التشابة الشكلي في حروف الكلمتين إلا أن معنى كل منهما مختلفا عن الآخر فالحكمة في اللغة الإنجليزية تعني العديد من الألفاظ :
 levelheadedness; reasonableness; sagacity; sageness; sapience; prudence; shrewdness; wisdom
وفي اللغة العربية الرجل الحكيم هو صائب الرأي قوي الشكيمة الذي رأيه مقدر من الجميع وتؤخذ الأحكام العرفية من أفواه حكماء القوم والحكيم لا يعرف التردد واثق من معلوماته شخصيته تتميز بالقبول والمصداقية حتى لو اختلفت الآراء وهو غالبا ما يكون من كبار السن .
أما الحوكمة تعني في اللغة الإنجليزية Governance وهو اسم مشتق من كلمة government أو حكومة وتعني الثوابت والمعايير التي ترد الاشياء الى الأصول الصحيحة بعد بعبارة أخرى إخضاع الأمر إلى النص القانوني أو ماذا يعني الأمر في القانون المطبق بدولة ما ؟ وكثيرا ما نسمع عبارة حوكمة الاجراءات أو حوكمة البيانات .
وتعد حوكمة البيانات مصطلحًا يستخدم على كل من المستوى الكلي والمستوى الجزئي. ويستخدم مفهوم “حوكمة البيانات” باعتباره بيان اومفهوم سياسي، ويشكل جزءًا من العلاقات الدولية وعمليات إدارة الإنترنت ؛ وعلى سبيل المثال  إن حوكمة الإنترنت تعني مفهوم الإدارة التي تشكل جزءا من حوكمة الشركات! 
نلاحظ أن الحوكمة لها علاقة بالاداء الحكومي السليم لدرجة أن بعض الباحثين يستبدلون تعبير الحوكمة بالإدارة الرشيدة ونلاحظ هنا أن المفهوم إجرائي في حين الحكمة مفهوم قيمي يرتبط بالاخلاق والثقافة والتنوير !
ويبقى السؤال هل يمكن الجمع بين المفهومين ؟ بمعنى القول إن هناك حوكمة حكيمة ! أعتقد أن تنفيذ قواعد الحوكمة بشكل سليم هو سلوك يمكن يوصف بأنه توجه يسير في الاتجاه الصحيح !