جريدة أحوال مصر
مازلت اتحدث عن طريقة تعامل المصريين مع وباء كورونا حيث يمكن فهمها من خلال قراءة في الارقام ابتداء من بداية شهر رمضان انتقلت زيادة عدد المصابين من خانة العشرات إلى خانة المئات فكيف تصبح الاصابات خلال شهر كامل حوالي الألف مصاب بينما خلال الأربعة ايام الاولى من شهر رمضان فقط حوالي الألف أيضا .
هذا يدل على أن هناك خللا في التعاطي مع المشكلة أراه قادما من قلة وعي المواطن بخطورة المرض غير المرئية ومن هنا نفسر صعوبة الالتزام بالاجراءات الوقائية لأن الناس قد لا تلمس مقدمات الخطر لكنها تتابع نتائجه من خلال بيان يومي تصدره وزارة الصحة عن ارقام الموقف الصحي .
ونقول مع حلول الشهر الكريم خرج الكثيرون إلى الشوارع التي ازدحمت في مثل هذا الوقت من كل عام وساعد على ذلك مد بداية الحظر إلى التاسعة مساء وشجع هذا على التزاور واختراق حاجز التباعد الاجتماعي لترتفع أيضا نسبة الوفيات في مصر من الوباء لتصبح الاعلى في العالم العربي.
وانا على دراية تامة أن من أصعب القرارات على الحكومة هو اتخاذ قرار الحظر الشامل نظرا للتداعيات الاقتصادية السلبية المترتبة عليه خاصة تأثيرها على المواطن الذي يعمل باليومية.
لكن أرى أن تطورات الموقف ستفرض اتخاذ هذا القرار الذي كان من الأفضل اللجوء اليه في بداية الوباء مثل الاردن حيث حاصرت المرض في بدايته بالحظر الشامل ثم خففته إلى الحظر الجزئي الآن .
ان مسألة الوعي بالخطر ضرورة لمواجهة الجائحة فكلما شعر الناس بالخطر كلما زاد حرصهم على الالتزام بإجراءات الحماية وفي مقدمتها التباعد الاجتماعي !
