الروبوت الآلي .. نعمة أم نقمة للبشر ؟ « ٣-٥»

سبق أن تنبأ ” ستيفن هاوكنج” أن الآلة سوف تتطور إلي الدرجة التي قد يصعب التحكم فيها، وبالتالي فإن التكنولوجيا سوف تسطر نهاية الجنس البشري. هذا القول له ظل من الحقيقة، وهناك أمثلة عديدة تشير إلي أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أسفرت عن وقوع حوادث بدنية جسيمة وغير متوقعة، ومع ذلك تظل قابلة للسيطرة طالما لم تنطوٍي علي خداع أومراوغة من جانب تلك الأجهزة.
أما البرمجيات الخبيثة التي صممها مجرمون في الأساس، فهي الآن منتشرة علي مواقع التواصل الاجتماعي، وفي كل مكان تقريبآ علي شبكة الإنترنت، وعلي سبيل المثال، هناك برمجيات خبيثة تظهر علي أنها شخصيات حقيقية علي أجهزة الهواتف المحمولة، وتحاول أن تخدع المستخدمين لفتح كاميرات هواتفهم، أوالإفصاح عن معلومات متعلقة ببطاقات الائتمان الخاصة بهم، وبالتالي يمكن التأكيد أنه ليس من باب المبالغة إذا تخيلنا أن مثل هذه البرمجيات غير الموثوقة يمكن أن تقتحم عالمنا الملموس. وفي المقابل هناك أدلة متزايدة تشير إلي أن هناك ميولآ لدي الكثيرين للإفصاح عن أدق أسرارهم وأسوأها أمام أجهزة الروبوت المجسمة، تلك التي تتخذ هيئة الإنسان، والتي قد تخفي وراء وجوهها الجميلة أكوادآ أوشفرات تهدف إلي استغلالنا. ومع الأخذ في الاعتبار وجود تلك الفجوة بين التوقعات والواقع، من المهم أن نتجنب أن نصبح محل خداع من جانب البرامج التي تقود المستخدمين إلي الاعتقاد بأن أجهزة الروبوت تعمل بشكل مستقل، لأن الحقيقة تكمن في أن هناك مشغلوين من البشر هم من يتحكمون عن بعد في بعض عملياتها. إن عدم إدراك من هوالمحرك الحقيقي وراء السلوك الصادر عن مثل هذه الأجهزة يمكن أن يمثل مشكلة، خاصة في الحالات التي يشعر فيها المستخدمون براحة تامة تجاه جهاز آلي لدرجة تدفعهم للإفصاح عن أدق أسرارهم الحميمة، والتي كانوا سيحجمون عن الكشف عنها لوعلموا أن هناك إنسانآ حقيقيآ يختفي وراء تلك الأجهزة. وبفضل الهالة المحيطة بفكرة الذكاء الاصطناعي، والحالات الموثقة بشأن برمجيات آلية تنجح في خداع الناس ليعتقدوا أنها بشر حقيقيون، وبالتالي فإن فكرة جلب أجهزة آلية إلي المنزل تبعث لنا رسالة مفادها : في الوقت الذي تصبح فيه أجهزة الروبوت متصلة بالإنترنت بشكل متزايد، وقادرة علي الاستجابة للغة البشر الطبيعية، فإنك في حاجة إلي أن تصبح أكثر حذرآ بشأن تخمين ماهية هذا الشخص أوالشيء الذي تتحدث إليه. نحتاج أيضآ أن نفكر مليآ بشأن المعلومات التي نختزنها ونتشاركها عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع أجهزة الروبوت التي تستطيع أن تسجل كل حركة نقوم بها. قد تكون بعض البرامج تم تصميمها بغرض الترفيه، ومع ذلك يمكن تحويلها لتحقيق أغراض شريرة، فهناك علي سبيل المثال، أجهزة ذكية يمكن ارتداؤها، وبوسعها أن تحلق حول معصمك وتلتقط بعض الصور حولك، ولا يحتاج الأمر لكثير من الخيال لكي تري كيف يمكن لمثل هذه التقنية أن تستخدم بشكل سيئ، وإذا كانت التكنولوجيا من حولنا قادرة علي تسجيل كلامنا وصورنا وحركاتنا، والتنصت علي أدق أسرارنا، فما الذي يمكن أن يحدث لمثل تلك المعلومات؟، وأين يتم تخزينها؟، ومن الذي يتمكن من الوصول إليها واستغلالها؟، وبالتالي لن يكون مستغربآ أن نجد تفاصيل حياتنا اليومية وكلامنا وسلوكنا منشورآ علي الملأ عبر شبكة الإنترنت.. وهناك ما هوأخطر .. وللحديث بقية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *