أخبار عاجلة

محاولتا تفجير «سيمون بوليفار و كنيسة مسطرد» نذير شؤم!

حذرت وغيري من قبل.. ومازلنا نحذر من النشاط الإجرامي الخفي لخلايا التأسلم السياسي.. كما حذرت وغيري – ولن نتوقف عن التحذير – من قوة وتنامي الاقتصاد الخفي الداعم الأساسي لأعداء الداخل في عملياتهم الإرهابية.. وحذرت وغيري أيضا – ومازلنا – من تجنيد شبابنا المغرر بهم لصفوف الإرهابيين عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.. وكم طالبنا مرارا وتكرارا باستمرار استخدام القبضة الحديدية ضد من قتلونا وخانونا وغدروا بنا وأحرقوا ممتلكاتنا دون رحمة أو شفقة.
يا سادة.. يُخطئ من يظن أن هذه النوعية من البشر قد استيقظ ضميرها أو ندمت على جرائمها بحق مصر.. إطلاقا.. هم يظنون أن الظرف المعيشي القاسي الذي نحياه حالياً.. كفيل بعودتهم إلى المسرح السياسي والدعوي والاجتماعي مرة أخرى.. وإلا فليفسر لي أحد العالمين أو المدعين بمعرفة أدق تفاصيل بواطن الأمور.. سبب محاولة شاب مسلم تفجير محيط ميدان سيمون بوليفار بوسط القاهرة 4 سبتمبر الجاري.. أو مثيله “المسخ” الذي حاول – منذ عدة أسابيع مضت – تفجير كنيسة العذراء بمسطرد ؟؟!!.
يا سادة.. إن ما حدث بالأمس واليوم.. والمتوقع حدوثه غدا.. ليس أمراً عادياً ورب الكعبة.. إنه لحدث جلل وعظيم لو تعلمون.. هناك شئ ما خطأ في حياتنا.. شئ ما لابد أن ننتبه إليه الآن وليس بعد.. شئ ما يحدث بين أيدينا وخلف ظهرانينا ونحن عنه غافلون.
إن ما حدث ويحدث لمصر على يد هذه العصابة.. جعلني أسأل نفسي وغيرى: من الذى زرع في عقول وقلوب بعض شبابنا كل هذا الحقد.. وكل هذا الغل.. وكل هذا الغدر.. وكل هذه الكراهية.. وكل هذه العمالة.. وكل هذه الخيانة لشعب يأكلون من طعامه ويشربون من مياهه ويسكنون في دياره ويتعلمون في مدارسه ومعاهده وجامعاته ويحتمون بدولته؟!.
ولأنني أرصد بدقة “خبث” و “دهاء” أعداء مصر الذين يرتدون ثياب  الوطنية مرة.. وعباءة الدين مرة أخرى في أحاديثهم وكتاباتهم المسمومة.. فقد هاجمت أحدهم لحظة تطرقه في الحديث لمفهوم الشرعية دون أن يذكر كلمة واحدة عن الشريعة.. حينها سألته عن سر هذا اللبس الذى سبق واتبعه مندوبهم الرئاسي في خطابه الأخير عندما ذكر كلمة الشرعية مرات ومرات ونسي أو تناسى – جهلاً أو خبثا – ذكر كلمة الشريعة التي استخدمها وأهله وعشيرته في تغييب عقول البسطاء حتى اغتصبوا السلطة في غفلة من الزمن؟؟!!.. وقبل أن يفكر هذا «المتأسلم» في إجابة تصرف نظر الحضور عن جوهر سؤالي.. فعاجلته بالحقيقة المُرة أمام الحضور عندما قلت له إن ” متاجرتكم  بالشرعية – المشكوك فيها أصلاً – وتجاهلكم الشريعة.. أوقعكم في خطأ عظيم أمام الشعب الذى كشف زيفكم وتمسككم بالسلطان وشئون الدنيا دون العمل بالدعوة التي صدعتم بها رءوسنا”.. فرد علي رداً لزجاً وسمجاً بطعم الخيانة والعمالة مدعيا ان نشاط عناصر جماعته كان وسيظل سلمياً ولا يمكن أن يرتكبوا مثل هذه الجرائم!!.. فسألته:” إذا كان الأمر كما تدعي.. فمن اغتال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في 28 ديسمبر 1948 بالقاهرة بعد أن حكم بحل جماعتكم.. ألم يعترف  القاتل عبد المجيد أحمد حسن بانتمائه لنظامكم الخاص؟!.. ثم من الذي اغتال المستشار أحمد الخازندار لمجرد أنه تجرأ ونظر في قضية تدين أعضاء تنظيمك؟!.
ولأنني من المتابعين أيضاً لطروحات تنامى ظاهرة الإرهاب، وتقديم الحلول العلمية والعملية للقضاء عليها من خبراء لهم كل التقدير.. فقد رأيت أن أضيف عليها وجهة نظري المتواضعة.. والتي تتمثل في البحث والتنقيب عن الأب الروحي لهذا الإرهاب وهو المدعو سيد قطب، أحد القيادات الشهيرة في تاريخ التأسلم السياسي.
نعم.. «قطب» هو الذى زرع أولى بذور هذا الإرهاب بــ«فكره التكفيري» داخل مؤلفاته التي تعتبر المرجع الأول للإرهابيين منذ وفاته وحتى اليوم.. فلو رجعنا إلى الجرائم التي ارتكبتها الحركات والتنظيمات التي تدعى زوراً وبهتاناً أنها تخدم الإسلام وتعمل بنصوصه منذ العهد الناصري مروراً بسبعينيات القرن الماضي وحتى اليوم.. لتأكد لنا أنها شربت من نفس «الماعون».. «ماعون» الفكر «القطبي التكفيري» الذى سيطر على عقول شبابنا وحولهم إلى “مسخ” وأدوات لهدم الوطن بدلاً من أن يشيدوه ويرتقوا به.
لكن «قطب» وعشاقه ومحبيه – لسبب في نفس يعقوب – رفضوا مصلحة الوطن وظلوا على غيهم وعنادهم وضلالهم حتى رأينا شباباً بريئاً ممن يحملون ذات الفكر، يقتل الشيخ الذهبي رحمه الله ــ ويحاولون أيضاً اغتيال نجيب محفوظ، ثم اغتالوا فرج فودة.. كما رأينا أيضاً عصابة الكلية الفنية العسكرية التي خططت لاغتصاب السلطة بقوة السلاح والتي فشلت في النيل من الرئيس الراحل أنور السادات عندما هاجموا مقار الاتحاد الاشتراكي الذى كان يجتمع فيه مع نظامه.. لكن للأسف الشديد استطاعوا النيل منه بعد سنوات قليلة وسط رجاله في يوم الاحتفال بنصر أكتوبر العظيم!!.. هؤلاء – باختصار شديد – هم الإرهابيون الذين شربوا من «الماعون» القطبي.
لكل ما سبق أنصح بالتحرك السريع لوأد هذه الأفكار في مهدها بأي شكل كان وبأي ثمن.. كما أنصح كافة الجهات والأجهزة المعنية بالتحرك الأسرع لغرس مفهوم الانتماء في عقول وقلوب شبابنا.. الانتماء للوطن كما تعلمناه في بيوتنا وكتابنا ومدارسنا وجامعاتنا.. الانتماء كفريضة تولد مع الفطرة.. الانتماء الذي يسمو بكل معاني حب الوطن.. فحب الوطن كما تعلمناه أيضا من صحيح الدين”.. يقول رب العزة جل وعلا :”يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون” ..(الأنفال آية 27).. ويخاطب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم مكة قائلاً : “ما أطيبكِ من بلد وأحبَّكِ إليَّ.. ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ”(الترمذي).. أما جمال الدين الأفغاني فيوضح أن “خائن الوطن لا نعني به من يبيع بلاده بثمن بخس.. بل خائن الوطن من يكون سبباً في خطوة يخطوها العدو في أرض الوطن.. بل من يدع أقدام العدو تسير على تراب الوطن وهو قادر على زلزلتها “.
كلام في الصميم نوجهه إلى الحركات والجمعيات والمنظمات والأشخاص الذين امتلأت جيوبهم بأموال أمريكا وتركيا وقطر وايران واسرائيل.. أما موروثنا الشعبي فيشبه من باع بلاده وخان وطنه.. كمن سرق من مال أبيه ليطعم اللصوص.. فلا أبوه يسامحه ولا اللصوص يكافئونه.
ودعوني قرائي الأعزاء أذكر لكم مواقف بعينها لمن باع وطنه.. فمثلاً نابليون بونابرت لم يستطع دخول النمسا غازياً إلا بسبب معلومات قدمها له ضابط نمسوي خائن لبلاده.. وبعد انتهاء المهمة ..ألقى القائد الفرنسي لخائن بلاده قطعة من الذهب على الأرض.. فتعجب الخائن وقال للمحتل: “ولكني أريد أن أحظى بمصافحة يد الإمبراطور”.. وهنا رمقه “بونابرت” بنظرة احتقار وقال له: “هذا الذهب لأمثالك.. أما يدي فلا تصافح رجلا يخون بلاده”.. وعندما سألوا القائد الألماني أدولف هتلر عن أحقر الناس الذين قابلهم في حياته ..فرد رداً أفحم السائل قائلاً :”أن أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتي.. هم هؤلاء الذين ساعدوني على احتلال بلادهم”.. والله العظيم كلام من ذهب فعلا.
قصة أخرى أسوقها لتجار الدين ونشطاء وسياسي ومثقفي وإعلامي وفناني وأدباء وشعراء السبوبة الذين خانوا الله ورسوله وأوطانهم ..”دخل قائد ظالم مع جنوده بلاداً أراد سرقة خيراتها وقتل جنودها فلم يجد فيها أحد.. عندئذ ظن أن في الأمر حيلة مدبرة له.. وفجأة وجد أمامه شيخا وغلاما.. فقال الغازي للشيخ: دلنا على قومك وأنت وغلامك في أمان.. وكان الشيخ يعلم مكان اختباء جنود قومه.. وهنا فطن لخداع عدوه فقال :أخاف إن دللتك عليهم أن يسعى بي ابني هذا إلى أهل بلادي فيقتلونني.. اقتله أولا حتى أدلك عليهم.. فضرب الظالم عنق الغلام البرئ.. فتجلت هنا حكمة الشيخ وقال لعدوه: إنما كرهت إن لم أخبرك أنا أن يخبرك صغيري الغر.. والآن قد أمنت على أنك لن تعرف أين هم مختبئون.. وأقسم له الشيخ قائلاً: والله لو كانوا تحت قدمي ما رفعتهما.. وقبل أن تمتد اليه يد الظالم .. فإذا بفرسان المكان يحاصرونه وجنده من كل جانب ..وظلوا يقتلوا فيهم حتى أبادوهم عن بكرة أبيهم”.. هذه هي الوطنية وحب الوطن.. هذه هي الصورة الحقيقية لآباء وأمهات مصر الآن.. إنهم يسعدون باستشهاد فلذات أكبادهم دفاعاً عن تراب الوطن ضد الخونة والعملاء من أبناء جلدتنا للأسف الشديد!!.
ولكل من خان وغدر وباع وتآمر على طنه أقول له: لا تشمت، فالموت سيأتيك ان عاجلا أو آجلا.. واللعنة تطاردك ..ومن تعمل لصالحهم يحتقرونك.. وثق أن مصيرك جهنم وبئس المصير.. أما نحن المصريون فسنظل ندافع عن أمننا وكرامتنا وأرضنا وعرضنا ..سندافع بدمائنا وأجسادنا وأروحنا فداءً لمصر.. فمصر حقنا وحاضرنا وماضينا ومستقبلنا الوحيد .. وعن نفسي -كما الـ 100 مليون مصري – نردد ما قاله الحكماء :”لا نأسف إلا لأننا لا نملك إلا حياة واحدة نضحي بها في سبيل الوطن”.. نعم فــ”ليس بالضرورة أن تكون عميلاً لتخدم أعداء الوطن .. بل يكفي أن تكون غبياً”.. ويقول تشي جيفارا: “لا شئ أسوء من خيانة القلم .. فالرصاص الغادر قد يقتل أفراداً .. بينما القلم الخائن قد يقتل أوطانا”ً.. ويرى فولتير أن “خبز الوطن خير من كعك الغربة”.. ويقول المهاتما غاندي :”كثيرون حول السلطة وقليلون حول الوطن”..ولأننى سافرت كثيراً وأعرف قيمة مصر البشر والتاريخ والجغرافيا والمكانة السماوية.. فقد استهوتني كلمات أوليفر وندل هولمز عندما قال ان :”الوطن هو المكان الذي نحبه.. وهو المكان الذي قد تغادره أقدامنا ..لكن قلوبنا تظل فيه”.
أما الشيخ على الجعفرى فيوضح :”عندما تسمع من يقول : سوف أضحي بوطني من أجل ديني .. فاعلم انه لم يفهم معنى الدين ولا معنى الوطن”..فــ” جميل ان يموت الانسان من اجل وطنه.. ولكن الاجمل ان يحيا من اجل هذا الوطن” توماس كارليل.. ويسأل الشاعر الكبير محمود درويش :”ما هو الوطن ؟ ليس سؤالا تجيب عليه وتمضي .. إنه حياتك وقضيتك معاً”.. ويؤمن ونستون تشرشل –رئيس وزراء بريطانيا الأسبق- بأن “الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم”.. وأخيراً يقول كاتبنا الساخر الجميل جلال عامر :”قد نختلف مع النظام ..لكننا لا نختلف مع الوطن ..ونصيحة أخ ..لا تقف مع “ميليشيا” ضد وطنك حتى لو كان الوطن مجرد مكان ننام على رصيفه ليلاً”.. اللهم ارحم شهداء الوطن والهمنا وذويهم الصبر والسلوان.. اللهم برحمتك اسكنهم فردوسك الأعلى.. اللهم صب جام غضبك على من تمتد يده الآثمة على تراب الوطن وحُماته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *