أخبار عاجلة

ابراهيم الصياد يكتب… المتلقي و الإعلان في رمضان !

ما حدث خلال شهر رمضان هذا العام يؤكد بما يدع مجالا للشك ، أن الإعلان أصبح يسيطر على الإعلام ، ورغم ان هذا الوضع ليس جديدا ، بل هو موجود منذ سنوات ، إلا أننا لاحظنا التداخل الزمني بين حدود المنتج الإعلاني والرسالة او المحتوى الإعلامي ، وهناك العديد من الأمثلة التي لم تنطلي على الجمهور نسوق بعضها :  ما حدث خلال شهر رمضان هذا العام يؤكد بما يدع مجالا للشك ، أن الإعلان أصبح يسيطر على الإعلام ، ورغم ان هذا الوضع ليس جديدا ، بل هو موجود منذ سنوات ، إلا أننا لاحظنا التداخل الزمني بين حدود المنتج الإعلاني والرسالة او المحتوى الإعلامي ، وهناك العديد من الأمثلة التي لم تنطلي على الجمهور نسوق بعضها : 
في المسلسلات الدرامية ، أصبحت المساحة الاعلانية أكبر من مساحة المنتج الدرامي لدرجة أن المتلقي يفقد الرغبة في المتابعة وتكاد ان  ينس أي مسلسل يتابع ؟ 
في مضمون الإعلان ، كثير من الرسائل التي تعمق الطبقية في المجتمع ، وتشكل نوعا من الاستفزاز للمشاهد ، الأمر الذي يكرس سلوكيات  تتنافى مع مايتردد من دعاوى العدالة الاجتماعية !
يتم استغلال الفنانين ونجوم كرة القدم للترويج للمنتجات الإعلانية ، بطريقة فيها كثير من المبالغة والإلحاح الممل وغير المحبب !
كثافة الاعلانات التي تحث على التكافل الاجتماعي ، حقيقي انها تتفق وقيم الشهر الكريم غير أن هذه الكثافة تعطي رسالة غير مريحة ، كما لو كان التكافل الاجتماعي قاصر فقط على شهر رمضان ، ومن المفترض أن تعاضد المجتمع ظاهرة يجب ان تبقى طوال العام قبل وبعد رمضان ! 
 هناك كثير من الاعلانات ، بها قدر كبير من السذاجة في طريقة العرض ، ما يعكس قصورا في رؤية  المنتج – بكسر التاء –  الإعلاني ما يؤدي الى رد فعل سلبي تجاه المنتج – بفتح التاء – الإعلاني !
لا يظل عدد ليس قليل من الاعلانات في ذهن المتلقي إلا لحظة عرضها فقط وتتبخر كأنها لم تكن أي مثل فقاعة في الهواء ، وذلك في اطار حالة اللهاث الإعلاني غير المدروس لاحتياجات السوق الحقيقية لدرجة اننا نتذكر أن  اعلانات السبيعنات والثمانينات ترسخ في ذهن الجمهور حتى يومنا هذا ، لأنها كانت اقل كثافة ولم تتعد المساحة المخصصة لها قبل او بعد المسلسل ، ولم نكن نشاهد اعلانات بين التترين !
وبالارقام ، اذيع في حلقة من حلقات أحد الأعمال الدرامية 57 اعلانا بين التترين من خلال ثلاثة فواصل ، مدة الفاصل ما بين 10 و15 دقيقة لتصبح مدة المساحة الاعلانية 37 دقيقة ، في حين لم تزد المادة الدرامية المعروضة مجزأة عن 37 دقيقة فقط ، وبتحليل هذه الارقام نكتشف أننا أمام عملية إنهاك ثم تسطيح لفكر وعقل المتلقي !  
خلاصة القول أنه في جميع دول العالم المتحضر نجد أن وقت الإعلان محدد وموضح للمشاهد لأن وقت عرض البرامج أو الدراما هو حق المشاهد وغير مقبول الإعتداء على حقوق الجمهور . 
ولهذا نرى من الإيجابية أن يحدد المجلس الآعلى لتنظيم الإعلام أوقات ومدد الإعلانات ، ولكن السؤال هل تم الالتزام بهذا التحديد احتراما لعقلية المتلقي ؟ ها قد انتصف الشهر الكريم ، وأنا شخصيا لم ألحظ أي تغير يذكر في خريطة الاعلانات ، بالطبع في القنوات الفضائية الخاصة ولا أتحدث عن إعلام ماسبيرو لأنه خارج المهرجانات الاعلانية الرمضانية ! 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *