د.حياة عبدون تكتب… هل أنت مستعد ؟.

من الحياة .
اليوم ..هو أول سحور …وغدا هو أول أيام الصيام .. الجميع استعد بتخزين الطعام والمشتريات بالرغم من ارتفاع أسعارها وبالرغم من جشع التجار !!
و لكني وجدت نفسي أطرح علي نفسي تساؤل جديد ..هل أنا مستعدة استعدادا اخر يليق برمضان شهر المغفرة , الرحمة , الاستغفار والتوبة ؟ . 
و قبل أن أجيب , أحببت ان تشاركني هذه الرحلة … فهل تقبل في ان تصاحبني في هذه الرحلة و أن نبدأ في طرح هذه الاسئلة معا علي أنفسنا ؟. هل أنت مستعد وأنت عابرسبيل في هذه الحياة ان تقف في هذا الشهر وقفة مع النفس للشروع في اصلاحها ” و نفس و ما سواها , فالهمها فجورها و تقواها , قد أفلح من ذكاها , و قد خاب من دساها ” , وقفة بالاعتراف باخطائك , و بمحاسبة نفسك ماذا قدمت لحياتك الابدية وماذا ادخرت لنفسك من الاعمال الصالحة ليوم العرض ” يا ايها الذين امنوا اتقوا الله , و لتنظر كل نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله , ان الله خبير بما تعملون ” ؟ . 
هل انت مستعد لان تكون من الكاظمين الغيظ ” و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين ” ؟. هل انت مستعد لان تصبح من أهل الحق , فلا تتبع الا طريق الحق , ولا يقل لسانك الا الحق و لا تقف الا مع الحق ؟ .هل أنت مستعد للوقوف مع المظلوم وان كان ضعيفا أوفقيرا و ليس مع الظالم وان كان قويا أوغنيا ولا تصفق للباطل ابدا ؟. 
هل أنت مستعد لرحلة مع التسامح , مع العفو عند المقدرة و العفو عن من طعنك في ظهرك ومن خانك من الناس مثل الامام الشافعي ” لما عفوت و لم أحقد , ارحت نفسي من هم العداوات ” ؟.هل أنت مستعد لرحلة مع الحق واعطاء كل ذي حق حقه والبعد عن ظلم الناس ولو بالنميمة ؟.
هل أنت مستعد لرحلة مع حسن الخلق ومع معاشرة الناس بالمعروف ومنح الكراهية , الحقد , الغيرة , الغرور , التكبر غرفة صغيرة في قلبك ؟ .
هل انت مستعد لان تسامح نفسك قبل أن تسامح الاخرين ؟. هل أنت مستعد لرحلة لتخفيف الذنوب من سيئات أعمالنا ” قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله , ان الله يغفر الذنوب جميعا , أنه هو الغفور الرحيم “.؟ .
هل أنت مستعد لمواجهة نفسك بأخطائك , بذلاتك وبمحاسبة نفسك قبل ان تحاسب من خالقك عزوجل ” اليوم تجزي كل نفس بما كسبت ” ؟.
هل أنت مستعد لنصيحة شفيعي وشفيعك محمد صلي الله عليه وسلم ” الا أدلكم علي ما يرفع الله به الدرجات؟ قالوا : نعم قال ” تحلم علي من جهل عليك , و تعفو عمن ظلمك , و تعطي من حرمك , و تصل من قطعك ” ؟ .
والان ..اذا كنت مستعد فقد فزت بالحياة وبالاخرة …و اذا لم تكن مستعد مثلي , فتعالي نبدأ , فقد نفوز في هذا الشهر الكريم برحمته الواسعة …وربما قد تكون هذه هي البداية , لنبدأ رحلة استعداد اخري هي ” رحلة الاستعداد للقاء المولي سبحانه و تعالي ” استعداد يليق بجلال وجهه الكريم استعدادا ليوم الحساب !!!!


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *