أخبار عاجلة

د.مجدي العفيفي يكتب… (أنا وأنت) وليس.. (أنا أم أنت)..!

لابد أن نتغير.. شريطة أن نغير العبارة القاتلة التي تنفث سموم : ( أنا أم أنت) لتصبح: عبير: ( أنا وأنت)!!
فالمجتمع أنا (و) أنت، وليس أنا (أم) أنت.. والطريق يتسع للجميع، فلماذا نضيَّق على أنفسنا، ونضيق بأنفسنا.. والنمل تبنى قراها في تماسكها.. والنحل تجنى رحيق الشهد أعوانا..
إن حرف الـ (الألف) في (أم) يفعَّل المعادلة، لوحذفته تفاعلت إيجابيا، ولو تركته اشتعلت بكل تجلياتها السلبية، وإلا فنحن ضحايانا…!
ما بالنا وكل واحد منا قد صار كأنه «لغم» يريد أن ينفجر في الآخر، والآخر هو الجحيم.. يخطف من الآخر.. يترصد الآخر حقدا وحسدا وغيظا «كده هوه» عنوة واغتصابا و«عيني عينك» لاحساب ولا حسيب ولا رقيب، ولا وازع من ضمير..
ثأر.. انتقام.. انتقاص.. إقصاء.. ضغينة.. حقد.. دين وديناميت.. فقر فكر.. وفكر فقر.. دماء وأحشاء.. أبيض وأسود.. قبح أكثر من جمال.. عذاب يطغي على عذوبة.. ألم يخنق أملا.. حلم لا يريد التحقق.. أيام أطول من ساعاتها.. كوابيس تجهض النواميس.. مصابيح تطفئها الخفافيش..
زحام مرعب في كل شيء، وفي الزحام لا أحد يسمع أحدا… بقرات عجاف أكثر من السمان.. جوع فكري.. وجمهور سياسي متوحش نطعمه قطعة شيكولاتة، ثم نريد أن نعالج السرطان بقرص اسبرين !!.
لماذا ننسى أو نتناسى أن من لم تردعه ذاته تردعه قوة المجتمع، ومن لم تردعه قوة المجتمع تردعه قوة السماء… أو يفترض ذلك، أقول «يفترض ذلك» لأن مبدأ الرغبة صار أقوى من مبدأ الواقع.
نعم.. لابد أن نتغير، لكن لابد من تغيير أوتار القيثارة ليتغير النغم.
وفي الأدبيات الإنسانية والأخلاقية.. أنا لستُ أنت.. وليس شرطاً أن تقتنع بما أقتنع به.. وليس من الضرورة أن ترى ما أرى، فالاختلاف شيء طبيعي في الحياة..
وما تصلح له أنت قد لا أصلح له أنا.. ما يُزعجك ممكن ألا يزعجني.. وينبغي عليك أن تساعدني على توضيح رأيي فمن المستحيل أن ترى بزاوية 360 درجة وأنا أيضا..
ساعدني أن أفهم وجهة نظرك، واقبلني كما أنا حتى أقبلك كما أنت، فمعرفة الناس للتعايش معهم لا لتغييرهم.. والحوار للإقناع وليس للإلزام.. لولا حاجتي وضعفي لما نجحت أنت.. أنا لا أرى وجهي لكنك أنت تراه.. إن حميت ظهري أنا أحمي ظهرك..
الحياة تتسع لي أنا وأنت وغيرنا.. كما لك حق فلغيرك حق.. يمكنك أن تغير نفسك ولايمكنك أن تغيرني.. دعنا نتحاور فالحوار للإقناع وليس للإلزام..
ساعدني على توضيح رأيي.. اقبلني كما أنا حتى أقبلك كما أنت.. ولولا أنك مختلف لما كنت أنا مختلفا.. انتبه يا صديقي.. لو أن الناس بفكر واحد لقتل الإبداع..
اطرح كتابك.. واحفر في أرض نفسك.. يخرج لك ينبوع.. واعلم أن تكسيرك لمجاديفي لن يزيد أبداً من سرعة قاربك.. فما يوجد يكفي الجميع..! والطريق يتسع للجميع..
لكن أكثر الناس لا يعلمون..!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *