أخبار عاجلة

ابراهيم الصياد يكتب… الأزمة ليست في عدد المرشحين!

ليست الديمقراطية في تعدد المرشحين بقدر ماهي في ادراك المواطن حقوقه السياسية وتوجهه إلى  صندوق الاقتراع ليقول رأيه بحرية، وأرى ان افتعال أزمة مرشحي انتخابات الرئاسة هو عدم فهم المشهد السياسي كما ينبغي وأن قراءة متأنية للمشهد الحالي لاستيعابه تجعلنا نكتشف أنه لا يمكن الفصل بين معالم  هذا المشهد وإدراك حجم التحديات التي تواجهها مصر – داخليا وخارجيا –  والتي تتلخص في محاولات اسقاط الدولة المصرية والتقليل من شأن إنجازات النظام الحالي وعمليات تصدير عدم الاستقرار لمصر والارهاب بصوره كافة وفضلا عن الاستفزاز المتعمد واستغلال مشكلات المواطن اليومية لاستثارة مشاعره، الأمر الذي يحتم مراجعة اين نقف وكيف نواجه وإلى اين نتوجه؟  وتمكن الإجابة عن هذه التساؤلات من تقدير سليم وتفهم كامل للموقف وبالتالي نستطيع اتخاذ القرارات المناسبة المتعلقة بمستقبل الوطن في السنوات الاربع القادمة!
 هناك بعض القوى التي تمثل تيارات سياسية  معينة معادية من بينها القوى التي اسقطها المصريون في ثورة الـ30 من يونية عام 2013 ليس من مصلحتها اجراء انتخابات الرئاسة القادمة في إطار تحيط به اجواء من النزاهة والديمقراطية، خاصة انها قد فشلت في التمكن من تحقيق  هذا الغرض قبل اربع سنوات بسبب حالة الضعف التي كانت عليها بعد  نجاح الثورة من ناحية وليقظة الشعب المصري آنذاك والتحامه مع  الجيش للحفاظ على مستقبل هذه الأمة من ناحية ثانية،  وإنقاذها من هاوية سحيقة كادت مصر تسقط  فيها بعد ان ادخلها حكم الإخوان (2012 – 2013) الى نفق مسدود سياسيا واقتصاديا واجتماعيا من ناحية ثالثة، ونتيجة فشل مؤامرة تفتيت مصر او بيع أجزاء منها كما لم يتحقق هدفهم في تنفيذ مخطط السيناريو السوري بمصر من ناحية رابعة!
 ولهذا كان من الطبيعي ان تطل اليوم قوى الظلام من جحورها قبيل اجراء انتخابات 2018 لتشكك وتشوه وتحاول إفشال التجربة. دعونا  نؤكد  ان الحرص على حماية الدولة المصرية يتطلب تفهما اعمق دون تهوين او تهويل للمشهد  ليس حرصا على إنجاز الانتخابات القادمة ان شاء الله فقط، بل من أجل تحسين صورة مصر في الخارج التي تحتاج جهدا مكثفا من المسئولين عن إعلام مصر الخارجي وهذا  يتطلب مواجهة محاولات القوى الظلامية بدفع اموال طائلة لشركات العلاقات العامة في الدول الأوروبية والولايات المتحدة لتنفيذ مخطط ممنهج لتشويه الصورة القصور في أداء الإعلام الخارجي المنوط به الهيئة العامة للاستعلامات بمزيد من الفعالية في العلاقة بين هذا الجهاز ووزارة الخارجية التي يجب ان تعمل على تطوير دور المكاتب الاعلامية بالخارج ويصبح من اهم ادوارها مواجهة وكشف المؤامرات ضد مصر ولابد من ان نكف عن الحديث لأنفسنا فقط إعلاميا وأن تكون لنا رؤية في خطاب الآخر بلغاته والوصول الى قطاعات الرأى العام لديه من خلال قنوات فضائية مشاهدة وموجهة للخارج وليس الداخل وإذا نجحنا في مواجهة أعداء الخارج وتحسين صورتنا في ذهنية الآخر وفي الوقت نفسه تصدينا لتحديات الداخل مضينا في طريقنا سواء كان لدينا مرشح واحد او مائة مرشح!  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *