أخبار عاجلة

د.مجدي العفيفي يكتب… (عهد) الفسلطينية و(شعب الله المختار للعذاب)!!

تأملت المشاهد البطولية للفتاة الفسلطينية “عهد”.. قوة.. جسارة.. حق.. مواجهة.. شجاعة.. جرأة.. وجمال أيضًا.. تأملتها أكثر من مرة.. وهي تصفع الجندي الصهيوني المدجج بالسلاح على وجهه، وهو مثل لوح الثلج.. بارد.. سمج.. جبان.. شأنه في ذلك شأن كل القتلة الصهاينة في الماضي والحاضر والمستقبل.
مشهد بألف كلمة.. بألف معنى.. بألف خطبة من خطبنا العنترية.. بألف قمة من القمم إياها.. بألف قنبلة ذرية.. لو كانوا يعلمون ويعقلون.. ويخجلون..!
فتاة فلسطينية في عمر الزهور ترعب كيانًا بأكمله.. تؤكد الصمود ورفض الاستسلام.. والقدرة الفائقة على المقاومة.. وتنتزع الأقنعة من وجوه المحتل الصهيوني الغاصب والمغتصب.. فظهر مكشوفًا أكثر.. مفضوحًا أكثر..منبوذًا أكثر.. أمام العالم.
لحظة أن كنت أحدق في وجه الفتاة الفلسطينية (رعد) تلقيت رسالة من صديق مهموم – مثلي ومثل الملايين – بعث لي صيغة مترجمة لما يسمى بالسلام الوطني الإسرائيلي (!!!)
أبدًا.. أبدًا.. لا أستغرب يا صديقي أن سلامًا وطنيًا يقطر دمًا وغلًا وحقدًا وإرهابًا ودموية وسادية وعنفًا وإجرامًا مثل هذا النشيد أو ما يسمى بالسلام الوطني الصهيوني..!
أبدًا.. أبدًا.. لا أتعجب ولا أندهش.. لأنه ببساطة صادر عن كيان بلا هوية ولا شخصية.. ولا علاقة له بكلمة وطن ولا دولة ولا مجتمع..
وهذا هو نص لما يسمى بالنشيد الوطني الصهيوني لشعب الله المختار للعذاب والتعذيب:
طالما تكمن في القلب نفس يهودية
تتوق للأمام، نحو الشرق
أملنا لم يصنع بعد
حلم ألف عام على أرضنا
أرض صهيون وأورشليم
ليرتعد من هو عدو لنا
ليرتعد كل سكان كنعان
ليرتعد سكان بابل
ليخيم على سمائهم الذعر والرعب
حين نغرس رماحنا في صدورهم
ونرى دماءهم التي أريقت
ورؤوسهم المقطوعة
وعندئذ شعب الله المختار إلى حيث أراد الله!
………………..
صدرت أول نسخة لهذه القصيدة في القدس عام 1886م من كلمات نفتالي هيرتس إيمبر في أواخر القرن التاسع عشر، وهو يهودي من أوروبا الشرقية (أوكرانيا الآن)، وكتبه خلال زيارته لمستوطنة “بتاح تكفا”، وهي من أوائل المستوطنات الصهيونية في فلسطين، التي كانت حينها تحت السيادة العثمانية، وكتبه إيمبر لتضامنه مع الحركة الصهيونية، وفي سنة 1933 تبنت الحركة الصهيونية البيتين الأولين للقصيدة، بعد تعديلهما بقليل، نشيدًا لها، حيث صار نشيدًا لإسرائيل عام 1948، وفي 2004 أعلن الكنيست “هتكفاه” نشيدًا وطنيًا والكلمة تعني “الأمل” (!!) إذ يتحدث النشيد عن أمل عمره ألف عام في العودة إلى المدنية التي كان يقطنها داود، وإلى أرض الآباء، ليجد الحرية والسلام هناك (!).
والنشيد تلخيص للتعريف أو التبرير الصهيوني لما يسمى بالقومية اليهودية التي لا تستند إلى واقع تاريخي أو جغرافي محسوس، إنما تستند إلى حلم وأمل أناس لا يتحدثون نفس اللغة، ولا يقطنون في نفس الأرض، ولا ينتمون إلى نفس التقاليد الحضارية، ولا يشاركون في صنع نفس التاريخ؛ لأنه منذ ألفي عام، كما يجمع الباحثون الحقيقيون في العالم.
……
إن فاقد الشيء لا يعطيه.. ولا يمكن أن يعطيه..
والسلام مع الكيان الصهيوني هو المستحيل بعينه…
المشاهد على أرض الواقع.. ماثلة!.
والمشاهد السياسية.. ناطقة!.
والحقائق التاريخية.. مؤكدة!.
وكلمة (السلام) وكلمة (الصهيونية) بينهما مسافات ضوئية.. كلمتان لم يلتقيا قط، في المعنى والمبنى، ولن يجتمعا أبدًا..
ولذلك.. يصطدم “المطبعون” بالحائط.. !.
ويرتطم “الحالمون” بالجدار..!.
ويحرث “الساسة” في البحر..!.
واسألوا الفتاة الفلسطينية “عهد التميمي” ومثلها ألف ألف “عهد” في أرض فلسطين.. وتاريخ فلسطين.. وجغرافية فلسطين.. ومستقبل فلسطين.. ومستنقع بني صهيون..!!! برغم أنف دموية النشيد الصهيوني المثير للسخرية..!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *