أخبار عاجلة

ايمان نعمه تكتب… العالم على حافة الخيارات الصعبة !

تتعالى الأصوات من كل العالم تنادي الدول الكبرى المتحكمة بالقرار والتي تضع العالم اليوم على حافة الخيارات الصعبة . تناديها بالتروي والحكمة ولكنها قبل كل شيء تنادي بالإنسانية واحترام حقوقها ومكانتها . إن صراعات هذه الدول على السلطة والقوة والمال وضعت دول العالم الأخرى في حالة من القلق والتأهب لاستقبال المجهول . وعملياً وما نراه على الساحة الدولية هناك تحالفات دولية أخذت تتشكل على الساحة السياسية مما يجعل العالم في خطر محتمل خاصة منطقة الشرق الأوسط التي جعلت منها هذه الدول والقوى العظمى ساحة لتحقيق المكاسب السياسة والمالية ألتي تدعم اقتصادها وتزيد من جبروتها وقوتها وسيادتها على العالم متناسية في ذات الوقت حقوق دول العالم الأخرى .
يجب أن تتوقف هذه الدول والقوى العظمى في العالم والقوى الخفية منها عن ممارسة صراعاتها وتحقيق مصالحها على بلدان الشرق الأوسط ، العربية منها خاصة ألتي تدفع كل يوم ثمناً باهضاً لتجاوزات الدول الكبرى فوق أراضيها إن كان هذا بالتدخل في شؤونها الداخلية وفرض شروطها عليها أو بالتدخل العسكري الذي يفرض الهيمنة بالقوة وبأشكال وممارسات ووسائل تعدت كل الحدود الإنسانية والأخلاقية وتجاوزت كل القوانين الدولية وألغت كل صفة للمؤسسات التي تحمي وتدافع عن هذه الحقوق والقوانين . إن هذه الأنهار من دماء الأبرياء التي تسيل كل يوم دون أي اعتبار إنساني وهذا الدعم الذي يتم تقديمه إلى فصائل متطرفة زرعت في المنطقة لغايات وأهداف خبيثة وقد ثبت بالمعلومات والأدلة دعمها الخارجي بالمال والأسلحة الفتاكة والمعدات العسكرية من دون أي حق قانوني وبطرق خفية غير شرعية وغير مباشرة ، وهذا أيضاً أي طرق دعمها الغير مباشرة هو دليل على تجاوز القوانين الدولية . ولا أريد الحديث أيضاً عن القوانين الإنسانية السماوية منها أولاً والتي خاطب بها النبي موسى عليه السلام شعبه قائلاً : ” لا تقتل ” .. لأنني أراها مهملة ومنسية في سياسة من يعنيهم الأمر . دول عربية تم تدميرها وتهجير شعوبها والاستيلاء على مقدراتها الاقتصادية والنفطية وتم دعم ونشر الطائفية والإرهاب فيها وتشتيت مجتمعاتها وقتل بنيتها الأساسية بحيث لا تقوم لها أي مقومات للدولة المستقلة الآمنة إلى أبد الآبدين . وإن كان المقصود مما نراه على أرض الواقع العربي اليوم هو بناء شرق أوسط جديد يتم فيه تغيير الحدود بحيث تنتهي دول وتنقسم إلى أجزاء صغيرة ضعيفة مهددة بفعل الصراعات دول أخرى وتكبر وتثبت وتقوى وتتوسع بالمقابل دول معينة وقد تكون على الأرجح دولة واحدة فقط من دول المنطقة هي المستفيدة من هذا المخطط وأنا أعني هنا مشروع إسرائيل الكبرى بالتأكيد .
آن الأوان أن تعطى الدول العربية حقها في تقرير مصيرها والدفاع عنه دولياً وأمام العالم ، وتسخير كل القوانين الدولية والتي لا يتم تفعيلها دائماً عندما يتعلق الأمر بالدول العربية ، تسخيرها لخدمة هذا الحق . ما ذنب لبنان هذا البلد العربي الصغير في مساحته الكبير في جماله وتاريخه وعراقته ما ذنبه أن يدفع ثمناً باهضاً من أجل صراعات إقليمية لكنها مدعومة وموجهة من قوى عظمى تتحكم بها وتسيطر عليها . هل سنشهد دماء جديدة تنضم إلى أنهار دماء العراق وليبيا وسورية واليمن ونصمت دون أن نخجل ؟ هذا السؤال موجه الآن إلى الضمير العالمي ومن يمثله من مؤسسات دولية ويجب الإجابة عنه فوراً قبل اندلاع أي ظرف إن كان نزاعات داخلية سياسية كانت أو أمنية ، أو إن كانت الحرب المدمرة . من حق العرب كما يحق لغيرهم اختيار السياسة التي تجنب شعوبهم الحروب والدماء والمصير المظلم الأسود . من حقهم اليوم حق المفاوضة وحق التقرير دون أي تدخل أو ضغوط خارجية . وكما تعطي الدول الكبرى لنفسها هذا الحق يجب أن تعطى الدول العربية هذا الحق أيضاً ، وكل محاولات تزييف الحقائق وكتابة التاريخ بوقائع مختلفة عن الواقع لن تجدي نفعاً . فأصوات الشرفاء من العالم ما زالت تعلو وتصدح وستظل تعلو وتصدح وتسجل وتشهد على ما ترى .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *