أخبار عاجلة

إبراهيم الصياد يكتب… ثقافة غائبة فى خطابنا الإعلامى !

عندما يلتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى بالشباب بشكل دورى فإنه يرسى ثقافة غائبة فى خطابنا الإعلامى تعتمد على المكاشفة وتقديم الحقائق التى تساعد متخذ القرار على التعامل مع الواقع ودراسة الخيارات المطروحة، ولهذا عندما يطرح الإعلام مشكلة مثل الفساد فليس معنى هذا أنه وصل الى آخر المطاف بل العكس إن مثل هذا العمل يساعد المسئول على تصحيح مساره طالما أنه ليس طرفا فى هذه المشكلة أو متورطا فى ذلك الفساد!!
وفى الوقت نفسه يجب ألا يستخدم الإعلام لتصفية الحسابات بين الأشخاص فقد أصبح المتلقى من الذكاء بحيث أضحى فى إمكانه التمييز بين المدافع عن الحقيقة والمدافع عن المواقف الشخصية ونجد الأول لا يخاف فى قول الحق لومة لائم بينما الثانى له مصالحه وأهدافه الخاصة، وعليه فقد أصبح لدى المتلقى قدرة على التمييز بين من يستخدم الوسيلة الإعلامية للهدم والآخر الذى يستخدمها للبناء.
وهكذا يمكن القول إن إعمال العقل فى مواجهة الخرافات والتمسك بالعلم فى مواجهة الجهل يحقق هدف الرسالة الإعلامية فى بناء المجتمع وهذا ينطبق على كل عالمنا العربى – دون استثناء – ومن هذه النقطة يتم التخلص من الأمية الإعلامية وبالتالى نصبح أمام آفاق جديدة من التنوير الفكرى والارتقاء بالذوق العام والحفاظ على قيم المجتمع من أجل بناء شخصية الإنسان المصرى الواعى لمصالحه والمدرك لحقوقه والقادر على الإنجاز فى معركة التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
فإذا تحقق ذلك فمن الطبيعى أن تسود المجتمعات العربية ثقافة إعلامية بانية تحافظ على الاستقرار وتضيف للإطار المرجعى للمتلقى جديدا كل يوم وتجعل من تعرضه اليومى للمؤثرات الإعلامية له مردودا سليما يصب فى إزالة حقيقية للأمية بكل أشكالها وبصفة خاصة محو الأمية الإعلامية!!
ولابد من الإشارة إلى أن الأمية الإعلامية على مستوى القائم بعملية الاتصال تنعكس على إدارة المؤسسات الإعلامية التى تتطلب أن يكون مديرها مدركا لأهمية الوسيلة الإعلامية وطبيعتها وأهدافها وبالتالى ليس كل من امتلك أموالا يصلح لأن يكون مديرا ومالكا لمؤسسة إعلامية صحيفة أو قناة خاصة أن أحد عوامل نجاح أى مؤسسة إعلامية هو فصل الملكية عن الإدارة، وعليه إذا لم يتفهم المالك هذا العامل سيكون الفشل ملازما للمؤسسة.
من هنا يصبح محو الأمية الإعلامية عملية إعادة صياغة لفكر المجتمع على مستويات الإدارة والتنفيذ والأهداف وهو ما يفرق بين الأداء العشوائى والأداء المهنى، الأول نجده ينزلق إلى تناول موضوعات سطحية تعتمد على الإثارة وبث طاقة سلبية من خلال تناول كل ما يتعارض مع النظام القيمى للمجتمع ونجد الآخر ينسجم وهذا النظام ويقدم موضوعات تعظم من كل مصادر الطاقة الإيجابية اللازمة للارتقاء بفكر وعقل الإنسان، وأتمنى أن تكون هذه رسالة مصر لكل شباب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *