أخبار عاجلة

هالة الحلفاوي تكتب… ما بعد حرب اكتوبر !

حرب أكتوبر المجيدة واحدة من أعظم حروبنا . بل يمكن القول أنها واحدة من أهم الحروب في القرن العشرين .
أرى أن الحديث عن ما بعد أكتوبر يكون من خلال محورين، أولهما الاعتراف بأننا قصرنا كثيرا في تناول حرب أكتوبر توثيقيا وسينمائيا وبحثيا .
مر أكثر من أربعة عقود على هذه الحرب المهمة، ومازالت الكتب التي تناولتها دون الواجب ، والطموح ، وكذلك الأمر بالنسبة للتناول السينمائي،  على الجانب الآخر نجد أن الإسرائيليين أصدروا عديد الكتب باللغات المختلفة وأنتجوا عديد من الأفلام التي تقلل من انتصاراتنا وتعظم من أداء جيشهم، وكانت دوما أمريكا إلى جانبها كما كانت داعمة لها في الحرب .
حتى إن عدد من جامعات العالم  يدون في مناهجة الدراسية ما يشير إلى إنتصار إسرائيلي، وكذلك الأمر بالنسبة لأفلام هوليودية .
نحن في مصر اغفلنا مؤخرا الدور المهم لقوتنا الناعمة التي يمكن أن توضح للعالم كيف أن جيشنا خاض حربا قوية ببسالة واحتراف كان من نتيجتها هزيمة مرة لإسرائيل .
وإذا بحثنا عن الكتب التي تناولت هذا الانتصار التاريخي، لن نجد سوى عدد محدود للغاية ، ربما أهمهم من وجهة نظري الكتاب الذي كتبه  الفريق سعد الدين الشاذلي وروى فيه بعضا من بطولات جنودنا .
أما ثاني المحاور فيتمثل في أن إسرائيل مازلت تمارس،حروبها النفسية على  شعبنا ، عبر محاولة ترسيخ رؤيتها لحرب أكتوبر .
ما يتطلب منا أن نزيد من تسليط الضوء على دور مخابراتنا في اختراق مجتمعاتهم ، ونذكر في هذا رجال عظام أمثال رأفت الهجان و جمعة الشوان وآخرين .
ربما هذا ما دفع إسرائيل ربما للرد بإنتاج فيلم عالمي يتناول أشرف مروان باعتباره جاسوسا، وللأسف البعض في مصر يروجوا لهذا الأمر، إما لأنه ضد أشرف مروان أو ضد جمال عبد الناصر أو لأنه ضد مني جمال عبد الناصر، أو لأغراض أخري، والسؤال ليس في أن أشرف مروان جاسوسا  أم وطنيا ، فالرجل قد مات.
 فالأمر الآن من يكسب المعركة النفسية! ولو صح كلام إسرائيل يعني أنها  نجحت في اختراق ثلاثة رؤساء، عبد الناصر والسادات و مبارك، فأشرف مروان كان زوج بنت جمال عبد الناصر ومدير مكتب السادات ومقرب من حسني مبارك، ما يعني بأن الموساد نجحت في اختراق  بيوتهم ومكاتبهم، وهذه إهانة للدولة المصرية ولثلاث نظم مصرية متعاقبة. وهذه أكذوبة اخترعتها إسرائيل وتروج لها ، ما يتطلب إنتاج فيلم مضاد، توضيحا للحقيقة وحفظا للكرامة الوطنية المصرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *