أخبار عاجلة

هبه عبد العزيز تكتب… #أغنيتى_حريتى.!!

اسمى بدرية

على إسم القمر

كل ليلة أحلم إنى أغنى

أطير فى السماء وأمسك الشمس

أعزف لحن حياتى على العود

وتغنى معى البنات أول يوم العيد

نحلق معا فى الافق ونقول:

أغنيتـــــى حريتـــــــــــــــى

أغنيتـــى حريتــــــى، كلمات جميلة بنكهة نسائية بها رائحة حضارية، حالمة حرة وقوية، كتبتها دكتورة نوال السعداوى فى كتابها بعنوان كسر الحدود، وقد وقعت عينى على تلك الكلمات بالمصادفة عندما كنت أبحث أعلى مكتبتى عن كتاب إخترته للقراءة في الأسبوع الماضى، وهو كتاب قديم عن التاريخ الفرعونى، وقد أخترت أن أقرأ فى هذا الصدد تحديدا ربما لأننى شعرت بشىء من الحزن والقلق وأنا أتابع الواقع المحيط والحاضر الذى نعيشه، وتسألت حينها عن المستقبل فى ظل كل ما يحيط بنا من إرهاصات على المستوى الأخلاقى الإنسانى بالذات، وقد بدأ هذا الشعور يتملكنى أكثر منذ عدة أسابيع تقريبا حول ما وصلنا إليه أيضا على مستوى الثقافة السائد الآن حولنا والذى بات يحاصرنا فى كل مكان، بدأ من البيت مرورا بالمدرسة والنادى ووصولا إلى الشارع، وكذلك ما أصبحنا نعانيه بشكل دائم وعلى كافة المستويات والأصعدة من تدنى وتردى بل وانهيار شديد فى تلك المنظومة شديدة الأهمية والخطورة فى الوقت نفسه نظرا لقوة تأثيرها وتداخلها فى كل منحى من مناحى الحياة المختلفة.

وعلى جانب آخر فقد سيطر على أيضا شعور من الحيرة صاحبه تفكير طويل فى مسألة الهوية المصرية، “هويتنا المفقودة”. فكلما أدقق وأحاول التأمل فيما يحدث حولى أجد أننا قد ابتعدنا عن هويتنا كثيرا فإبتعدت هى الآخرى عنا أكثر وأكثر، وأخشى ما أخشاه من استمرار هذا الوضع المؤسف لوقت أطول.

#المرأة_ركيزة_المجتمع

ومما يزيد من همى فى هذا الصدد هو كونى إمرأة، تدرك تماما أن النساء لسن بنصف المجتمع فقط كما يقال أحيانا، بل أنهن الأساس والركيزة التى يقوم عليه المجتمع كله، وربما لا أجد أى مبالغة فى قول ذلك.

فالنساء هن من تلدن وتنجبن البشر بإختلاف أجناسهم من رجال ونساء، وهن الائى ترعى وتربى وتعلم من كان صغيرا فى المهد، إذن فالمرأة مسئولة بشكل كبير عن أحوال مجتمعها، وما يوؤل اليه سواء من تقدم أو تراجع، فهى كالمدرسة بالفعل إن أعدتها جيدا أعدت شعبا طيب الأعراق كما تقول أبيات الشعر الشهيرة التى وصف فيها الشاعر الأم، فالأم هى من تخرج للمجتمع رجاله ونسائه، جميعنا نتربى على يدها ونتأثر بثقافتها التى تنقلها لنا من خلال التعامل والتربية.

وأعود إلى كتابى الذى بدأت مقالى بالحديث عنه حول تاريخنا الفرعونى، وقد كان من أهم وأجمل ما أستوقفنى فى ذلك الكتاب الذى إنتهيت من قرأته اليوم، ما جاء على فيه على لسان حكيم مصرى منذ آلاف السنين حيث كان يقدم بعض النصائح قائلا:

“إذا أردت الحكمة فأحب شريكة حياتك، اعتن بها، ترعى بيتك. وحافظ عليها ما دمت حياً، فهى هبة الإله الذى استجاب لدعائك، فأنعم بها عليك، وتقديس النعمة إرضاء للإله. حس بآلامها قبل أن تتألم، إنها أم أولادك، إذا أسعدتها أسعدتهم، وفى رعايتها رعايتهم، إنها أمانة فى يدك وقلبك، فأنت المسئول عنها أمام الإله الأعظم، الذى أقسمت فى محرابه، أن تكون لها أخاً وأباً وشريكاً لحياتها”.

هكذا قال الحكيم المصرى، وبهذا كان يؤمن المصرى منذ آلالاف السنين، فقد كانت المرأة المصرية فى الحضارة الفرعونية تملك وترث وتتولى أمر أسرتها فى غياب زوجها وتساعده فى الزراعة والعمل، حتى إن الأطفال كان ينسبون لأمهاتهم، ووصل الأمر إلى أن الزوج كان عليه أن يتعهد فى وثيقة الزواج بأن يكون مطيعاً للزوجة فى جميع الأمور! فى وقت كانت فيه المرأة الصينية تتجرع كؤوس المهانة ليلاً نهاراً، والمرأة الهندية تحرم من الميراث، والمرأة الإغريقية ما كانت إلا متاع للرجل وراعية للأطفال، بل ووصفها «أرسطو» بأنها رجل غير كامل! فى حين اعتبرها القانون الرومانى سبباً أساسياً لانعدام الأهلية، بل كان يعطى الحق لزوجها فى محاكمتها وإعدامها بنفسه. بل وفى شريعة «حامورابى» ببابل وضعت النساء فى عتاد الماشية المملوكة للرجال.

#انهضى_إقرئى_اكتبى_ارقصى_غنى_ارسمى_احلمى.

وعندما عقدت مقارنة سريعة بين ذلك العصر وعصرنا الحالى، وما جد عليه من أفكار معظمها ظلامية ورجعية وبالية خاصة تجاه المرأة فى مختلف المعاملات سواء على المستوى الشخصي او العام، أيقنت حينها أو شعرت بأننى وضعت يدى على أهم أسباب ما وصلنا إليه حاليا.

ولعلى أعلم يا رفيقتى أنك تمرين بمرحلة صعبة من تاريخك، ولذا عليك أولاً ترتيب البيت من الداخل، ثم اخرجى إلى الحياة. قومى وإنهضى سريعا إقرئى، اكتبى، ارقصى، غنى، ارسمى، احلمى، اصرخى لتشقى صمت السكون الغائم فى الكون، فقد تعلمنا من جداتنا كيف ننفض عن أنفسنا غبار الرجعية والفشل لنعود مرة أخرى إلى التقدم، هيا قومى لتشاركى في تغيير وصناعة الحاضر والمستقبل، فكم من النساء فى التاريخ فتحن بأفكارهن وكفاحهن أبواباً كانت مغلقة أمام الأجيال، وأصبحن رموزاً تلهم الرجال والنساء على حد سواء، هيا إصنعى بعزيمتك مستقبلك ومستقبل أولادك وبلادك، فالعالم بأمس الحاجة لحماسك الإيجابى للتغيير.

ولعلى أدرك أيضا أن مجتمعنا بتأليفه القائم يعوق لحد كبير نمو وازدهار الشخصيات الإيجابية، ولكنى لازلت على يقين بأنك أنت من تصنعين هذا المجتمع، فأنت من تعلمه فنون الحياة والحب. ولربما لا تتمكنين من التحكم في كل ما يدور من حولك، إلا أنه يمكنك ألا تسمحى له بالتأثير سلبا عليك بشكل كامل، فعليك أنت التأثير عليه، أنت أقوى وأشجع مما تتخيلين، أنت متجددة وملهمة كالربيع، وماتخافين منه مهما كانت قوته ستظلين إنت الأقوى منه، فمن سيقدر على إيقافك عندما تشرعين فى أداء أدوارك بإبداع!

فأفكارنا وإحساسنا نحن النساء، هى من تصنع شخصيتنا، فلنوجهها دائماً للجمال لا للقبح، ولن نستطيع ذلك إلا إذا شعرنا بالحب، الحب بمفهومه الشامل والواسع، ولن نحس بهذا الحب حتى نخرج ما بداخلنا من تميز فيما نتميز به فى العلم، الفن، الشعر، الرسم، الأدب، وفى شتى المجالات. فقط إبحثى عن ذاتك الحقيقية داخل دهاليز نفسك، وخارج تلك القوالب الجامدة التى فرضت عليكى لتنهضى بنفسك وبأولادك وببلادك. وكما بدأت بأغنية الحرية لـ نوال السعدواى، سأختم أيضا بكلماتها عن طريقنا

قالوا لى. ما من كاتبة مبدعة إلا وانتحرت, مى زيادة إنتحرت فى المستشفى النفسى، وأروى صالح، فيرجينيا والف قتلت نفسها بعد أن وصموها بالجنون, وأنت يا انت ماذا تنظرين؟.. قلت لهم لن انتحر أيها السادة بل أترك لكم ان شئتم هذا المصير, أما انا فسوف أمشى وأمشى حتى نهاية الطريق إلى آخر مدى سأنشر dc ولا أتوقف إلى آخر خط فى الأفق عند الشروق والغروب ..حتى نهاية الطريق سأمشى.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *