بالصور.. الطوفان سيأتي إن قتلتم الغناء

في اطار العروض المسرحية المشاركة ضمن الدورة الرابعة والعشرين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي شاهدت لاول مرة العرض المسرحي “يوم أن قتلوا الغناء”
العرض اكتملت به كل اركان المسرح كما تعلمنا من اساتذة النقد بداية من القصة: والتي احتوت على العديد من الرمزية بداية من قصة سيدنا ادم واولاده قابيل وهابيل الى سيدنا نوح والسفينة ، فتدور القصة حول الصراع بين الخير والشر ، بين الاخوين سيلبا ومدى ، الملك الظالم و المواطن الحالم ، بين حب القتل وحب الحياة والجمال والموسيقى، فالاخ الاول نتيجة انغماسه في الجبال مع الرياح و برودة الجو توصل الى فكرة الاله و شيد له تمثال وعبده بأحكام رادعة منع على اثرها الغناء في البلدة كلها وامر بقتل كل من يعزف او يغني بعكس اخيه الذي يعشق الموسيقى والعزف للطيور ويحلم بالحياة بعيدا عن هذه المدينة الجامدة بصحبة مجموعة من الشباب المؤمنين بفكره ولكن ابن الاخ الاول بالتبني – بعد ان قتله امه وهي تغني له وهو رضيع- يحوله من طفل كان طعامه الغناء الى رجل اصبح طعامه هو القتل والدماء وحين يلتقي هذا الشاب بإحدى الفتيات الثائرات على هذه الاحكام يحاول قتلها ولكنها تقف امامه دون خوف من سيوفه المشهرة تجاهها ، وفي ذروة احداث القصة يحاول مواجهة الاله ولكنه لا يستطيع ان يجيبه فيقرر قتل الاخ الطيب تنفيذا لاوامر سيده وتأتي لحظة التطهر من الذنوب في مواجهة ليست بدنية ولكن فكرية محاولة من الاخ الطيب احياء مشاعر الشاب واستعادة فطرته الاولى وبالفعل يتنصر الغناء على الرجعية بتحطيم تمثال الاله والصعود على سفينة هربا من الطوفان من اجل الحياة
اما العناصر التمثيلية فكان جميع الممثلين في الادوار الرئيسة او الثانوية او المساعدة ابطال في ادوارهم من خلال العديد من الشخصيات : سيلبا ومدى وإليوس والكاهن وابيدار وافراط ويوسيلا والام وغيرها ، مرورا بالموسيقى والفرقة الموسيقية التي تعزف مباشرة خلف ديكور العرض والذي جسد لوحات المسرحية بشكل فاق التصور سواء في تجسيد الاله او سفينة النجاة حتى مع تساقط المياة بشكل تفاعلي حي على جانبي المسرح لايصال احساس كامل للمشاهد بأنه بالفعل طوفان  من المشاعر نتيجة احداث العرض واستطاع المخرج توظيف الاضاءة والحركة والرقص والازياء بشكل متميز للدرجة التي لاتستطيع معها سوى ان تقف احتراما وتقديرا له على امساكه بكل مجاديف الامور ليصل بالعرض الى حد الكمال الذي يطمح له
مسرحية “يوم ان قتلوا الغناء” دراما غنائية بطولة : د.علاء قوقة ، طارق صبري ، ياسر صادق ، هند عبد الحليم ، محمد ناصر ، هايدي رفعت ،حمادة شوشة ، كريم حمدي ، احمد الجوهري ، احمد مصطفى ، احمد عبد الفتاح ، اداء صوتي الفنان القدير/ نبيل الحلفاوي ، ديكور/ د. محمد سعد، ازياء/ مروة منير ، حركة/ عمرو باتريك ، إضاءة/ أحمد عبد المعبود ، موسيقى/ احمد نبيل ، والفرقة : كمان/ زياد صقر ، ايقاع/ ياسمين حاتم ، كورال/ مريم هاني ، مخرج منفذ/ محمود يحيى ، تأليف/ محمود جمال حديني ، ومن اخراج/ تامر كرم
العرض يحتوى على 3 اغاني ، يغني على كلماتها كلا من : صناع السفينة فكانوا يقولون : اننا نبني السفينة والسفينة هي الحياة والحياة تدب فينا وغناوينا طوق النجاة ، و بائعي المدينة :  في الصباح الشمس تشرق .. ومعها دفء ونور .. والطيور تغني وتفرح .. تعزف لنا لحن الزهور ، و الحبيبان اللذان يموتان من اجل حبهما رقصا وامتعا الجمهور على كلمات : ما اجمل الحياة حين سمعتها.. تقول احبك .. انت حبيبي انا .. كم كنت تائها من قبلها .. بعد سماعها .. في العشق وجدتني .. كوني معي .. في الموت والحياة .. كوني معي حتى المنتهاة
فالعرض يقول لكل حاكم ظالم انك لن تستطيع ان تقتل فكرة وسنظل ننجب افكارا حتى لو جاء الطوفان فسنبحر فوقه معا
قد حضر العرض : النجمان محمد رياض ولقاء سويدان ومدير مسرح الطليعة الفنان شادي سرور والذي شكر القائمين على العرض على هذا النجاح الباهر
الجدير بالذكر ان العرض قد حصل علي جائزة أفضل عرض مسرحي وافضل إخراج مسرحي وافضل موسيقي وافضل ديكور وافضل إضاءة لعام ٢٠١٧ من المهرجان القومي للمسرح ، والذي بدأ تقديمه على خشبة مسرح الطليعة يوم 30 مارس الماضي وابتداءا من اول اكتوبر المقبل ولمدة أسبوع فقط سيعرض على مسرح بيرم التونسي بالشاطبي عالبحر بجوار نفق الشاطبي ومطعم راقوده بالاسكندرية  الساعة 7 ونص يوميا ماعدا الثلاثاء اجازة المسرح

وللاستماع لبعض اغاني العرض من خلال الرابط التالي لفيديو ارشيفي لهم :

https://www.facebook.com/yomanqtloelghena/videos/1288509581276532/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *