أخبار عاجلة

إبراهيم الصياد يكتب… لحظة إغفال العرب وجود اسرائيل !

في ظل ما شهدته المنطقة العربية في السنوات الأخيرة من أحداث ومتغيرات سوف يتم عنونتها في تاريخ هذه الفترة ب سنوات “الربيع العربي ” وقع العقل والفكر العربي في خطأ تناسي أو إهمال الصراع التاريخي مع ” اسرائيل ” حتى ولو سلمنا بالمبدا السائد في العلاقات السياسية الدولية أنه لا توجد عداوة دائمة ولا صداقة دائمة انما توجد مصالح دائمة ونتساءل لماذا يجب ان يظل هذا الصراع ماثلا امامنا ؟ .
لأن إسرائيل كانت ومازالت عامل تكريس لحالة ضعف الأمة خاصة عندما وعت الدولة العبرية ابعاد درس ما حققه العرب في نصر اكتوبر / تشرين في العام 1973 بعد أن إستردوا قدرتهم على الفعل واستفاد الإسرائيليون من الدرس بإنه لم يغب عنهم لحظة أن عدوهم كل من يعيش على الأرض العربية من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي حتى في ظل حالة التشرذم وتراجع العمل العربي المشترك في حين انصرف العرب عن الدرس بالإتجاه نحو دروب فرعية والإنشغال بقضايا ثانوية صورتها لهم االدعاية المعادية عبر سنوات ماقبل ثورات ” الربيع ” على أنها قضاياهم الأساسية وغاب عنهم ما كان يدور في الخفاء من مخطط يستهدف تفتيت الكيان العربي وإشعال الازمات العربية – العربية وتوريط دول المنطقة في صراعات تقوم اسرائيل بإذكاء نيرانها .
ونلاحظ أنه قد حدثت أيضا إعادة صياغة لشكل ومفهوم الجوانب الصراعية بالعالم العربي الذي لم تكن اسرائيل ابدا جزءا من هذه الصياغة الجديدة بل اصبحت مفردات وشفرات التحكم في صراعات المنطقة تمر عبر تل ابيب بصورة او بآخرى بايدينا نحن او بايدي غيرنا .
ولهذا كان من الطبيعي ان يصبح الاستنفار حالة مستمرة في اسرائيل حتى ولو كانت امام عدو منشغل بقضايا وصراعات آخرى بعيدة عنها وعملت اسرائيل على استغلال المشهد بتجميل صورتها امام العالم وحولت مفاهيم راسخة في ادبيات الصراع العربي الاسرائيلي من النقيض الى النقيض وعلى سبيل المثال فقد اصبح ارهاب الدولة وقمع الشعب الفلسطيني سياسة مشروعة للدفاع عن النفس .
وصار الاستيطان والاستيلاء على الاراضي نوعا من التوطين والعمران والنمو الاقتصادي والاجتماعي كما تحول الاعتداء على المقدسات والرموز الدينية الى شكل من اشكال فرض الامن والحفاظ على الاستقرار .
وفي السياق نفسه روجت اسرائيل لفكرة تطوير أسلحة مستقبلية وهي ما كشفته مؤخرا صحيفة ” يدعوت احرونوت ” ، وهو ما يعتبر عادة معروفة منذ انشاء اسرائيل حيث ازاحت النقاب عن عدد من الأسلحة العسكرية الأكثر تطورا والتي سوف تدخل الخدمة خلال السنوات القليلة القادمة في البر والبحر والجو لأنه كما تزعم الصحيفة الاسرائيلية ، في موقعها الإلكتروني، أن جميع الأسلحة الجديدة تستند إلى التكنولوجيا المتقدمة، التي من المتوقع أن تحدث ثورة في الطريقة التي يتعامل بها الجيش الإسرائيلي مع اعدائه وجيران اسرائيل في المستقبل! وكان من بين المعدات المتطورة الجديدة التي تم عرضها وسائل النقل المدرعة “الكرمل” ، والتي سوف تكون متاحة في شكل دبابة، وعربات مدرعة لنقل الأفراد والعربة الهندسية الثقيلة، وطائرة بدون طيار تطلق النار من أسلحة صغيرة من الجو، وبندقية ذكية تطلق النار بعد رصد الهدف وغواصات غير مأهولة لجمع المعلومات الاستخبارية ورسم الخرائط وإن كل هذه الأسلحة الجديدة كلها في مراحل متقدمة من التخطيط، وبعضها، مثل البندقية الذكية، تم تسليمها للجيش الإسرائيلي، ولكن لم يتم بعد الأعلان عن تشغيلها.. وتم الكشف أيضا عن نظام إضافي يتيح إسقاط الطائرات المعادية بدون طيار باستخدام مجموعة متنوعة من الخيارات الهجومية: موجات الحرب الإلكترونية، أشعة الليزر أو النيران التقليدية.
يأتي الكشف عن هذه الأسلحة في وقت أعلنت فيه إسرائيل عن إجراء أكبر تدريباتها العسكرية منذ حوالي 20 عاما على طول الحدود مع لبنان للتحضير لسيناريو حرب من جهة الأراضي الشمالية لفلسطين المحتلة ، وعليه نجد ان السياسة الاسرائيلية سواء نفذ هذا السيناريو ام لا مازالت تعتمد على إرهاب الطرف الاخر في اطار نوع من الردع العسكري !
. ويرى البعض ان هذا الترويج ما هو الا جزء من الدعاية النفسية التي اعتادت على توجيهها اسرائيل ضد الدول العربية لاسيما الدول الجارة لها لضمان السيطرة الكاملة على توازن القوى بالمنطقة ورغم هذا اعتقد ان تناولنا نحن العرب لمثل هذه التسريبات الاسرائيلية سواء كانت من باب الدعاية او انها تعكس حقيقة على الارض يجب ان يؤخذ بمأخذ الجد وهذا لن يتحقق إلا استيقظ العرب من غفلتهم واعتبروا ان الصراع مع اسرائيل لم ينتهي واكبر دليل على صحة ما نقوله أليس غريبا ان تكون اسرائيل جزيرة هادئة مستقرة في وسط محيط من الصراعات والنزاعات الاقليمية العربية – العربية ؟
لاشك ان الفكر والعقل العربي يحتاج ان يقدم تفسيرا مقنعا للاسباب التي ادت الى هذا الوضع و من وجهة نظري أننا لم نقدر تداعيات لحظة تناسينا فيها الصراع العربي الاسرائيلي ويصبح المهم ان تحتشد القوة العربية من جديد واعتقد انها نقطة بداية تجاوز لحظة النسيان !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *