جريدة أحوال مصر
من الحياة ..
” هل من الممكن ان ارافقك ؟ “..هذا كان مطلب ” عمر ” الطفل الصغير من والده عندما راه يحمل علب شكولاتة فاخرة في المقعد الخلفي للسيارة .
وتوجها إلى حي فقير جدا … وحملوا مجموعة من علب الشكولا وتوجهوا الي بعض البيوت الفقيرة…
دق والده على الباب الأول ففتح الباب أولاد صغار وعندما رأوه ، قفزوا فرحا ونادوا أمهم : الرجل صاحب الشكولاته جاء .. فأعطاهم علبة الشكولاته وتكلم مع الأطفال ثم استأذن…
ثم دق الباب على البيت الثاني ففتحت امرأة عجوز …وعندما رأته دعت له كثيرا .”. اللهم افتحها عليك …. الله يطعمك من ثمار الجنة .”.. والله…. يا ابني إنك بتجبر بخاطرنا ….. الله يجبر بخاطرك ، فأعطاها علبةالشكولاته واستأذن ….
وهكذا مع بقية البيوت ، وكل بيت كان قصة بحد ذاته.
وفي كل بيت سيمفونية جميلة ورائعة من المشاعر والأحاسيس.
و بعد ان انتهيا من توزيع علب الشكولاته ورجعوا إلى السيارة متوجهين إلى المنزل …
– سأل” عمر ” والده ” لماذا لا تعطيهم مالاً أفضل ليستطيعون شراء حاجاتهم بنفسهم ؟….
ضحك والده …و ألتفت إلى الكرسي الخلفي وتناول علبة الشكولاته وقدمها له وقال له :” افتحها يا عمر ” ..
فتح ” عمر ” العلبة مترقبا لرؤية ما تحتويه العلبة !!
فوجدت ظرف فيه بعض الاموال مع لشكولاته …. فزادت حيرته !!! .
-و سال والده متعجبا ، لماذا لا تعطيهم المال مباشرة ؟..
لماذا بداخل علبة الشكولاته ؟…
ابتسم والده وقال : أنا إنسان أحب الشكولاته وآكل منها كل يوم والله عز وجل قال :
{ لَن تَنالُوا البِرَّ حَتّى تُنفِقوا مِمّا تُحِبّونَ .. }.
يا بني … الصدقة فن..
و الفقير يشتهي كما نشتهي..
و كل شيء في الدنيا له مكيال و مقياس ..
الحديد.. بالطن
الفاكهة.. بالكيلو
الذهب.. بالجرام
الألماس.. بالقيراط
أما أعمال الآخرة ……… فبالذرة {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} .
و السؤال الان . هل فكرت يوما بهءا المنظور ؟ ..
.ماذا تعطي مع اموالك …زكاتك ..صدقتك ..علمك …وقتك .
نصيحتك ؟ …
عليك…. ان تغلف عطاؤك بشيء تحبه ..!
عليك… ان تعطي بحب …برضا ..بسعادة ..
ليتقبل خالقك اعمالك …
اللهم ….اجعلنا مما يؤثرون على أنفسهم .
اللهم تقبل منا جميعا عطايانا لاهلنا بحب …بود ..بابتسامة او بشكولاتة ..!…
