أخبار عاجلة

د.حياة عبدون تكتب… عودوا للوطن !!

من الحياة .
” ويل لامة تكثر فيها المذاهب و الطوائف وتخلو من الدين… ويل لامة تلبس مما لا تنسج و تاكل مما لا تزرع و تشرب مما لا تعصر.. ويل لامة تحسب المستبد بطلا و تري الفاتح المذل رحيما …ويل لامة لا ترفع صوتها الا اذا مشت في جنازة و لا تفخر الا بالخراب و لا تثور الا و عنقها بين السيف و النطع …ويل لامة مقسمة الي اجزاء. كل جزء يحسب نفسه امة .. ويل لامة سياسها ثعلب و فيلسفوها مشعوذ و فنها فن التقيع و التقليد. .. ويل لامة تستقبل حاكمها بالتطبيل و تودعه بالصفير لتستقبل اخر بالتطبيل و التذمير. …ويل لامة حكماؤها خرس من وقر السنين و رجالها الاشداء لا يزالون في اقمطة السرير …” .. 
تأملت كثيرا كلمات “جبران خليل جبران ” …و انا اتابع مشهد الدول العربية والحكام العرب و الساسة العرب و المشهد السياسي في هذه الدول…. لأجد أن الأفعال و العقول لم تتغير علي مر التاريخ و لكن تغيرت و تبدلت فقط الوجوه . 
و ان تصرفات الشعوب لم تتبدل و لم تختلف عن قبل بل زادت في التعصب للمذاهب و الطوائف المختلفة …بل تم استخدام هذه المذاهب و هذا التعصب لخدمة السياسة و ابتعدوا عن الدين الصحيح و سماحة تعاليم الدين الإسلامي الصحيح . 
كما وجدت اننا نعيش حالة خصام بين مفهوم الوطن و الامة …و ان الأمة تعاني من تهديد خطير من ترويج خطأ لمفهوم ” الوطن ” .. متناسين أن “الوطن ” لا يتعارض مع الانتماء الديني أو مع المذاهب. …
تذكرت كلمات جبران ” كلما زاد انقسام الدول و الامة العربية و أصبح كل جزء يحسب و يتعامل على أنه أمة و انه بلد و انه دولة ” متناسيا أن ” مفهوم الأمة ” الذي ذكر في القران الكريم اثنتين و ستين مرة ، تسع و اربعين مرة بالافراد و ثلاث عشرة مرة بالجمع ..و في خمس و عشرين سورة قد ضاع و تاه و سلب مع كرامة الإنسان العربي … 
ضاع مع تذلله للقمة العيش و الحياة علي ايدي اعداء الامة وتسليم ارضه وبلاده للقواعد الامريكية و الاجنبية …و مع تذلله لحماية امريكا له و لآراضيه ! !!.
نحن لا نزال نعيش بشعارات رنانة تسود الأمة العربية ، الأمة الإسلامية … لكن الحقيقة أن الأمة العربية تتحكم فيها الأمة الأمريكية و الامة الانجليزية و الامة الألمانية و الامة الصينية …. كم تكثر عندنا المسميات و الألقاب و الثروات و أساطيل العربات من الذهب ! !!! و لكن للاسف برغم كل ثرواتنا و بترولنا الذي ينفق علي البذخ و اليخوت و القصور و الفنادق و جميلات الامة الاجنبية فلازلنا نعيش تحت السيطرة الاقتصادية و الصناعية و السياسية للأمة الأمريكية و الامة الألمانية و الانجليزية و الصينية و لم تستطع الامة العربية الحديثة صناعة عربة أو طائرة أو تعود لعصر الاكتشافات العلمية العربية الإسلامية القديمة التي كانت اساسا للحضارة الغربية .!!!
ضاع ” العرب ” حين ضاع مفهوم “الأمة” عند الحكام عندما تمسكوا بالسلطة و بالعرش !!! 
و ضاع مفهوم ” الأمة”عند الشعوب حين بحثوا عن الطائفية و المذهبية و السنة و الشيعة و الاكراد و العلوين و الحوثييين و فتح و حماس و …… ضاع مفهوم “الامة”حين تم استبداله باسماء قبائل و حركات و جماعات و إرهابيين. !!! ” و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ” سورة المائدة. ” و ” و ما كان الناس الا أمة واحدة فاختلفوا ” يونس ” .
تذكرت جبران و انا اتابع ” فلاسفة و مثقفي الوطن الذين شحذت أفكارهم و كلماتهم و عباراتهم و شعرهم لتكرار ها علي مر العصور و الرؤساء! !! .
.و اخذت اتذكر جبران و انا اتأمل المشهد الحالي لزيارة ترامب للسعودية و الخليج و الدول العربية !!
الآن…علي العرب إيجاد مصالحة بين مفهوم ” الوطن ” و ” الامة ” و نعود إلى حضن الوطن الذي يضيع من بين أيادينا .. 
اللهم . ..احفظ “وطننا العربي” …واحفظ وطني ” مصر” من جميع أعداءه من الداخل و من الخارج و انصرنا علي الأعداء جميعا .. آمين يارب العالمين .
اللهم … أعد الي وطني العربي كاملا دون تقسيم و احفظه لي و احفظ أشقاء الوطن العربي. . آمين يارب العالمين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *