أخبار عاجلة

أمنية قاسم تكتب.. أعطى المجتمع رجال تختفى العنوسة !!

اطلقت منذ عدة ايام شركة منتجات غذائية حملة دعائية بعنوان ” انتى عانس؟” ضمن حملة اخرى بمسمى انتى المثل، فى الحقيقة يجب الاعتراف ان الحملة احدثت سخط فى المجتمع المصرى ، ولانى  ليس لدى ادنى فكرة عن الحملة ، بحثت فى صفحة الشركة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك ، و تيقنت تماماً مما ظننت ، فهى حملة دعائية تهدف لرفض وصف العنوسة ، و لكنها وضعتها بطريقة صدامية مع المجتمع لجذب الانتباه.
ما صدمنى انا شخصيا انى وجدت كثيرا من المعلقين على صيغة الاعلان من الرجال و النساء ، انه اعلان فاشل و يجب رفعه فورا ، لانه يرسخ لفكرة العنوسة، و يؤكد على هذه الفكرة و التى تحاول العديد من المنظمات الخاصة بحقوق المرأة محوها من الاذهان ، غير ذلك من وجهات نظر بعض الفتيات و النساء و اللاتى اعتبرن الاعلان مهين بغض النظر عن نيته او هدفه.
فى الحقيقة و من وجهة نظرى ان هذه “الحمئة ” هى التى مازالت ترسخ كل ما هو سلبى فى المجتمع، فعندما دخلت على صفحة الاعلان ، وجدت الكثير من السباب و الاهانه لصناع الاعلان ، دليل على افتقاد سياسة تقبل الرأى الاخر ، او الحوار الراقى.
و انا اعتقد ان فكرة الاعلان الصادمة تهدف الى الصدمه و الرد بالنفى القطعى ” لا انا مش عانس ” انا كذا و كذا …. ، لكن تحول الرد الى سباب.
مع اعتذارى لجميع من تفاعل مع الاعلان لماذا تنفى كلمه “عانس” بالسباب؟؟ لماذا لا تحاول او تحاولى اظهار الرفض للكلمه بالنماذج الايجابية، و بطريقة متحضرة؟ 
لماذا الان لم تعد هناك فتاة عانس؟؟ 
دعنى عزيزى القارئ اوضح وجهة نظرى فانعدام العنوسة من المجتمع و بكل هدوء، الفتاه التى كانت فى الماضى يطلق عليها عانس أو فاتها قطار الزواج ، لم تعد موجوده فى المجتمع الحالى ، مع تطور المجتمع ، و خروج المرأة للعمل ، و تغيير المرأة لنظرتها الدونية لنفسها ، بالمقارنه مع الرجل ، انتهت تدريجيا نظرية الفتاه العانس، صحيح مازلات الفكرة موجوده عند البعض من اصحاب التفكير المحدود ، و الذين لا يروا المرأة غير زوجة و أم ، و غير ذلك ليس لها اى قيمة ،و لان المرأة نفسها لم تعد تهتم لهذه الفكرة ، فالفتاه حاليا تقوم بعدة مهام و لديها الكثير من المسؤليات تجاة نفسها ، اصبحت لها نظره جديده فى اختيار الزوج ، لم يعد الموظف الميرى يغريها ، و لم يعد الغنى صاحب الاموال ” المتريش” يلفت انتباهها ، اصبحت لها نظرة مختلفه فى شريك الحياة ، و التى تحلم بالهرب معه على حصانه الابيض من كل ضغوط المجتمع ، نعم كل فتاه فى داخلها تحلم بالفارس و حصانه الابيض ، و تتفاوات الاختلافات ، لكن اغلب من يرفضن الزواج لديهن هدف يبحثن عنه، فبرغم استمرارها فترة طويله بدون زواج ، فهى تبحث عن قصة زواج ناجحه تستبدل بيها شكل حياتها للافضل، ليس لديها ادنى استعداد ان تتخلى عن حريتها لتواجه مصير لا تفضله ، او تصبح مثلها مثل غيرها من من كرهن حياتهن ، او انطفئت شعلة نشاطهن فقط تحت مسمى “ضل راجل ولا ضل حيطه”، لا عزيزى القارئ فهن يفضلن ان تقع عليهن الحيطه و يدهسن القطار ، على يمر عليهن يوم واحد يندمن من اعماقهن على التفريط فى حريتهن فى زواج فاشل.
عزيزى القارئ ، الفتاه التى ينظر لها البعض على انها عانس ، هى ضحية مجتمع لم ينجب لها الرجل التى تريد ،الرجل الذى يوفر لها الامان ، فهى فى مجتمع تعتبر ارجل من نصف رجاله، فهى برغم انوثتها و رقتها ، تتحمل المسئوليه ، قادرة على اتخاذ قرارات يصعب على “الرجال” فى ذلك المجتمع اتخاذها.
 تذكر دائما قبل ان تحكم على فتاه انها عانس و تحصرها فقط فى ذلك الدور ، ان تنظر فى المجتمع المحيط بها ، و انت تعرف لماذا اصبحت عانس من وجهة نظرك ، و انظر لها و اخرجها من اطار الزوجة و الام فقط ، ستجدها دكتورة شاطرة ، محامية ناجحه ، مدرسة تربى اجيال ، عاملة تتحمل المسئوليه و تدافع عن حقوق المرأة و تحافظ على اركان اسرتها، ثائرة تطالب بحقوق الغلابة.. و غيره من نماذج كثيرة.
المرأة لديها القدرة ان تقوم بكل ادوارها بنفس الكفاءة فى نفس الوقت ، ام الرجل فلديه العديد من المشاكل التى تؤرق عليه حياته و تعطله عن مهامه ، فهو عاده يشجع فريق كره خاسر ، او لديه دور برد ينام فى الفراش ايام بسببه.
فى مجتمعات “الرجال” لا توجد امرأة عانس، فهذه المجتمعات الرجل يعرف حقوق المرأة و يتربى على كيفية التعامل معها.
اعطى المجتمع رجال ، و ستختفى العنوسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *