لاتفهمونا غلط
•هل اصبح الاعلام جزء من معاناة شعب مصر ؟ بعدما اصبح لا يعمل علي تشكيل عقل ووجدان المواطن .. بل للاسف اصبح اعلامنا من اهم اهدافه ضياع الوعي الثقافي وضرب العادات والتقاليد المصرية في مقتل حتي لا تقوم لها قائمة ، واصبح شعاره ترفيه وفن فاين الثقافة الاعلامية ؟ بعد ان غيبت وزارة الثقافة وتلاشي دورها .. وهذا ما دفعني للبحث والتوقف بالدراسة والتحليل امام ما يبث عبر قنواتنا الفضائية الخاصة وعلي راسها المارد الاعلامي الجديد الذي انطلق مؤخرا DMC ما بين تع اشرب شاي وقعدة رجالة وبرنامج للمطربة شيرين وغيرها من البرامج التي حرصت علي متابعتها ووجدت انها جميعها برامج ترفيهية غاب عنها الحوار والموضوع والمحاور القادر علي ادارة حوار هادف فاتسمت بالتفاهة وعدم وجود هدف ثقافي واعلامي مهني ولا تخرج عن كونها برامج استهلاكية مثل اللب والفشار لا تثمن ولا تغني من جوع ، انفق عليها ملايين ولم تترك اي اثر لدي المشاهد الا اثر واحد هو التسطيح وتعمل علي غياب العقل في اطار اهداف جوبلز المسمومة التي عمل من اجلها واصبحت دستور يعمل من خلاله من يسعون للاضرار بالامن الوطني المصري ، فجوبلز عندما قال ” كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي ” وقال ايضا ” اعطني اعلاما بلا ضمير او هدف اعطيك شعبا بلا وعي ” رحل جوبلز بجسده وترك لنا سموم تسري في اعلامنا مسري النار في الهشيم .. اذن من يصنع الوعي المصري ؟ ومن يحرص علي ان يكون اعلامنا هادف توعوي خدمي يحمل ثقافات تنير العقول وتحارب الجهل والتخلف والارهاب ؟ فلم يعد هناك وقتا لدق ناقوس الخطر ولكن يجب علينا ان نتعامل مع الخطر المحيط بنا من كل جانب .. ويجب ان نقف بالدراسة والتحليل امام فكر ارهابي يستهدف مصر .. فعندما يقوم شاب عمره عشرون عاما بتفجير نفسه في كنيسة او يقوم شاب مصري بالهجوم علي حراس متحف اللوفر ” هو متهم برئ حتي تثبت ادانته ” او يقوم شباب مصريين باعتناق فكر متطرف او ينتمون لما يسمي اسلام سياسي اواحدي الجماعات الارهابية المنتشرة علي الساحة ومنها داعش والنصرة وغيرها لابد ان نقف وندرس ونحلل ونبحث عن الاسباب وراء من جعل مصريا ابن الحضارة ارهابيا .. ليس الهدف ان نبحث عن ارهابي او عن تنظيم ارهابي بقدر البحث عن الاسباب وراء انتشار الفكر المتطرف ،، واكرر من يصنع الوعي المصري ومن ذا الذي سيعمل من اجل اعلام مصري هادف مثقف له رؤية يخاطب العقل ؟ انه ماسبيرو اعلام الدولة والشعب ، فهو يمثل الامن القومي المصري وتحرصه الاجهزة الامنية من كل جانب لحمايته لانها تري انه اذا سقط سقطت الدولة معه وهو الجهاز الاعلامي المستهدف من الجماعات والمنظمات الارهابية ، وبالفعل الدولة ترعاه امنيا وتضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الاقتراب من ماسبيرو .. واذا كانت الدولة نجحت في ان تحمي التليفزيون المصري وتحافظ عليه ، فلماذا تصر علي ان تعطية سمكة ولا تعطية سناره يحقق بها الاكتفاء الذاتي ؟ نعم الدولة توفر الرواتب الشهرية ولكن لم تفكر يوما منذ 25 يناير وبعد ثورة 30 يونيو ان تعطيه فرصة العمل والعودة للساحة الاعلامية والمنافسة الشريفة مع الاعلام الخاص قبل التفكير في البديل .. لم تبحث الدولة عن المتخصصين القادرين علي وضع سياسة ورؤيه اعلامية وادارة قادرة علي النهوض باعلامها الشرعي بدل موظفي الحكومة الذين يقودون ماسبيرو الي الهاوية او من وقفوا عاجزين امام عدم وجود امكانات تتيح لهم فرصة العمل والابتكار والتطوير والانتاج الدرامي والبرامجي والاخباري . نريد سناره ولا نريد سمكة نريد من قادر علي العمل ليقود ماسبيرو ولا نريد من يسعي للهدف وضرب ماسبيرو في مقتل ليصبح هذا الكيان الاعلامي الذي هو جزء من تاريخ مصر ، وهو من سيقود ويشكل وجداننا لو وجد الاهتمام .
•بحب السيما من اروع الافلام السينمائيه التي كلما شاهدتها اري فيها صديقي العزيز هشام سليمان ،، فهذا الطفل الصغير المولع بالسينما ، اراه اصبح من اكبر القائمين علي صناعتها الموجوع بهمومها الساعي الي تطويرها ‘ فمازلت احتظ بدراسة له لاستقدام الافللام الاجنبية للتصوير في مصر وسعينا معا لاقناع المسئولين بهيئة الاستثمار ومدينة الانتاج الاعلامي والحكومات المتتالية بتبني فكرة الشباك الواحد وعندما اعيانا السعي توقفنا لاحتفظ بنسخة لي كلما نظرت لها ادرك كم يخطي مسئولينا في حق مصر ، والان هشام سليمان يشيد متحفا للسينما المصرية فيها تاريخ هذه الصناعة والاجهزة المستخدمة علي مدار نشاتها والعاملين بها ، وتاريخ القائمين عليها ، بالتوفيق صديقي هشام سليمان .
جريدة أحوال مصر
