أخبار عاجلة

إبراهيم الصياد يكتب.. بنك الدواء التكافلي !!

في ذات يوم قال عميد الأدب العربي د. طه حسين إن التعليم كالماء والهواء وأضيف اليوم إن الدواء لا يقل أهمية عن التعليم لأنه وسيلة إستمرار للحياة وكنت قد عملت في  سلطنة عمان في الثمانينات من القرن الماضي و كانت هذه الدولة تطبق نظاما متقدما جدا للرعاية الصحية  على المواطنين والمقمين ونفس الشيئ وجدته في دبي في التسعينات حيث اكتشفت أنها  تطبق نظاما اكثر تقدما وعندما زرت المملكة المتحدة تعرفت على نظام التأمين الصحي الذي يمثل مظلة تجمع تحتها كل من له حق العيش والإقامة بهذا البلد . 
إن العلاج والدواء حق انساني قبل ان يكون حقا دستوريا وقد حاولنا تطبيق نظام للتأمين الصحي منذ ستينات القرن الماضي ولكن شابة الكثير من السلبيات وكانت النتيجة أن الكثيرين من أبناء هذا الوطن لا يخضعون له على الرغم من أن نسبة كبيرة منهم في أشد الإحتياج للعلاج نظرا لسوء الخدمات المقدمة وتردي مستوى مستشفيات التأمين الصحي والمعاناة التي يقاسي منها الخاضع لنظام التأمين الصحي بسبب تغول البيروقراطية الامر الذي يجعلة يحجم عن الإستفادة من هذا النظام المعيب الذي يقتطع من قوته ويدفع شهريا مقابلا له دون جدوى إن هذا النظام أصبح يحتاج تطويرا او إنشاء نظام حديث يتفق والأنظمة المطبقة حاليا في كثير من دول العالم النامية قبل المتقدمة !. 
وإن ما شهدته مصر الاسبوع الماضي من ردود فعل غاضبة  بسبب قرار ارتفاع اسعار الدواء بشكل أصبح من الصعب على المواطن ” المستور”  أن يجاريه فما بالكم بالمواطن  ” الفقير”  يجعلنا نفكر من جديد في حتمية وجود نظام متطور للتأمين الصحي يتسم بالآدمية ويحافظ على كرامة الانسان بحيث تضمن الدولة توفير الرعاية الصحية لكل من يعيش على تراب هذا الوطن ومن وجهة نظري العلاج والدواء أهم من الطعام لأن الإنسان يمكن أن يتحمل قلة الطعام لكنه لا يستطيع ان يستغني عن جرعة العلاج أوالدواء   حيث أن نقص  الدواء يمكن أن يكون الفاصل بين الحياة والموت . 
وعلى هذا الاساس يعتبر نشر مظلة حقيقية للرعاية الصحية أحد أهم الواجبات الاساسية التي يجب ان تحققها أي حكومة في دولة تحترم ابنائها وحتى يتحقق ذلك ولمواجهة أزمة ارتفاع اسعار الدواء التي نعيشها حاليا هناك اقتراح انشاء مؤسسة ” أهلية ” تحت اسم بنك الدواء التي تقوم على مبدا التكافل المجتمعي لتوفير العلاج الانساني والدواء اللازمين لكل من يحتاجه طالما تعثر في توفيرهما او الحصول عليهما  وقوام هذا المشروع أن يتبرع المصريون “عينيا ” بكميات الأدوية الصالحة الموجودة في كل بيت مصري طالما صالحة للاستعمال ولا تستعمل وهي ظاهرة يتميز بها البيت المصري !
هذا فضلا عن التبرع ” ماليا  ” من خلال منافذ الزكاة وغيرها لصالح هذا البنك ومن خلال أشكال المشاركة المجتمعية الممكنة كافة ويتم إلحاق فروعه  بالصيدليات مثلا لإدارته بشكل كفء و إنشاء مقار له تتركز في المناطق الفقيرة والنائية والمحتاجة للرعايا الصحية العاجلة ويجري توزيع الدواء وفقا لقواعد تضمن وصوله الى المحتاجين إليه في أسرع وقت ممكن بلا أي عناء أو تكلفة على المريض وان كان هذا العمل التكافلي لا يغني عن مظلة حقيقية وشاملة للرعاية الصحية المتكاملة !.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *