أخبار عاجلة

مصطفى البلك يكتب.. “انا ماسبيرو… من انت ؟!”

لاتفهمونا غلط
انا ماسبيرو من انت ؟ سؤال اتمني ان اجد له اجابه لدي مرتزقة الاعلام الذين ينادون بهدم ماسبيرو ويبحثون عن اخطائه ويعتبرونه خيل الحكومة الذي ينتظر الاعدام ، نحاسبة علي تبعيته للحكومات المتتاليه منذ انشائه ولا نريد له اصلاحا ، نحاسبة علي انه كان بوقا للانظمه التي حكمت مصر ، ولم نعتبره اعلام الشعب الذي تحرر من قيود التبعيه بعد سقوط الحزب الوطني اخر قلاع الفساد في مصر ، ومن منا كان يملك القدرة علي ان يقول للحزب الوطني لا ! وللانظمه التي سبقته وللأنظمة التي سبقته كنا نسبح بحمدها آناء الليل وأطراف النهار ، إلا بعض من أشخاص احترموا أنفسهم  تاريخهم محفور بمواقفهم التي لا تنسي أما من تعودوا الأكل علي كل الموائد فأيضا تاريخهم محفور في الأذهان وعلي صفحات التواصل الاجتماعي ، فمن كان منكم بلا خطيئة فليرمني بحجر ، ولكن للأسف أصحاب الخطايا هم من يرمون الناس بالأحجار ، اعلم ان ماسبيرو يكلف الدولة 220 مليون شهريا رواتب للعاملين به وانه لم يعد يحقق عوائد لان يد الدولة لم تمتد له الا برواتب موظفيه مثله مثل وزارة الثقافة ووزارات اخري التي انحسر دورها ، بعدما اصيح 92.5% من ميزانيتها وزارة الثقافة رواتب للعاملين بها ، أغلقت قصور الثقافة وغيرها من روافد العمل الثقافي فمن إذًا يشكل وجدان الشعب المصري في ظل غياب كامل للإعلام والثقافة  وتم استبدالهما بأشكال برامجية وثقافية تعمل علي تغييب العقل وضياعه ، غياب دور الدولة عن دعم الثقافة والاعلام دافع لسيطرة الفكر المتطرف والارهاب علي المصريين الذين لم ينالوا حظهم من التعليم ومن تلقوا تعليما فاشلا تميزنا به  فاسلموا انفسهم للمتاسلمين من السلفيين والاخوان والدواعش وغيرهم . 
تتكلمون عن خسائر مادية واخطاء مهنيه وقع فيها ابناء ماسبيرو ، فهل انتم بلا اخطاء وبلاخسائر فلنفتح دفاتر اعلامنا الخاص المنابر التي تدعو لهدم ماسبيرو ، فالاخطاء المهنية حدث ولا حرج ، والمادية لا تعد ولا تحصي ، خلال الاعوام الماضية وحتي نهايات 2016 سيطرت الأزمات الاقتصادية على الفضائيات الخاصة، منها “سي بي سي” و”النهار”  و”الحياة” و”المحور”، و”أون تي في” و”دريم” . الأزمات المتلاحقة دفعت بعض ملاك هذه الفضائيات إلى التفكير في بيعها، أو البحث عن شريك لدعمها ماليا، وزادت الأزمة اشتعالا بعدما شرعت بعض القنوات في خفض الرواتب وتقليص البرامج وسمعنا عن وقفات احتجاجية واضرابات في عدد من الفضائيات ، وتفاقم الأمر فكان دمج CBC  والنهار، وسبق ان احتج بعض مقدمي البرامج، ورفضوا الظهور في برامجهم على الهواء، منهم الإعلامي وائل الإبراشي مقدم برنامج “العاشرة مساء على “دريم”، وعمرو عبدالحميد، ورامي رضوان مقدما برنامج “البيت بيتك” بقناة TEN قبل ان تتوقف احدي قنوات TEN تماما  وانتقالهما للعمل في قنوات اخري ، كما اضطرت قناة “سي بي سي” إلى وقف بث قنوات لها بعد أن توسعت السنوات الماضية، لتغلق قناة “سي بي سي2″، كما باعت قناة “دريم” تردد قناتها “دريم 1” لقناة “أغاني” لتوفير النفقات، وكذلك قناة “المحور” التي باعت تردد بث قناتين أخريين، فيما قلصت “أون تي في” برامجها بعد الخسائر المالية المتتالية ، وبيعت لرجل الاعمال احمد ابو هشيمه الذي اعادها للحياة مرة اخري واضاف لها عدد من القنوات لتدخل المنافسه ، ولا ننسي الوليد الجديد الذي ينافس بقوة DMC بعدد كبير من القنوات ، وهنا اسال هل ستحقق هذه القنوات التي تعاني من ازمات مالية وهذا الوليد القادم بقوة مكاسب وارباحا اشك ، فكيف نطالب ماسبيرو بتحقيق مكاسب ولعب دور علي الساحة الاعلامية وهو مكبل بديون وليس هناك اراده لدي الدولة لتطويره ؟ وهو المنوط به تقديم اعلام خدمي .
الاسئله كثيرة وتفرض نفسها و ابحث عن اجابات لن اسمعها لدي اصحاب الحناجر الذين يملؤن الدنيا ضجيجا مطالبين بهدم ماسبيرو ، هل انشئت هذه القنوات الخاصة وفق دراسات جدوي اقتصادية ام انها انشئت لتحقيق اهداف شخصية لاصحابها رجال الاعمال ولا يهم تحقيق مكاسب وارباحا من اعلامهم وفضائياتهم ،وتردد ان بعض هذه الفضائيات تعمل وفق اجندات خارجية وتمول من الخارج ولا تسع لتحقيق ارباح  ؟ في ظل انحسار سوق الاعلان وكساده وثبات كعكة الاعلانات التي لا تتعدي ال2 مليار ونصف سنويا وارتفاع معدل الانفاق الشهري للقنوات الخاصة وهناك اعلاميين يتقاضون ملايين كرواتب شهريه وسنويه لانهم القادرون علي العمل بما يتفق مع التوجهات والاجندات الخاصة  لاصحاب الفضائيات ،فاين ارباح الفضائيات اذن ؟ وخسائرهم بالمليارات والمرتزقه تطالب ماسبيرو بتحقيق مكاسب .
للاسف لم يعد لدينا المقدرة علي حساب عمليات المكسب والخسارة بالورقة والقلم حتي وان كانت معنوية ، لم يعد لدينا مقدرة التفكير السليم، لم نعد قادرين علي الحفاظ علي تاريخنا واثارنا وهويتنا وننهض بهم وندعم اعلام الشعب رمانة الميزان في وقت عصيب من عمر مصر ، هناك من قال فليذهب ماسبيرو للجحيم وانا اقول له ” لن يذهب ماسبيرو للجحيم لان جذوره قوية وبحسابات المكسب والخساره لن يبقي غير ماسبيرو” بدعم الدولة التي تؤمن بدور الاعلام والثقافة في تشكيل الوجدان المصري .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *