أخبار عاجلة

فوزي مخيمر يكتب… “مصر والسعودية قاطرة الدول العربية !”

طلة الصباح

رغم الحالة المزرية للمشهد العربي، ورغم تعقيداته، وإحباطات شعوبه، والتدخلات الإقليمية والدولية في صميم شئونه، إلا أن شعاعا خافتا من الأمل يبدو في الأفق الضبابي للعالم العربي.
وعلي الرغم من أن بعض الدول العربية قد تحللت، والبعض الآخر في طريقه إلي دويلات قبلية وعرقية وجهويه، فلن نفقد الأمل في قيام الدولة العربية القادرة علي القيام بدور القاطرة التي تقود صحوة ونهضة الأمة من جديد.
ورغم حالة السكون، والسحب الرمادية التي تخيم علي العلاقات المصرية السعودية خلال الأيام الماضية وتشي بوجود حالة ( بعاد) لتباين المواقف تجاه بعض القضايا العربية، إلا أن القناعة والحكمة والمصلحة العليا للبلدين ولعالمنا العربي تحتم وتفرض تحكيم العقل والمنطق، وإعلاء المصالح العليا للبلدين وأنه لا ملجأ إلا إلي الله وإلي لحمة وتعاون وتكاتف واتفاق مصر والسعودية فهما الأمل والرجاء في قيادة دفة الدولة العربية القادرة علي التعامل مع التحديات الجسام التي تواجهها أمتنا العربية.
إن مصر والسعودية هما الآن جناحا الأمة العربية، وبدعم ومساندة كويتية وإماراتية وأردنية وعمانية وسودانية، قادران علي التصدي لأحلام وأطماع القوي الإقليمية ( إيران وتركيا وإسرائيل)، ونذكر بالتصريحات الاستفزازية لقائد البحرية الإيرانية خلال الأيام القليلة الماضية بأن إيران سوف تطلب إقامة قواعد بحرية في سوريا واليمن، إضافة إلي ما سبق من تهديد أحد الموتورين بها بضرب المدن السعودية واحتلال الكعبة المشرفة.
فالعرب أمام تحديات جسام، وعليهم أن يدركوا أن بيدهم الحل والعقد، الحل إن غلبوا المصالح العليا لبلدهم علي الأنانية والتمسك بالسلطة ولو بسفك دماء الملايين من شعوبهم، والعقد إن استمرأوا وتغابوا وتكلس الغباء في أفكارهم.
سوريا انتهت وأصبحت مستنقعا لا مخرج منه، وأصبحت تحت الاحتلال الروسي والاحتلال الإيراني، واليمن كذلك وإن اختلف نوع الاحتلال، ولكنها دمرت بعناد الحوثيين ممثلي إيران في اليمن، وقوات المخلوع علي صالح وقبيلته، فالأمر في اليمن قبلي شيعي، وليذهب الشعب العربي اليمني في آتون الحرب البشعة.
ليبيا رغم تحللها وتناحر بعض قبائلها واتباع القذافي وانقسام وانشطار الليبيين، فإن وضع ليبيا أفضل قليلا وفي يد أبنائها.
إننا نناشد الأشقاء في ليبيا أن يجنبوا أنفسهم ويلات الانقسامات والحروب، حتي لا تصبح بلادهم دويلات يسهل التهامها من القاصي والداني، وتضيع هيبة الدولة الليبية، وتحل الخلافات والحروب الأبدية بينهم.
ولقد أحسنت الجامعة العربية باختيار الدبلوماسي التونسي القدير السفير صلاح الدين الجمالي سفير تونس الأسبق بالقاهرة مبعوثا خاصا للجامعة العربية، لينضم إلي المبعوثين الأممي والأفريقي في المفاوضات بين الأطراف الليبية والأمم المتحدة، وهي خطوة لم يكن مرحبا بها من قبل المبعوث الدولي، إلا أن أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية استطاع أن يفرضه بقوة لتستعيد الجامعة دورها في الأزمة الليبية بعد أن استبعدت تماما من التدخل الأجنبي في ليبيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *