أخبار عاجلة

مصطفى البلك يكتب.. “نحن دولة من المفترض ان تصنع اعلاما !!”

لاتفهمونا غلط
انها مصر .. التي لم نعد ندرك كم هي عظيمة وكبيرة .. مكانتها من حضارتها التي صنعت التاريخ .. وارست اسس الاعلام في العالم العربي .. انها مصر التي هانت علي اهلها فتطاول عليها الاقزام وفشلنا في كيفية الرد عليهم بالطرق التي تتناسب مع مكانتها وتضعهم في حجمهم الطبيعي .. للاسف اعلامنا صناعة محلية رديئه .. نخاطب من خلاله انفسنا في مشهد هزلي مضحك صار مسار سخريتنا نحن قبل الاخر .. فروجنا للجزيرة ولتميم ولقطر في وسائل اعلامنا باعلانات غير مدفوعة الاجر بجهل فصنعنا من فيلم تافه اسطوره وتناسينا ان من لديه جيش في تاريخ وعظمة وقوة الجيش المصري كان يجب عليه الاينزلق في هذه المهاترات .
نعم انزلقنا في مهاترات تؤكد ان اعلامنا سطحي جعجاع لا تاثير له استغلته قطر للترويج للجزيرة ولفيلمها الهابط ، دون ان نفكر ولو للحظه واحده في كيفية مخاطبة الاخر ، و تسويق سياستنا االخارجية و امتلاك أذرع إعلامية مهنية من خلال محطة إخبارية ، أو مؤسسة إعلامية قوية تضاهي كبريات المؤسسات الإعلامية على غرار ما قامت به الكثير من الدول على المستوى العربي والأوروبي، مهمتها التحدث بلسان الدولة المصرية، وتكون حائط صد أمام الهجمات الإعلامية الخارجية، وتقدم برامجها بصورة احترافية ، نحن دولة من المفترض ان تصنع اعلاما .. وعلي ارض الواقع هناك قناة صنعت دولة فكلنا يعرف ان الجزيرة صنعت قطر ، اين جهابذه اعلامنا واساتذتنا والمتخصصين من هذا السفه الذي يطلق عليه اعلام  ، اين الدولة وليس الحكومة من هذه القضية الهامة التي للاسف يتم تجاهلها عن عمد ؟ الاعلام المصري اعتاد مخاطبة الرأي العام المحلي بشكل مزري هابط ، بعيدا عن توجيه الدفة للمجتمع الخارجي ، اعلامنا يتناول قضايا هامشية وموضوعات ليست ذات أهمية للرأي العام الخارجي، اعلامنا متخاذل ضعيف هامشي حتي لنا ، فقد مصداقيته عندما اصبح مهنة الدخلاء وعمل من لا مهنة له ، فادعو انهم اعلامي المرحله وما اخطرها مرحله .
نعم ما اخطرها مرحله .. ان لم نعي دور الاعلام في تشكيل وجدان الشعب المصري وكيفية مخاطبة الاخر باسلوب علمي مهني قوي ، ما اخطرها مرحله عندما تكون وسائل التواصل الاجتماعي هي الوسيلة الوحيدة التي تسيطر علي الشارع المصري وتحركه تجاه امر ما ، بكل ما تحمل هذه المواقع والصفحات من اشاعات واكاذيب مضلله لا تجد من يتصدي لها ، ما اخطرها مرحله والكل يعرف ان الجزيرة ومن وراءها قطر تلعب ادوارا مسمومه ضد مصر ونحن عاجزين عن الرد عليها باسلوب يتناسب معنا ، يردعها ويجعلها تفكر الف مره في تناول الشان المصري الداخلي ، ما اخطرها مرحله عندما يتقلص دور الدولة في دعم الاعلام وتركه لمجموعة هواه من اصحاب روؤس الاموال ذوي المصالح الخاصة جلبوا لنا من نطلق عليهم ارزقية الشاشة ، نعم ارزقية الشاشة لا عمل لهم سواء النواح واشعال النيران بين طوائف الشعب وبسبهم اعلامنا تحول لخناقات حواري تستخدم فيه كل وسائل الردح والالفاظ البذيئه والغير محترمه والخوض في الاعراض والانساب ، عمل معارك وهميه ندفع ثمنها من حقد وكراهية وارهاب سمعي وبصري ،عمليات الهاء للراي العام عن قضايا مهمة تستحق الاهتمام بها ، ارزقية الشاشة كما قال عنهم صديقي الاعلامي سعد عباس رئيس مجلس ادارة صوت القاهرة الاسبق هم اهل السبوبه الذين يعملون مع كل الانظمة ، هم من نحتاج من اجهزة الدولة ان تبحث فيما وراءهم في قصورهم ومشاريعهم وحساباتهم في البنوك ، وان تدرس ما يقدمونه علي شاشات لا تقل مهنيه عنهم .
ومن هذا المنطلق ادعو من خلال جريدة الجمهورية لعمل مؤتمر لمناقشة ودراسة هذه الظاهرة والبحث عن حلول لها واتمني ان تشارك الدولة في دعم هذه المؤتمر الذي سندعوا اليه كل المؤسسات الاعلامية وكليات الاعلام واساتذه وخبراء الاعلام المصري ، الامر خطير ويحتاج تحرك سريع  واكرر نحن دولة من المفترض ان تصنع اعلاما .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *