أخبار عاجلة

فوزي مخيمر يكتب… “العراق.. وفرص في مهب الريح !!”

طلة الصباح
   
تتوجه الأنظار نحو العراق وهو يخوض واحدة من معاركه الأخيرة لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي وتثار أسئلة مهمة عن مرحلة ما بعد داعش وعما إذا كان هذا البلد العربي العريق والمهم سيتمكن من طي صفحة العنف والإرهاب والانقسامات الطائفية والعرقية وولوج عالم الاستقرار والسلام وإعادة بناء الدولة التي دمرتها الصراعات والحروب؟.
الكاتب والإعلامي والباحث العراقي المقيم معنا بالقاهرة صلاح النصراوي مهموم ومكلوم علي ما جري ويجري في بلاده وخرج علينا بكتابه القيم (فرص في مهب الريح) وهو تأملات في تجارب عملية التغيير في العراق والمحاولات العديدة التي جرت للتغيير السياسي في العراق خلال مرحلة حكم الرئيس الأسبق صدام حسين أو بعد الغزو الأمريكي عام 2003 سجلها كشهادة شخصية ومهنية من خلال عمله الصحفي والسياسي الذي يمتد لأكثر من خمسة وأربعين عاما داخل وخارج العراق.
أهم ما حرص علي تسجيله في كتابه هو المأساة المروعة التي حلت بالعراق نتيجة الغزو الأمريكي وممارسات الجماعات السياسية التي تولت السلطة بعد سقوط نظام صدام وعلي رأسها تأسيس نظام المحاصصة الطائفية والإثنية الذي قاد إلي تهميش فئات وجماعات مذهبية وسياسية أدت إلي الصراعات المسلحة والعنف ثم الإرهاب.
ويكشف صلاح النصراوي عن المحاولات الجادة التي جرت من شخصيات وجماعات عراقية لايقاف الغزو والاتجاه إلي العمل علي تغيير نظام صدام بالطرق السلمية السياسية ومنع الغزو الخارجي، كادت أن تنجح لولا إصرار إدارة بوش علي الحرب، لتغير نظام صدام حسين بالقوة العسكرية وهو ما يعتبره كارثة حقيقية لأنها أحبطت الجهود الوطنية للتغيير وانتجت مشروعا كسيحا أدي لتلك الصراعات والخراب الذي لحق بالعراق.
ولأن النصراوي شارك مع شخصيات وجماعات عراقية عديدة في محاولات لتصحيح مسار العملية السياسية في السنوات التي تلت الغزو وبهدف إنهاء نظام المحاصصة الطائفية وإقامة دولة عراقية مدنية ديمقراطية لجميع مواطنيها، فقد استنتج أن الغزو الأمريكي وإدارة الاحتلال لعبا دوراً كبيراً في تغيير المسار الذي كان يمكن أن تتخذه عملية التغير إثر سقوط صدام لو أتيح للعراقيين الحرية والفرصة لاختيار طريقهم بعيدا عن النموذج الفاشل الذي صاغته أمريكا بالاعتماد علي السرديات التي روجتها عن عراق الملل والنحل والديمقراطية التوافقية المزيف.
وكشف عن أفكار مهمة كان قد بلورها ونشط لكي تصبح جزءا من خارطة طريق لإنقاذ العراق من مصير حالك لايزال يهدده وخاصة التقسيم، منها وضع العراق تحت وصاية دولية لفترة قصيرة ريثما تتم إعادة تأهيل الدولة من خلال عملية سياسية جديدة.
وجاء مشروع للتغيير( المبادرة الوطنية العراقية) وأسباب فشلها وهو ما يدخل أيضا في باب التسجيل التاريخي لهذه الفترة من تاريخ العراق فإنه يؤكد أنه بينما كانت تلك من الفرص الضائعة الكثيرة إلا أنها تبقي درسا مهما للأجيال العراقية القادمة في عملية التغيير التي لاتزال تنتظر العراق، ومع مشاعر الإحباط من ضياع كل فرص التغيير إلا انه يطرح مبادرة للخروج من المأزق الذي يمر فيه العراق بتأسيس دولة مدنية ديمقراطية لمواطنيها من خلال تسوية تاريخية بين مكونات الشعب العراقي، وفق صيغة دستورية وسياسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *