رسالة الى فعاليات مونديال القاهره للاعمال الفنيه الذي يقام يوم الخميس 3 نوفمبر 2016 ” الإعلام وقضايا العالم العربي” بمحاور منها ” ماسبيرو يتكلم ” ومنها ” خطاب الكراهية والتحريض الإعلامي” وذلك ضمن فعاليات مونديال القاهرة للأعمال الفنية والذي سيقام بداية من 30 أكتوبر وحتى 3 نوفمبر 2016 .
نقول …..
حوار أم صراع ؟ ومؤتمر الأول للشباب المصري في شرم الشيخ ..
بل حوار بين ألأجيال ….
الحوار يتم بشفافية من خلال الشراكة المجتمعية والعمل التطوعي بالتنسيق مع المؤسسات السياديه .
من يريد الحوار فلا بد أن ينطلق من الحوار مع نفسه …وأن أستطاع فلينتقل للحوار مع الآخر ….
تذكر دائماً طموحاتك الشبابيه ..
تذكر عزيمتك الهائلة في تحدي الصعوبات …
تذكر بسماتك وثقتك بنفسك وانت تحقق أهدافك وتصل الى ما أنت عليه …
أيها الشباب …الصراع منهجية قاتله …الحوار منهجية تؤدي الى السلام والعدل وبناء التنمية المستدامه …فلنتحول الى الحوار الشامل …
أيها الشباب …
حق قبول الآخر لا تعني الانهزام أمامه ….
لا تعني الخضوع اليه والسير وفق أهوائه….
فكما للآخر حق في الحياة …. كذلك أنت وفأنا أيضاً لنا الحق أن نحيا أحراراُ آمنين في في بيئة صحية سليمة…
أعتقد بما تشاء وأرفض ما تشاء …ضمن النظم الحاكمة للمجتمع التي أتفق عليها شركاء المجتمع …،نظم قننت بدساتير تم الاستفتاء عليها وأكتسبت شرعيتها وقوانين ناظمة ….
حقاً وبلا تردد فأن للانسان له الحق بحرية أن يؤمن بما يشاء ويرفض ما يشاء من الأفكار الا أنه ليس له الحرية ولا الحق أن يفرض على الآخر ما يؤمن به هو …..
الله خلق التشابه والاختلاف بين البشر لكن لم يخلق نسخة أنسان من أنسان آخر ….أي كل أنسان كما يتشابه مع الآخر الا أنه يختلف عنه وهذا هو الابداع الالهي في الخلق …..
كرست الشرائع السماوية وغيرها، ثقافة الاختلاف و قدسية الحرية وكرامة الإنسان، التي اعتبرته خليفة الله على هذه الأرض. فالقران الكريم يدعو أساسا، على مبدأ التسامح وقبول الأخر. قال الله تعالى في سورة الحجرات الآية 13 : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.
الكثيرون من رافعي الرايات الدينية والطائفية والعنصرية قد حاولوا تأويل النصوص القرآنية والأحاديث الشريفة وتوظيف تأويلاتهم وفق مصالحهم الأيدلوجية المشبوهة وهذا ناتج عن جهلهم وأنغلاقهم على فكر ضيق مكبل بحواجز التخلف والخوف من الاطلاع على الحقيقة .
نعم صرح شيخ الازهر ان القراءة الخاطئة للقرآن والسنة هي سبب التطرف….
الدساتير والقوانين قد جعلت من ثقافة الاختلاف شيئاً مقنناً قبلت به أغلب الأمم والمنظمات الشعبية بعد مناقشتها قبل تطبيقها فعلياً وبالتالي أصبحت متجذرة في فكرأفراد وسلوكهم …
المشكلة التي تواجه ثقافة الاختلاف تتمثل بعدم قدرتها على أختراق بعض الأفراد والأنظمة العربية والاسلامية وبعض الرؤساء الذين أتخذوا النظام الديكتاتوري نموذجا لتطبيقه على دولهم .
ثقافة الاختلاف ظلت حبيسة كلام الزعماء السياسيين متجنبين تطبيقها على أرض الواقع . الكثيرون من الرؤساء والقادة أتحفونا بالنوايا الحسنة وتقديم الوعود في مجال حقوق الانسان وحرية التعبير وعلى رأسهم مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحده ….
رغم تعهدات الحكام العرب والمسلمين والدول النامية بتطبيق المعاهدات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان الا أن ما ينفذونه على ارض الواقع هو نقيض لتعهدات دولتهم نحو حقوق الانسان .
عدم تطبيق وأحترام حقوق الانسان وحرية التعبير قد طغى أيضاً على فكر المستبدين وعلى أغلب النخب المجتمعية من الذين يرفعون شعارات حزبية والمتمثل بأن رأي الحزب ( صواب يحتمل الخطأ) ورأي الحزب الآخر (رأي خطأ يحتمل الصواب) ….
– حاملي الشعارات البراقة لا تجد في ممارساتهم وسلوكهم شيئاً من هذه الشعارات البراقه …..
– نساء ممن حملوا هذه الشعارات هم ضد حرية المراة …
– أفراد ومنظمات ممن حملوا هذه الشعارات ضد الحرية التي تُعطى لغيرهم، عائلات تدعي الديمقراطية تمارس الاقصاء ضد خصومها .
لم نرث الحضارة الاسلامية الحقيقية بل ورثنا مناهج الانغلاق وأسترضاء السلاطين المتميزين بالانحطاط السياسي والفكري والروحي وحتى الانهزام أمام الغريب , فالكثيرون منا أضطروا على اتباع هذه المعايير والتعابير الثقافية الموروثة والمفروضة علينا وبالتالي حرمنا من حرية اختيار شخصيتنا وصياغتها وعليه بتنا وسط مستنقع التخلف منذ بضعة قرون, فكيف يستطيع التعليم الذي يمتليء بالجهل من نشر ثقافة الاختلاف وقبول الاخر فليس هو بهذا الشكل والمضمون الا أن يلتف على روح التسامح المرسخة في الشعب منذ الازل رضاءً للسلطة التي يسوق لها التعليم .
وفق ذلك المفهوم فلا بد أن تنتج المعاهد والكليات العلمية شبابا متعصباً مقروناً بالعنف يحملون بدورهم رايات دينية وطائفية وعنصرية يجذبون النشيء الجديد ويجرونهم نحو الانغلاق والتحجر تاركين الدور المطلوب منهم والمتمثل في ترسيخ التسامح وثقافة الاختلاف وبالتالي أصبحوا قدوة للعنف المسلح عوضاً عن أن يكونوا قدوة للتسامح والعيش مع الآخر بسلام وعلى الرغم من الحرية الفوضوية الكبيرة بعد حركات الهيجان الشعبي التي سميت ثورات الربيع العربي فان السياسين الذين ظهروا على شاشات وسائل الاعلام والذين يحملون أيدلوجيات مشبوهة أو من أناس ليس لهم القدرة على أنتاج أفكار جديده للتغير الايجابي وبناء المستقبل المنشود بل توجهوا الى عمليات تشويه هائلة لبعضهم البعض فلم يعد منهم بريئاً أمام الآخر . ويمكن القول بأن الفرد العربي المهزوم عبر العصور في بيئة التخلف لا يمكن أن يقبل الآخر …وأذا أردنا أن نتحول الى ثقافة قبول الآخر فلا بد أن نطرد التخلف من عقولنا جميعاً وهذا يحتاج الى وقت طويل والى برامج قادرة على الانتقال بالفرد العربي من حالة التخلف المتأزمة الى حالة التقدم التي تقبل الآخر … أن الهياج العربي الشعبي الذي حركته ولا تزال تحركه القوى الخارجية ذات الأيدلوجيات المشبوهة لا يمكن أن تنتج افكاراً مبدعة وخلاقة لأن هذه القوى الخارجية ليس من أهدافها أحداث تغيير فكري مبدع وأنما يتركز هدفها الأساسي على أحداث فوضى عارمة تحت رايات حرية التعبير وهذا كله يصب في مصلحة الحركات الارهابية المتعاملة مع القوى الخارجية . أذا كيف نستطيع أحداث التغيير المطلوب والتحول الى ثقافة الاختلاف؟ لابد من مواجهة حقيقية شفافة للواقع الذي نعيشه حالياُ …. مواجهة جريئة حضارية سلمية :
تفكيك ظواهر التخلف ودراسة مقومات التحضر والتعرف على محركاتهما الأساسية لتجنب السلبيات والتركيز على الايجابيات …وبالتالي نتخلص من الملوثات والرواسب المنافية لقوانين صناعة التاريخ والحضارة .
كسر الحواجز العازلة بين القادة السياسيين والاجتماعيين والجماهير من خلال الاعلام التثقيف التفاعلي القريب والبعيد وبغير هذا التفاعل لايمكن أحداث التغيير المطلوب .
هذا ما نتطلع له من تطبيق نتائج المؤتمر الأول للشباب الذي عقد في شرم الشيخ .
جريدة أحوال مصر
