أخبار عاجلة

عبد السلام عبد الرازق يكتب.. “صرخة وطن !!”

تفتح وعينا على تأميم القناة وحرب 56 وانتصار بورسعيد على العدوان الثلاثى — كانت طوابير الشهداء والابطال هى ما يملأ حياتنا ويعبئ وجداننا بالقيم والمثل العليا — ثم وقعت اتفاقية الجلاء — لتحصل مصر على حريتها بعد ان تخلصت من الاحتلال الذى جثم على انفاسها لأكثر من ثمانين عاما ثم قامت الوحدة بين مصر وسوريا وتعبق الجو العام باحساس الكبرياء والقوة وتعمق الفكر القومى — الذى كان يمثل املا فى تحقيق وحدة عربية — لتكون قوة وسند لكل دوله لتحتل مكانا لائقا بين عالم يجنح للكيانات الكبيرة 
ثم كانت قوانين يوليو الاشتراكية والتى كانت تعيد توزيع مقدرات الدولة بشكل يحقق قدرا من العدالة الاجتماعية — ويعيد الوطن لاصحابه الحقيقيين 
كان الفن والأدب والاعلام والتعليم  يرسخ لكل معانى القوة والكبرياء الوطنى 
كان الشعب هو صاحب الكلمة وهو صاحب القرار وهو صاحب المصلحة 
كان الوطن متناغما مع نفسه ومتوائما مع واقعه 
اليوم والوطن يواجه استعداءاخارجىا وداخلىا غير مسبوق 
نجد ان الوطن يواجه عداءا من داخله – بالنار والخراب والدم
الفن يعانى هبوطا مزريا وقبيحا 
الأدب يعانى من قلة الأدب
التعليم يعانى من هبوط حاد فى المحتوى والمضمون والأسلوب والأخلاق والقيم 
الاعلام حدث ولا حرج  اعلام فاشل ومحتوى هابط واعلاميين يتاجرون بكل شئ واى شئ 
كنا ننحى كل شئ جانبا 
ونقف فى صف الوطن 
الآن الوطن المثخن بالجراح والمثقل بفواتير فساد قديمة 
مطلوب ان ندفعها الآن وليس غدا 
ومع هذا هناك من يراهن على سقوط الوطن — 
وهناك من يتخذ الوطن مادة للسخرية والاستهزاء —
وكأن النفوس المنحطة تتعامل مع الوطن -على انه بضع من تراب عفن
لا تلومونا فالوطن الذى نعرف قيمته وقدره غير الوطن الذى تعرفونه 
وطننا شجرة ممتدة الجذور سامقة
الوطن فى وجدانكم مجرد ارجوحة نركبها حتى نضج فنتركها الى لعبة اخرى 
وطننا لم ننتظر منه شئ- ولم نحصل منه الا على ما ابقانا على قيد الحياة بكرامة وشموخ –ومعظمكم ركب السيارات وجلس على الكافيهات — ومعظمكم اهله — من خير هذا البلد تركوا لهم الشقق والحسابات — وفيها تعلموا  وفيها يعيشون 
ويحملون احدث الموبيلات ويذهبون الى مصايف خارجية وداخلية 
ومع هذا يلعنون هذا الوطن ويحلمون بهجره
اعذرونا فلم يعد لنا سوى حلم ان نموت فى هذا الوطن والا نموت فى خيام على تخوم الوطن 
ان نموت فى سلام  وليس هربا من الرعب 
اعذرونا 
من اجل هذا نقاتل ولن نكف 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *