أخبار عاجلة

د.أحمد عبدالله يكتب.. -4 – خريطة « جيفري جولدبرج »

حديث المؤامرة

جيفري جولدبرج صحافي أميركي – إسرائيلي يكتب حاليا في مجلة « أتلانتيك » وسبق له العمل في « نيويوركر» و« واشنطن بوست » و« نيويورك تايمز» ، ولد في بروكلين بنيويورك وقد ارتاد جامعة بنسلفانيا حيث عمل رئيسا لتحرير « ديلي بنسلفانيا » ثم ذهب إلى إسرائيل وخدم في جيشها وهناك شارك في حراسة معسكر للاسرى الفلسطينيين يسمى « أنصار3 » عاد إلى واشنطن وعمل في أهم مطبوعاتها وفاز بجائزتي « National Magazine Award » و« Overseas Press Club » وهى من اهم الجوائز الصحفية والاعلامية فى الولايات المتحدة والعالم .
نشر جيفري جولدبرج خريطته للمرة الأولى في مجلة ( The Atlantic ) أواخر عام 2007 و أعاد صياغة اطروحته في ذات المجلة في يونيو 2014 . وتعتبر خريطة “جيفري جولدبرج” امتدادًا لخرائط رالف بيترز وطرح جولدبيرج أطروحته في مقالات له بعنوان ” ما بعد العراق ” تزامنًا مع طرح مجلس الشيوخ الأمريكي خطة شبيهة لتقسيم العراق وصفت بأنها ’ غير ملزمة ’ !!! طبعا دى صدفة أكيد . وتشارك خطة مجلس الشيوخ وخريطة جولدبرج مع خطة الكولونيل ” رالف بيترز ” نفس الرؤية بالنسبة لتقسيم السعودية ودولة كردستان مع إعادة تقسيم سوريا والعراق والأردن ضمن 4 دول هي (دولة سوريا الكبرى ودولة الأردن الكبرى ودولة العراق السنية ودولة العراق الشيعية) . المختلف أن خريطة جولدبرج أولت اهتمامًا خاصًا لتقسيم السودان إلى شمالي وجنوبي ( لاحظ ان التقسيم حدث فعليًّا بعد ذلك بثلاث أو أربع سنوات لمن يتصور ان هذا مجرد تحليلا أو رؤية صحافية لاتعبر الا عن صاحبها ) ، والاخطر – ولمن لا يعلم – أن جولدبرج أوصى بوضوح وعلانية فى كتابة 2007 بوضع شبه جزيرة سيناء تحت سيطرة دولية وأن يحصل بدو سيناء على الحكم الذاتي في شبه الجزيرة ، وذلك قبل أن يعود في تنقيح 2014 ليصف ماحدث في 30/6 ب ” الانقلاب العسكري ” مؤكدًا أن ما قام به الجيش المصري نجح في إفشال فصل سيناء عن مصر من قبل ” الجهاديين ” . طيب هوه فى 2007 كان عايز حكم ذاتى فى سينا ل ” البدو ” ولا ” الجهاديين ” حسب تعبيراته هو ولا هيا متفرقش ؟
5 – خريطة صحيفة نيويورك تايمز
تخيلوا هذا المشهد فى سبتمبر 2013 واترك التعليق والتحليل لكم
في الوقت الذي كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة مجتمعة في دورتها السنوية صُدم الدبلوماسيون العرب المشاركون في أعمال الجمعية والموجودون في مدينة نيويورك الأمريكية بمقال نشرته أكبر صحيفة نيويوركية وأكثرها شهرة وتأثيرافي القرار الدولي حتى ان بعض المحللين الصحافيين يصفوها – او ينعتوها – بلسان حال الأمم المتحدة ، نيويورك تايمز في 28 سبتمبر من عام 2013 تحدّثت فيه عن سيناريو تقسيم خمس دول عربية وتحويلها إلى 14دولة من خلال انفصال تسعة كيانات عرقية ومذهبية وأثارت الخريطة جدلًا واسعًا في حينها إذ ضم المقال الذي كتبته ” روبن رايت ” مشروعًا لتقسيم 5 دول في الشرق الأوسط وتفتيتها إلى 14 دولة جديدة . تم تقسيم سوريا إلى 3 دويلات إحداها للعلوين على الساحل ، ودولة للسنة في القلب ، ودولة أكراد سوريا المرشحة للانضمام إلى أكراد العراق ، أما العراق فقسمت لعراق سنية في الشمال ( تلتصق بدولة السنة في سوريا ) ، مع دولة شيعية في الجنوب ، ثم امتداد كردي موازٍ لأكراد سوريا ، أما السعودية فقسمت لخمس دول في الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط بينما قسم اليمن ليمن شمالي ويمن جنوبي . وعلى الجانب الإفريقي قسمت ليبيا على أساس قبلي إلى دولة في الشرق عاصمتها بنغازي ودولة في الغرب وعاصمتها طرابلس ودولة في الجنوب وعاصمتها سبها . وحتى لا يفسدوا عملية التنفيذ تعمدت نيويورك تايمز إخفاء خريطة تقسيم مصر والسودان ، ولكن الخريطة سربت من قبل وقتلت شرحًا وتفسيرًا .
ووفقا لروبن رايت ” إن الخريطة التي نجمت عن تقسيم الامبراطورية العثمانية لم تعكس حقيقة الأوضاع العرقية والمذهبية للمنطقة العربية وهو ما أدى إلى فصول دموية من الحرب الأهلية في لبنان والصراع الدائر حتى الآن في العراق وسوريا ” ، وأضاف روبين رايت ” أن الربيع العربي لم يأت فقط لإسقاط الحكام الدكتاتوريين ، بل لأن مجموعات بشرية في المنطقة تتطلّع إلى التخلص من حكم مركزي لا ينسجم مع هويتها ، والتمكن من استغلال ثرواتها الطبيعية بشكل مباشر” .
* ملحوظة هامة جدا ليست جانبية واترك لك ربطها :
فى خطاب ألقاه جورج بوش الابن أمام قمة حلف الناتو بمدينة استنبول فى يونيو عام 2004 بأن ” المجتمعات الديمقراطية يجب ان ترحب لا أن تتخوف من الشراكة والتعاون مع المتدينين “.
ومن بعدها ارتفعت الأصوات داخل وخارج مراكز اتخاذ القرار بالولايات المتحدة ( من أقصى اليمين الى أقصى اليسار) تطالب بالتعاون مع الحركات الاسلامية وتحفيزها ودعمها بل ودفعها الى مراكز اتخاذ القرار فى بلادها ، ومن تلك الاصوات كانت روبين رايت وجراهام فوللر الخبير الاستخباراتى المعروف و” رويل مارك جرشت ” الخبير فى شؤون الشرق الاوسط والباحث بالمعهد الامريكى للاعمال الذى ذهب بعيدا جدا فى مطالبه بالقول : ” ان انقاذ أمريكا من ’سبتمبر’ آخر فى المستقبل لا يكمن فى التعاون مع المسلمين المعتدلين بل مع اكثرهم تطرفا من الشيعة والسنة السلفيين” ..!! كما صرح ايضا بأن : ” الدواء الناجع للإرهاب هو الشراكة مع الارهابيين “..!! وكما تعلمون جميعا ان فى هذا التوقيت بين 2004 و 2005 بدأت الاتصالات المباشرة بين الامريكان واخوان مصر ، ثم ذرفت الدموع على الجماعة ومرسى ولازالت تؤويهم . وكانت امريكا تدعم صدام ضد ايران ثم الاكراد ضد صدام ثم تخلت عن بديلها الوسطى ( اياد علاوى ) لصالح شيعة السيستانى وطبعا انتم تعرفون لماذا …. كل هذا من اجل الديموقراطية طبعا وعشان الشعوب العربية والاسلامية صعبانة عليهم جدا . ياجماعة امريكا بتضحى عشاننا .
بقى مقالة واحدة واخيرة لانهاء الموضوع وساحاول انهاؤه قبل العيد وأرجو الا اكون ثقيلا فى هذه الايام المفترجة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *