( بفضل الله أسلم على يدى أكثر من مليونى أمريكى, وخصصت دخلى السنوى الذى يقرب من 200 مليون دولار للنشاط الذى يخدم المسلمين الفقراء والدعوة الى دين الله الإسلام …..ولقد حولت قصرى إلى جامع ومدرسة لتعليم القرآن ).
كان هذا “التصريح” للإنسان والأسطورة الذى كان (يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة)على حد وصفه لنفسه, البطل الذى حقق الفوز 56 مرة فى 61 مباراة (منها 37 بالضربة القاضية), إنه “محمد على كلاى”الأمريكى المسلم بطل العالم فى الملاكمة.
وعلى الرغم من أننى لست من المهتمين بلاعبى الملاكمة ولا من محبى هذه اللعبة بالأساس, لكن المتابع منا لقصة حياة أو (نضال) ” -كما أحب أن أصفها أنا والبعض – “كاسيوس مارسليوس” وهو إسم” كلاى” قبل أن يعتنق الدين الإسلامى تستوقفه العديد من المحطات الحياتيه والإنسانية على مدار عمره الذى ناهز ال 74 عاما, ولكنى سأتوقف وألقى الضوء معك قارىء العزيز على موقفين تحديدا توقفت عندهما كثيرا!.
أما الأول فكان إشهار إسلامه عام 1964م عقب مباراته الفاصلة مع “سونى ليستون” حامل اللقب آنداك فى ولاية ميامى, حيث تم تتويج “على” بعد الفوز بطلا للعالم فى الوزن الثقيل, وقد كان ذلك من أكبر التحديات التى واجهها “على “فى حياته!. فقد كان البيض يفكرون فى كيفيفة صرف السود عن الجريمة ، وكان أبرز ما إرتكزوا عليه فى
ذلك هو تشجيع السود للإتجاه إلى حلبات الملاكمة ,التى ستحقق لهم ضرب أكثر من عصفور بقبضة واحدة!!! فالملاكمة مجال جيد للتنفيس عن كبت وغل وغضب السود من ممارسات التفرقة العنصرية, وفى نفس الوقت هى وسيلة جيدة من وسائل الترفية والتسلية بالنسبة للبيض العنصوريين عندما يشاهدون السود يتلاكمون بكل قوتهم ويضربون بعضهم البعض. وقد هدف البيض أيضا ليصبح “الملاكم الأسود” قدوة ومثل يحتذى به بالنسبة لأمثاله من السود, فهولاء الملاكمون يحصلون على الآلاف بل والملايين الآن من الدولارات مما سيرفع من أوضاعهم الإجتماعية بشراء السيارات الفاخرة و إصطحاب النساء الجميلات وشرب الخمور ، وفى النهاية سيدمرون أنفسهم بأنفسهم!. ولكن يتغير كل ذلك بإعلان “على” إسلامه فى المؤتمر الصحفى الذى عقد عقب فوزه باللقب (بطل العالم) , معقبا بقوله الشهير ( إننى لا يجب أن أكون كما تريدوننى أن أكون, فأنا حر لأكون أنا ).
أما ثانى ما إستوقفنى فى حياة “على” والتى كانت تمثل نموذج لمثلث “المعاناة والتحدى والنجاح”، فقد كان رفضه الإنضمام لصفوف الجيش الأمريكى أثناء حرب أمريكا فى فيتنام, وأذكر معكم ولنذكر أمريكا التى أصواتها لتدعى زورا ربط الإرهاب والقتل بالدين الإسلامى بما قاله “على” آنذاك : ( هذه الحرب ضد تعاليم القرآن….ولن أحاربهم فهم لم يلقبونى بالزنجى)!. مماترتب عليه محاكمته و سجنه وسحب اللقب منه لعدة سنوات، كافح خلالها لإسترداده.
وختاما سأسمح لنفسى بتقمص دور “على” فى السطرين التاليين لأوجه كلمة من أقواله الشهيرة لأمريكا التى منحته وسام الحرية فى 2005 م (والذى يعد من أرفع الأوسمة) ، والتى نكست أعلامها لوفاته منذ بضعة أيام , وأمريكا أيضا التى سرعان ما أشهرت سياطها و إتهم إعلامها وساستها الدين الإسلامى كالعادة بالإرهاب مجددا إثر هجوم “أورلاندو” الذى نفذه الإرهابى الأفغانى “عمر متين” والذى تأويه أمريكا على أرضها كما تأوى المئات أمثاله!!! أقول لها على لسان “على” (كن صاحب مبدأ والعالم بأثره سوف يقبل عليك).
وكلمة آخرى وأخيرة لنا نحن العرب (السقوط داخل الحلبة مثل السقوط خارجها … لاعيب فى أن تسقط أرضا ولكن العيب فى أن تبقى على الأرض).
جريدة أحوال مصر
