أخبار عاجلة

سمير سعيد يكتب.. “مع البهي في حياة العندليب..”

صرخة قلم..
*** “اليتيم” عبدالحليم حافظ هذا هو عنوان الكتاب الجديد للمؤلف الكبير صديقي الجميل طاهر البهي والذي وصلني منه نسخة كإهداء. 
*** استطاع هذا الكتاب من خلال ابحاري فيه أن يأخذني لزمن الفن الجميل والرومانسيات الحالمة لأعيش مع صفحاته لحظات جميلة.. بعيدا عن جو الشائعات والخلافات والانقسامات والاتهامات الذي نعيشه يوميا بعيدا عن السياسة وبحورها الواسعة بعيدا عن الإعلام الذي فشل في مخاطبة الآخر وسموم الفضائيات والقنوات المدسوسة والردح اليومي ولغة التخوين من إعلاميين يتشدقون بالبطولات الوهمية.. بعيدا عن كل هذا استطعت من خلال هذا الكتاب القيم عن العندليب أن انفصل تماما عن العالم الخارجي مبحرا في 16 فصلا.. يتكون منها الكتاب الذي يقع في 176 صفحة من القطع المتوسط. 
*** وقد نجح صديقي المؤلف طاهر البهي الذي عملت معه سنوات في بداية حياتي الصحفية بمجلة حواء في الابحار بنا في مسيرة وعطاء حليم كمبدع من طراز خاص أثري الحياة الفنية بالعديد من الروائع التي لا تنسي. 
*** ويختلف هذا الكتاب عن كل ما كتب من مؤلفات عن حليم حيث ركز المؤلف فيه علي جوانب جديدة في حياته ومنها يتمه وضعفه التي نبعت منهما كاريزما حليم لتحتضنه كل أسرة مصرية. 
*** وأفرد فصلا كاملا عن علاقته بالزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر حيث كان ناصر بالنسبة لحليم ولنا جميعا بمثابة الرمز للكرامة المصرية وأيضا بمثابة الأب لحليم.. فكان ابنا من أبناء عبدالناصر وليس ابنا للثورة المصرية فقط. 
*** وحافظ علي أن يكون دائما ابنا مخلصا للثورة ولسان حالها ليصبح أحد أهم المؤرخين بحنجرته التي سجل بها تاريخ ووثائق هذه الثورة وفي نفس الوقت وجد في الزعيم جمال “الأب البديل” الذي يستطيع أن يحادثه عبر الهاتف المعلق علي سرير نومه. 
*** فالبعض مر علي حوارات عابرة بين ناصر وحليم مرور الكرام.. لكن البهي أفرد لهذه الأبوة بشكل كامل متكامل فعندما أعلن ناصر قراره بالتنحي كان حليم أول من خرج برفقة صديقه الحميم الموسيقار كمال الطويل ليصل لبيت ناصر بصعوبة بالغة من أجل أن يثنيه عن قراره وعندما يمرض حليم يفاجئه ناصر بالزيارة في منزله ويرفض الجلوس في الصالون مثل الضيوف ويجلس بجواره. 
*** وأجمل ما في الكتاب الوفاء والحب الذي ظهر في سطور المؤلف.. ولم ينس الجوانب الانسانية في حياته وأفرد فصلا كاملا عن علاقته بمصفف شعره الشهير محمود لبيب. 
*** وكشف الكتاب عن العديد من الأسوار في حياة العندليب ومنها سر عدم زواج حليم زواجا معلنا ونساء في حياته وعشرات قصص الحب التي عاشها باحساسه ومشاعره الرومانسية ومنها قصة حبه لسعاد شقيقة الفنانة الراحلة صباح وحكايته مع ليلي التي تعرف بها أمام محل هارودز الشهير وقصته مع السيدة المغربية وحبه لفتاتين أمريكيتين عندما كان في رحلة علاج بأمريكا استمرت لأكثر من ستة شهور علي نفقة الملك الحسن الثاني ملك المغرب وفتاة العجمي ووصولا لحبه لسندريلا الشاشة سعاد حسني وقصة حب وروايات عن زواج. 
*** وفي نهاية ابحاري مع هذا الكتاب لا يسعني إلا أن أتوجه بالتحية للكاتب صديقي المبدع الذي كتب هذه السطور وأمتعنا ونحن نبحر معه فيها مستخدما جملا بسيطة سهلة ومفردات معبرة قوية تنم جميعها عن كاتب مرهف الحس غزير المشاعر رومانسي شديد الانتماء لمن يحب. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *