أخبار عاجلة

محمد البنا يكتب… “جمال الغيطانى..”

لم يأخذ حقه ، ولم ينل مايستحقه كشخصية وطنية مخلصة ، اعطى للوطن ثقافة مميزة وادب راقى ، وساهم فى ابراز شهرة مصر بالخارج ، سافر بلاد الدنيا كلها تقريبا ليلقى الضوء على مصر التاريخ والحضارة ، كان المثقفون الاجانب يسعون اليه لينهلوا من علمه وادبه وخبراته ، اذكر ان الصديق المرحوم بإذن الله السفير خالد الكومى سفيرنا فى بوخارست قد طلب منى تحديد موعد للقاء ثلاثى مع الاستاذ جمال الغيطانى وبادر الاستاذ وعزمنا فى مطعم الدهان بالحسين حيث كان يفضل ، وطبعا رحبنا بالعزومة ، والتقينا . 
فوجئت بالسفير الكومى يقول له : ادباء ومثقفوا رومانيا والمجر و ومولدوفيا يطلبون اللقاء معك ، ويتمنون اجراء حوارات ثقافية معهم فى بلادهم ، فهم يعشقون كتاباتك وابداعاتك ، ورحب الاستاذ وبدأ يتفق مع السفير الكومى على اجراءات تنفيذ ذلك ، رحم الله السفير المثقف خالد الكومى والاستاذ جمال الغيطانى .
لقد شاهدت كيف يحترم الغرب الاستاذ الغيطانى وحضرت معه حفلات تكريم باعلى الاوسمة من هذه الدول ، ونحن فى مصر لم نعطه حقه ، فهو الانسان العصامى الذى بدأ السلم من اول درجة ، لم ينط على اكتاف الاخرين ، بل صعد درجة درجة ، حتى وصل الى قمة الصحافة والادب والثقافة ، ونبغ فى تغطية معارك حرب اكتوبر المجيدة ونبغ فى الصحافة الادبية والثقافية ، لم يهتز عندما دخل السجن ظلما فى عهد عبد الناصر ، ولم يهتز عندما حكم الاخوان مصر فى غفلة من المجلس العسكرى ، كان دائم اللقاء والاتصال بى فترات حكم الاخوان ، فهو يعرفنى جيدا ، انا لا انتمى لحزب او تيار انا انتمى لوطنى ودينى فقط ، يعرف ويدرك حجم المعاناة التى واجهتها ايام حكم الاخوان لمصر ، وهذا كلام سيأتى وقته ان كان فى العمر بقية ، لكن الغيطانى كان يشفق على ويواسينى يوميا تقريبا ويشد من ازرى ، لهذا تعمقت صداقتى به وتعملقت ، واكتشفت ان بينى وبينه تشابه كبير فى التكوين الانسانى والوجدانى ، ادعو له بالرحمة ، ولاسرته الكريمة بالصبر ، كما ادعو لزوجته ماجدة الجندى الكاتبة الكبيرة بالزميلة الاهرام بالشفاء . اللهم امين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *