أخبار عاجلة

الامام الخميني: يوم القدس العالمي.. يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين

 

ذكرت جريدة كيهان الفارسية فى تحقيق وارد على صفحتها الأولى الصادرة صباح الجمعة أن اليوم تحل على الامة العربية والاسلامية ذكرى يوم القدس العالمي التي تمثل محطة لمراجعة حساباتها تجاه الصراع العربي الاسلامي مع محور الشر في العالم المتمثل في المشروع الصهيوأميركي والذي يعمل جاهداً على ان يمحو مركزية القضية الفلسطينية في العقل العربي الاسلامي .
ينبغي التأكيد على ان القضية الفلسطينية مركز الصراع بين تمام الحق والباطل .. ولم تكن فلسطين في يوم من الأيام محور صراع أي جهة او مذهب اسلامي مع الغرب بل محور صراع بين كل أطياف الأمة وكل أطياف الكفر والطغيان وقوى الشر في العالم .
ان سقوط المشروع لقوى الاستكبار العالمي في منطقتنا العربية الاسلامية مرهون بنبذ كل الخلافات التي تبعدنا عن محور قضيتنا .. وتعزيز نقاط التوحد والاتفاق والتفاعل الايجابي مع كل دعوة تعزز الفكر الاسلامي والمقاوم في العقل العربي والإسلامي .
من واجب كل فرد من أبناء الامة التفاعل مع هذه الذكرى وتحويلها نحو خطوة اولى في العمل على اسقاط المشروع الصهيواميركي وقطع الطريق أمام كل من يسعى لجعل هذا اليوم محطة تفرقة وتقسيم في صف ووحدة الامة الاسلامية والعربية كما اكد ذلك الامام الخميني الكبير /قدس سره/ الشريف خلال ندائه التاريخي في السابع من شهر آب / أغسطس عام 1979 بضرورة إزالة “اسرائيل” هذه الغدة السرطانية من جسد الامة الاسلامية وعودة فلسطين العزيزية الى ربوع العالم العربي والاسلامي بفضل جهاد المقاومين الاشاوس ..
وبعد بضعة أيام من إصداره لهذا النداء التاريخي الخالد ، إلتقى الإمام الراحل في مدينة قم المقدسة مع حشد من مختلف شرائح الشعب الإيراني وألقى فيهم خطابا هاما ، شرح من خلاله أبعاد (يوم القدس العالمي) . اكد خلاله .. إن يوم القدس يوم عالمي ، وليس يوماً يخصّ القدس فقط بل هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين . يوم مواجهة الشعوب التي رزحت تحت ضغط الظلم الأمريكي وغير الأمريكي . يوم يجب فيه أن يستعد المستضعفون لمواجهة المستكبرين ويمّرغوهم في التراب .. يجب أن نعلن لجميع القوى الكبرى في يوم القدس أن يرفعوا أيديهم عن المستضعفين ويلزموا أماكنهم . إنَّ “إسرائيل” عدوة الشعوب وعدوة الإنسان، ترتكب في كل يوم فاجعة وتحرق إخواننا في جنوب لبنان.
قفي هذا الاطار اعلن رمضان شريف مسؤول لجنة مراسم يوم القدس العالمي، ان الشعب الايراني وباستجابته لنداء سماحة الامام الخميني /قدس سره/ وسماحة قائد الثورة الاسلامية، وضمن دعمه للحركة الجهادية لمجاميع المقاومة الفلسطينية، يدين في مظاهراته بيوم القدس استمرار المشروع الاستسلامي.
وفي معرض الاشارة الى ان مشكلة المنطقة اليوم يكمن في حاجتنا لمشاريع السلام، فقد اضاف رمضان شريف: ان الضرورة الملحة تأتي في تأمين الامن والسلام الدائم في المنطقة والتركيز على جذور الازمة في المنطقة، ومادام النظام الصهيوني الغاصب باقيا في المنطقة، فلا امل في تحقيق أي مشروع للسلام والامن والاستقرار في المنطقة.
وتأسيسا على ذلك اعتبر (رمضان) الشعار الاساسي ليوم القدس لهذا العام “يوم القدس العامي، استمرار للصحوة الاسلامية ومواجهة المخططات الاستسلامية وتحرير القدس الشريف” قائلا: ان مسيرات يوم القدس العالمي ستنطلق من اكثر من 770 مدينة باتجاه مراكز صلاة الجمعة كما وستقام مسيرات يوم القدس في ثمانين دولة في انحاء العالم. وتزامنا مع هذا اليوم المبارك، اكد مجلس الشورى الاسلامي ان الشعب الايراني سيجدد دعمه للشعب الفلسطيني المظلوم في مسيرات يوم القدس العالمي الذي يذكّر الجميع بنداء الامام الخميني الراحل الذي اطلقه ضد أمريكا وبريطانيا وربيبهما كيان الاحتلال الصهيوني اللقيط .
وقال 207 نواب في بيان لهم بمناسبة يوم القدس العالمي ، ان الشعب الايراني سيجدد دعمه من خلال مسيرة يوم القدس العالمي الجمعة المقبلة ويكشف عن مؤامرات صهيوأميركية في تونس وسوريا ومصر وكذلك عن تواطؤ بعض القادة العرب مع الادارة الاميركية والكيان الصهيوني . وأشاد النواب بالامام الخميني الذي اطلق يوم القدس العالمي ، وقال ان هذا اليوم “يذكرنا بصرخة الامام الخميني (رض) ضد أميركا والكيان الصهيوني الذي يعتبر وليدا غيرشرعي للولايات المتحدة وبريطانيا”. واعتبر النواب الايرانيون ان “يوم القدس، يعد يوم نهضة المستضعفين ضد المستكبرين ويوم صرخة شعب مظلوم اسقط القناع المزيف عن وجه الصهاينة والولايات المتحدة وحلفائها وفضح مزاعمهم حول الديمقراطية وحقوق الانسان”. وأشاد البيان باستجابة الشعب الايراني لدعوة قائده الكبير الامام الخميني وخلفه قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي لابداء الدعم للشعب الفلسطيني الاعزل امام كيان الاحتلال. وأضاف ان “الصمود ومقاومة حزب الله في لبنان وحركتي حماس والجهاد الاسلامي امام الكيان الصهيوني الي جانب الدعم الايراني العلني لتيار المقاومة، مهد الارضية لانطلاق الصحوة الاسلامية ونهوض المسلمين ودعاة الحرية ضد الولايات المتحدة واسرائيل من جهة، وزعزع وجود الكيان الصهيوني المختلق وعرض مصالح أمريكا للخطر من جهة اخري. وختم البيان بالقول ان الشعب الايراني سوف يفضح تواطؤ بعض الزعماء العرب وخياناتهم لشعوبهم في يوم القدس كما يجدد دعمه للشعب الفلسطيني وسائر البلدان الاسلامية امام المخططات الصهيواميركية التآمرية في مصر وسوريا وتونس.
دولياً، أكد الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الدكتور رمضان عبد الله شلَّح ، أن العالم العربي على حافة “سايكس بيكو” جديد أخطر من السابق ، منبهاً إلى أن أعداءنا يحاولون تقسيم المقسم ، وتجزئة المجزأ ، واستبدال الصراع مع الصهاينة بالصراع الطائفي والمذهبي .
ووصف الدكتور شلَّح – في كلمةٍ ألقاها خلال مراسم الإفطار الجماعي الذي نظمته لجنة دعم المقاومة في بيروت، بمناسبة يوم القدس العالمي – المبادرة العربية بأنها وعد بلفور جديد أخطر من الذي أعطي في العام 1917م .
و أوضح أن خطورة الوعد الجديد تكمن بتنازل من يملك الأرض لمن لا يستحق، أما الأول فكان وعد من لا يملك لمن لا يستحق .
و لفت الدكتور شلَّح إلى أن الشعب الفلسطيني تعرض قبل أكثر من 65 عامًا لعملية اقتلاع كبرى من أرضه ، بل أكبر عملية سطو في التاريخ ، منوهاً إلى أن المشروع الصهيوني يوشك أن يقطف آخر ثمار النكبة بإعلان فلسطين “دولةً” خالصة لليهود . وقال شلح : “رغم كثرة المحطات التاريخية والمراحل التي مر بها الصراع مع الصهاينة فهناك أربعة أحداث مفصلية صنعت نكبة فلسطين ، بل رسمت ما سمي بـ”شرق أوسط جديد” في القرنين الـ 20-21 . أولها : اتفاقية “سايكس بيكو” عام 1916م، ثم وعد بلفور 1917م، ثم نكبة فلسطين عام 1948م، ثم النكبة الثانية بسقوط القدس وهزيمة عام 1967م” .
و شدد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي على أنه لم يعد هنالك قدس للبكاء عليها، فالمدينة هودت ، وأهلها مهجرون ، والمعركة الآن باتت على المسجد الأقصى وتقاسم الصلاة فيه . وتطرق الدكتور شلَّح إلى استئناف المفاوضات بين كيان الاحتلال والسلطة الفلسطينية ، مشيراً إلى أن الأخيرة “تنازلت عن كثير من شروطها تحت الضغوط الأمريكية من أجل إحياء نهج “أوسلو” الذي يعاني من حالة موت سريري منذ سنوات” . وأضاف : ” جديد المفاوضات هذه المرة أن الملف الفلسطيني قد يوضع على طاولة المقايضات مع ملفات أخرى في المنطقة، وأظن أن القيادة الفلسطينية تعي ذلك، وآمل ألا تقع في هذا الفخ” .
وكان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي قد استهل حديثه بالتأكيد على أن فلسطين هي مشكلة العرب والمسلمين الكبرى، بل هي أم المشاكل وأم العقد وأم القضايا، مشدداً على أنه يجب ألا ننسى ذلك مهما طال علينا الأمد، ومهما استجد من أحداث . وفي ختام حديثه ، أعرب الدكتور شلَّح عن أمله بأن تتجاوز الأمة هذه المرحلة الصعبة في تاريخها كما تجاوزت مراحل سابقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *