جريدة أحوال مصر
لنا تجارب فاشلة عديدة فى قضية توزيع الاراضى المستصلحة والزراعية على الشباب ، والتاريخ ملىء بنمازج سيئة من الفساد ، و سيطرة الحيتان على الاراضى الزراعية ، وعلى ما اتذكر مشروعات الصالحية والعامرية وكينج مريوط ، والحزام الاخضر ، والعوينات وغيرها ، وبالتالى علينا ان ندرس اسباب هذا الفشل قبل ان ندخل فى المشروع العملاق الذى طرحه الرئيس عبد الفتاح السيسى بتوزيع اربعة ملايين فدان ، مرحلته الاولى تتضمن مليون فدان ، على الشباب لاستصلاحها وزراعتها ، وانا اثق فى الرئيس السيسى ، ونيته خالصة لخدمة الشباب ، وجديته فى استفادة شباب مصر من هذا المشروع ، والمقرر له ما بين سنتين الى ثلاث سنوات ، ليصبح نواة لمجتمعات عمرانية متكاملة جديدة ، تحقق هدفها الاول فى تعميق الانتماء الى الارض ، وتحل جذريا مشكلة البطالة ، وتنشر الرقعة الزراعية ، وتزيد من انتاجنا المحلى واعتماد غذائنا على ما تنتجه ايدينا .
من هنا ارى ان على الحكومة ان تتعلم الدرس من المشروعات الفاشلة ، التى قضى عليها الحيتان ، استولوا على الاراضى بحيل واساليب غير مشروعة ، وحولوها فى لمح البصر الى عزب خاصة ومبانى ، بل ان بعض الفئات التى لاتفهم فى الزراعة سيطرت الان على عزب واراضى ، بقوة سلطانها ، واضطر الشباب الكادح الى ترك الارض للحيتان ، اصحاب المال والجاه والسلطان، ولم تستفد مصر بهذه المشروعات ، ولهذا اقترح ان يخصص مليون فدان للحيتان ، وباقى الملايين الاربعة تخصص للشباب بقواعد وضوابط واضحة لا لبس فيها ، ولتفرض الدولة قبضتها على المخالفين ، وتعطى الاولوية لخريج الكليات والمعاهد الزراعية ، ويتم تيسير عمليات الاستصلاح على الشباب ، بتوفير المياه ، ومختلف المرافق والمواصلات والامن التى تحتاجها اقامة مثل المجتمعات الزراعية العمرانية ، حتى لا نصعب الحياة على شباب مصر ، كما نحتاج الى رقابة ومتابعة من جهات سيادية ، تحقق الانضباط المطلوب للمشروع العملاق الذى سيكون محل فخر كل مصرى .
