أخبار عاجلة

عمر انور يكتب… “الشابه ام العواجز..والبط والأوز بالمدرسه!!”

يكفي ان تقول السيده لينطبق هذا الاسم فقط علي حي  السيده زينب.
كثيرا ماكنت اثناء مروري بجانبها اسمع نداءا خفيا (يأ أم العواجز ياشابه -دستتين شمع علي شباكك-سايق عليكي جدك النبي-يارئيسه الديوان-يأم  هاشم ياطاهره), وكلما دخلت الي رحابها اشعر بالدعه والراحه النفسيه وقد كانت دائما هي ملاذي وقت الشده  ورمز البهجه والسرور أيام مولدها.
ويالذكريات المولد عشت فيه اوبريت الليله الكبيره للمبدع جاهين والرائع سيد مكاوي علي الطبيعه فقد كانا من سكان الحي..قابلت الاراجوز والعمده ورايت مسعد وغيره الكثير ممن يتحلقون في المقاهي واقفين حول الراقصات والمنشدين رايت محمد طه وابو دراع.وأسود الحلو ونمور وغوازي عاكف………….وقابلت في مسجدها وشوارعها شخصيات يوسف السباعي من لحم ودم.شخصيات حقيقيه نقلها السباعي بأقل من حجمها ومكانتها الي قصصه ورواياته….. كانت دائما وابدا السيده زينب عروس في ابهي زينتها لاتخلع عنها طرحه العرس ابدا حتي في مقصورتها هكذا ما يزال يراها العاشقين لآل البيت…  يدخل الي رحابها زوارها من النساء بالزغاريد والتباريك ويوميا يمرح مقامها في اجواء الفرح و الحبور .
اي شرف هذا الذي انار المكان لفتره قصيره من الزمان لاتتجاوز العام واصبح اسمها ينير المكان فيتباهي بفخر علي سائر الانحاء.                                               
ما ان تهبط الي ميدان صاحبه المقام الكريم لعقيله بني هاشم ابنه الزهراء حتي تلفك السكينه بردائها ويأخذك عبق التاريخ الي اجوائه فهنا المقام الرفيع وقريبا منه مقام (العتريس) ويقال انه احد المريدين او الاحفاد الله اعلم .عن يسار المسجد شارع زين العابدين وهو حياه قائمه بذاتها ينقسم الي اسواق علي نسق شارع المعز لدين الله مع ( الفارق في المعمار)تحتوي اسواقه كل شئ من كل لون عربات الملابس الشعبيه الرخيصه والفاكهه والخضار ..ادوات منزليه تلاقي..عطور وعطاره ماشي ..خردوات ومنجدين لا مانع..افران بلدي وافرنجي ممكن كل حاجه وكل شئ .
ويسمي ايضا بشارع (الميضه) وهي مكان الوضوءخلف المسجد وأتذكر منه مشهد مازال محفورا في ذاكرتي من عشرات السنين لرجل ابكم لا ينطق يلبس جلبابا ويمسك بأطرافه بكلتا يديه ويمتلئ حجر الجلباب بارغفه كثيره  من الخبز مقسمه الي لقيمات صغيره وما ان يدخل الي ساحه الميضه ويصدر صوتا ننادي به الكلاب وسط الساحه وفجأه يخرج عكس المتوقع عشرات بل مئات من القطط مختلف الوانها واحجامها وجنسياتهالا ادري من اين اتت تلتف حول هذا الرجل في مشهد بديع لا يصدقه عقل تلفه في دائره مكتمله لا ادري كيف تكونت وانتظمت من حوله ويقف صامتا حتي تكتمل الدائره ثم يبدأ في التحدث اليها بكلمات مبهمه وغير مفهومه والقط صامته تصغي اليه وكأنها تفهم حديثه لها ثم يبدأ في توزيع الخبز عليها …والغريب في الامر ان القطط لا تتعارك علي الخبز وانما تأكل كل قطه نصيبها دون النظر الي غيرها …ويبقي معها يتحدث اليها وهي تأكل حتي اذا انتهي من حديثه وانتهت هي من طعامها اختفي الجميع من المكان لا أدري متي وكيف والي اين.. سألت الكثير عمن يكون واتفق الجميع علي انه من مجاذيب السيده او من دراويشهاولا يعلم احد من اين ياتي والي اين يذهب.حي عتيق ذو بريق يخطف الابصار ويبهر الزوار …..امام المسجد يقع واحدا من اجمل الاسبله المملوكيه الاثريه وخلفه يقع مجلس المعلم رفاعي اشهر الكبابجيه التاريخيين في القاهره والذي تفوقت شهرته علي شهره السبيل.
 واذا جعلت السبيل علي يمينك وبعده ببضع خطوات حاره صغيره تسمي (حاره منج)في نهايتها يقع بهابيتالسناري حيث كان يقيم به بعض علماء الحمله الفرنسيه وكان ايضا بها قنطره سميت باسم احد علماء الحمله الفرنسيه وهو كفرللي ولكن بذكاء ولماحيه المصريين اصبح اسمها( قنطره اللي كفر)ثم الاسم العربي الفصيح اصبحت (قنطره الذي كفر)تضمينا لرفض الاحتلال الفرنسي لمصر. يلي حاره مونج مباشره ألمدرسه السنيه الاعدادي الثانويه للبنات وهي اول مدرسه للبنات انشئت في مصر سنه 1873في عهد المظلوم دائما الخديوي اسماعيل وهي تحفه معماريه كعاده منشئات عصر الخديوي الفنان وباعث النهضه وحامل مشعل تحديث مصر .
ويقع امام المدرسه مباشره شارع المبتديان حيث يضم مبني (مؤسسه دار الهلال الصحفيه)وهي اقدم دار ثقافيه صحفيه مصريه عربيه تأسست سنه1892 علي يد جورجي زيدان احد الشوام رواد الصحافه في مصر.
قرب نهايه شارع المبتديان وبعد شريط مترو حلوان سابقا مترو الانفاق حاليا تقع مدرسه المنيره الاعداديه والتي شرفت بالدراسه بها طوال فتره سنوات الدراسه  الاعداديه.
وهنا اتوقف قليلا حيث مررت منذ فتره قليله علي المدرسه التي احمل لها كل الذكريات الجميله وهالني ما رأيت وصدمني 
حيث اكتظت المدرسه بالمباني والتي احتلت كل شبر بأرضها.
وأصف لك عزيزي المدرسه منذ حوالي 50 عاما…..
كان بالمدرسه مبنيين رئسيين للفصول الدراسيه مبني قديم عباره عن تحفه معماريه ومبني حديث يشوه المدرسه وبينهما ملعب كبير نصطف به لطابور الصباح يضم ملعب كبير لكره القدم وكره السله وكره الفولي بول ايضا….(.سيبك من الملعب لأنه اختفي تماما) وتعال الي الأجزاء المهمه الاخري.
مبني صغير من دور واحد يضم معامل العلوم والكيمياء مجهز بكل ما يحتاجه الطالب من ادوات واحواض ودسكات للتجارب.
جانبه مبني صغير من دورين عباره عن (اتيليه) (والله زمبئولك كدا) يضم مرسم وورشه نجاره فنيه وورشه لاعمال النحت والخزف واعمال الجبس وغيرها من الورش الخاصه بالفنون التشكيليه(أي والله العظيم تلاته وحياه اولادي) ..ولسه خد عندك.
مبني آخرعباره عن فيلا انيقه جدا علي غرار القصور في المدخل الرئيسي للمدرسه عباره عن مكتبه رائعه تضم المئات او الالاف من الكتب والمجلات والدوريات المبسطه اضافه الي اشهر القصص والكتب العالميه المبسطه للنشءنهايه بمجلات ميكي وسمير والسندبادفي الدور الثاني.
اما الدور الاول من المكتبه فكان للنشاط الموسيقي (أي والله موسيقي)وامام كل هذا حديقه صغيره جميله مزدانه بالازهار(اي والله ازهار) بالأضافه الي ذلك جزء صغير علي الجانب عباره عن حوض مياه صغير يتم فيه تربيه بعض البط والاوز لزوم الدراسه(تصدق).
نسيت ااقول انه كان هناك معمل كبير للتربيه الزراعيه ندرس فيه علي يد الاستاذ حسين رحمه الله حيا وميتا كل ما يتعلق بالزراعه والنبات لزوم الدراسه بالاضافه الي دراسه عمليه لكيفيه صناعه الشيكولاته والسمسميه والمربي وكم قمنا بعمل احلي شيكولاته وسمسميه وحمصيه ولا زلت اتقن عملها حتي الان (يعني الحمدلله في ايدي( صنعه محترمه) بافكر اعملها مشروع الان بعد المعاش ومن جسن حظي ان انتقلت من المنيره الاعداديه الي مصر الجديده الثانويه لأجد في استقبالي نفس مدير مدرستي الاعداديه المربي الفاضل محمد الغنيمي رحمه الله حيا وميتا لأتعلم منه ان مشكلتنا في مصر بالأساس مشكله اداره.
رحم الله كل من علمني حرفا في حياتي مدرسين ومدرسات احياءا
وفي رحاب الله وللتعليم والمعلمين حديث ذو شجون ان شاء الله.
اترك لكم التعليق ….واللهم اني صائم ورمضان كريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *