أخبار عاجلة

حسن الرشيدى يكتب… “حبس موسى..وترحيب حرب..!!”

قضية حبس الزميل الإعلامي أحمد موسي. لمدة عامين بناء علي حكم المحكمة.. نأمل أن تنتهي بالتصالح لأن الذي رفع القضية هو الدكتور أسامة الغزالي حرب. الكاتب الصحفي. ورئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار. الذي اتهم موسي بالسب والقذف في حقه.
الاثنان زميلان في مهنة الصحافة.. وكل زملاء المهنة يطالبون بإلغاء الحبس في جرائم النشر.. فكيف أطالب بإلغاء عقوبة الحبس في جرائم النشر.. وأقوم في ذات الوقت برفع دعوي تؤدي لحبس زميل صحفي وإعلامي؟!
بعض المطالبين ببقاء “الحبس” في جرائم النشر. يقولون إن الصحفي ليس علي “رأسه ريشة” رغم أن جرائم النشر لا تسري علي الصحفيين فحسب. وإنما علي كل مواطن يكتب أو ينشر في صحيفته.. أو أي وسيلة إعلامية.. فإذا كان إلغاء عقوبة الحبس في جرائم النشر يري البعض أنها “ميزة” فإن هذه “الميزة” يستفيد منها كل الناس. وليس الصحفي فقط.
الدكتور أسامة الغزالي حرب.. عبَّر عن ترحيبه بحكم المحكمة التي قضت بحبس أحمد موسي.. لأن الأخير قال كلاماً في برنامجه “علي مسئوليتي” بقناة صدي البلد.. اعتبره أسامة حرب سباً وقذفاً في حقه.. لأنه اتهم الغزالي بأنه يعمل ضد الدولة المصرية من خلال مقابلته لممثلين من إسرائيل. وأنه كان علي علاقة بنظام مبارك.
حرب رحَّب بالحكم قائلاً.. إنه لن يتنازل عن هذه القضية مهما كانت الأسباب لأن هذا الحكم انتصار لثورة 25 يناير. وقد تلقي الكثير من المكالمات التي تطالبه بعدم التصالح مع مَن أهان ثورة يناير. مؤكداً أن الشارع لن يحترمه إذا اتخذ قراراً بالتنازل.
في الحقيقة تمسك حرب بموقفه وإصراره علي عدم التنازل حتي يتم حبس موسي.. اتجاه غير صائب.. بل مخيف. لأنه يعني باختصار تشجيع بعض المتربصين بمهنة الصحافة.. علي التمسك ببقاء مواد الحبس في جرائم النشر.. خاصة أنه يجري حالياً إعداد التشريعات الإعلامية المتعلقة بتنظيم العمل الصحفي والإعلامي.. سواء المقروء أو المكتوب أو المسموع أو الإلكتروني.
المتربصون بالصحافة سيقولون: إذا كان الصحفي نفسه يريد حبس زميله إذا تطاول عليه. أو افتري عليه بسب أو قذف.. فكيف تحرمون الناس من عقوبة حبس الصحفي الذي يتطاول عليهم أو يسبهم. أو يسيء إليهم بأكاذيب وافتراءات تؤدي للتشهير بهم وتجريحهم والإساءة لسمعة أسرهم.
إن إصرار الدكتور أسامة حرب وتمسكه بعدم التصالح مع الزميل الصحفي والإعلامي أحمد موسي سوف يؤدي لإضعاف موقف الصحفيين والإعلاميين في معركتهم لإلغاء عقوبة الحبس في جرائم النشر.. فالصحفي لم يتحمل زميله عندما سبه أو أساء إليه.. فهل تطلبون من الآخرين أن يتحملوا السب والقذف ويقبلوا بعدم الحبس والاكتفاء بعقوبة توقيع غرامة مالية علي الجاني؟!
إنني ضد استخدام النشر في أي وسيلة صحفية وإعلامية للتشهير بأي شخص. أو تجريحه.. رغم انحيازي الكامل لحرية الصحافة.. وحق النقد. حتي لو كان قاسياً. لمحاربة الفساد وكشف الحقائق.. ولكن الحرية.. مسئولية.. وليست فوضي.. ولكل حرية ضوابط.. لأن حريتي لا تعني الاعتداء علي الآخر. وانتهاء حرمته الخاصة.. فحريتي يجب أن تدفعني لاحترام الآخر. وصون كرامته.
تصالح حرب مع موسي.. ضرورة حتمية.. حتي لا يكون “حرب” معبراً لحبس الصحفيين.. والإبقاء علي الحبس في جرائم النشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *