الأمم المتحدة تحيي اليوم الدولي لنيلسون مانديلا

حتفلت الجمعية العامة للأمم المتحدة بعيد ميلاد رئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا، الذي يعتبر رمز العدالة والمساواة العالمية.

وتكريما لهذه المناسبة، دعت المنظمة الدولية على لسان أمينها العام بان كي مون الناس في جميع أنحاء العالم إلى التطوع 67 دقيقة من وقتهم، أي ما يعادل عدد السنين التي أمضاها مانديلا في خدمة شعبه، لمساعدة مجتماعاتهم:

“هنا في نيويورك، يساعد موظفو الأمم المتحدة في بناء منازل تدمرت جراء إعصار ساندي. وفي أماكن أخرى عبر العالم ينخرط موظفو الأمم المتحدة في أنشطة تطوعية مختلفة بما في ذلك المساعدة في دور الأيتام وتنظيف الحدائق العامة وتنظيم ورش عمل للتدريب على الكمبيوتر. إن الروح الملهمة لهذا اليوم هي نشاط هام للناس ولكوكب الأرض. هذه هي أفضل وسيلة لتكريم رجل استثنائي يجسد أسمى قيم الإنسانية.”

الرئيس الأمريكي بيل كلينتون كان على قائمة المتحدثين في جلسة الجمعية العامة. ومن بين ما ذكره كلينتون أمام الحشد المهيب حادثة رواها له أحد الوزراء الأصدقاء عندما كان في مطار جوهنسبرغ يتلو كلمات ترحيب بالرئيس مانديلا. فقد شهد الوزير على محادثة بين مانديلا وطفلة جميلة شقراء ذات عيون زرقاء كانت يوم ذاك برفقة والدتها في المطار. وإليكم تفاصيل المحادثة على لسان بيل كلنتون:

“سلّم على الطفلة وقال “هل تعلمين من أنا؟”. قالت: “نعم، أنت السيد مانديلا، أنت رئيسي.” قال: “نعم وإنْ بقيتِ في المدرسة وعملتِ جاهدة، فقد تصبحين يوما ما رئيسة جنوب أفريقيا!” فكروا بهذا الأمر! لقد كان منديلا يتصور، بعد ثلاثمئة سنة من التمييز، بعد كل العنف والمعاناة الناجمة عن نظام الفصل العنصري، أنه يوما ما، ستنضج المصالحة لدرجة أن تتمكن الأقلية البيضاء من التنافس شرعيا على الرئاسة، إذا كانت قلوب وعقول المواطنين في المكان المناسب. تقريبا لا أحد قد يقول ذلك بالفطرة. لقد أراد أن نكون جميعُنا أحرارا.”

ومن بين المتحدثين الضيوف كان أندرو ملانغيني Mlangeni، البالغ من العمر أربعة وثمانين عاما والذي سجن جنبا إلى جنب مع نيلسون مانديلا في عام 1964 لمحاربتهما  نظام الفصل العنصري في البلاد. ملانغيني هو اليوم أحد أعضاء البرلمان في جنوب أفريقيا:

 
“لقد أصبح ماديبا رمزا للأمل في استعادة الكرامة والإنسانية المشتركة. بالنسبة للكثيرين في العالم، يمثل الرغبة من أجل عالم خال من العوز والتهميش والخوف.”

أما القس الأمريكي جيسي جاكسون، الذي كان لنشاطه على مر السنين -من أجل الحقوق المدنية جنبا إلى جنب مع مارتين لوثر كينغ، من أجل إلغاء الفصل العنصري، ومن أجل العدالة الاجتماعية في جميع أنحاء العالم – صدى عميقا في الأمم المتحدة، فقال:

“بفضل ماديبا، حين نقف على كتفيه نصبح أطول، وحين نتشارك رؤياه، نرى بشكل أفضل. إنه عملاق بين الرجال، يقف بين الشخصيات البارزة من الروح الإنسانية، أمثال الدكتور كينغ وغاندي. نحن لا ندري كم من الوقت سيبقى بيننا ولكن شكسبير قالها بالطريقة الأفضل: “عندما يموت، خذوه وقطعوه على شكل نجمات صغيرة، فإنه سيجعل وجه السماء جميلا جد لدرجة أن الجميع سيقع بحب الليل غير آبهين بالشمس المتوهجة.”

      

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *