أخبار عاجلة

مصر يا بهية … قريباً تكتمل اللوحة الفنية

اللوحة الفنية للوضع السياسي في مصر تتشكل بالعديد من الألوان  ، تتسارع فيها الاحداث وبصورة تراجيدية  تحيطها حالة من الغيوم ، والضباب ، حتى غدت أمام أعين المصريين والعالم أجمع  تحتاج إلى خطوط عريضة وملموسة وشفافة من أجل مستقبل هذا البلد الذى ظل طيلة السنوات الماضية مفعماً بالآلم يترقبه الأمل من شعاع نور الثورة .

نوعاً من الشرود الذهى والتخيل الفكرى أصاب المحللين والسياسين والبسطاء أنفسهم ، حول تفاقم الأحدث داخل اللوحة الفنية المصرية فالبعض يراه إنقلاباً والبعض الأخر يراه تغييراً ، وفى نفس الوقت يرى الأخرون ويحمل الإخوان بعض من  هذه الإضرابات التى تحدث فى مصر نتيجة لعدم خبرتهم الكافية فى إدارة البلاد من ناحية ،ومن ناحية أخرى غرورهم بأن معظم  الشارع المصرى سيقف جانبهم ، بالإضافة إلى فشلهم فى التقرب والمشاركة مع المعارضة والتحاول معها .

اللون الغريب فى تلك اللوحة هو دور المعارضة الذى إنعكس تماماً وتغير ، فإذا نظر المشاهد للوحة الفنية سيجد أن المعارضة  اتخذت منحى غريباً  ، يثير نوعاً من الدهشة والإستغراب ، وإذا دقق المشاهد فى هذا المنحى سيجد المعارضة نفسها هى من نادت بإسقاط حكم العسكر ، بسبب الآلم والمعاناة  المؤلمة التى عانها الشعب أجمع على يد هذه المؤسسة التى هى جزء من النظام الذى نادت المعارضة بإسقاطة .

الملفت للإنتباه فعلاً فى هذه اللوحة الفنية أن المعارضة تظهر فى لوحة فى موقف غريب يثير عديداً من التسأؤلات لدى المتمعن لتلك اللوحة وهو ، المطالبة والرضا التام وعن قناعة بل والترحيب بحكم العسكر الذى مازلت أصداء الهتافات تجلجل أرجاء المعمورة ” يسقط ..يسقط حكم العسكر “

الصورة تظهر فيها غرائب الأمور ، البعض يطالب بحكم العسكر بعد أن طالب بإسقاطه ، والبعض يهاجم العسكر ، ويصفه بالأسدى السورى ، والبعض يتهم البعض بالقتل ،وبعض القلوب إمتلأت بالكره والبعض الأخر فاض به الكيل والغيظ ، والبعض يرى أنه كلما مضى الوقت كلما تعقدت فيه الأمور ، وزادت التشرزمات ، أصبحت الفتنة هى الراية التى تعلو رؤوس الأشهاد ، وكأنها نيران تلتهم الأخصر واليابس .

هناك نقطة تكاد تتأرجح بها الألوان ، لا يستطيع الرسام تحديد مكانها ولا مستقرها حتى يضع لها موقفاً من الصورة ، وهو “حزب النور ” ومؤيده ، تقلبات تترك خلفها شظايا من الألوان الغريبة تكاد تلطخ الصورة كلها ، فى أول الأمر ينادون بتطبيق الشريعة مستقلين عن الإخوان ومرة يقفون جانبهم حاشدين البسطاء للمشاركة فى الإنتخابات ، وأخرى تجدهم يهاجمون تصرفات الإخوان ، وأحياناً يلجأون إلى التملق لكسب رضا الشعب على حساب الإخوان ، وفجأة تراهم يصتفون فى تظاهراتهم مهللين مصفقين ، ومرة تجدهم يتقاتلون معهم ضد العسكر ، مرة الخروج على الحاكم  لا يجوز ومرة يجوز ، والضرورات تُبيح المحظورات .تكاد ترى بعينك قوماً مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء .

الوضع فى مصر أصبح واضحاً ، ولكنه مُخيفاً ، فى وقت حققت فيه أيدى المخططات ما تريده فهى التى سكبت الكيروسين ، وأشعلت الثقاب ، والمحترقون هم المصريون ، بمختلف أحزابهم ، وأطيافهم .

لقد إمتلأت رياح الشر فى أرجاء البلاد حتى وصلت إلى قلب كل بيت مصرى ، فى وقت تناسى فيه الجميع أن الكل أصحاب قضية ، ولا يجوز بأى حال من ا لأحوال التفريط  فيها فهى قضية عرض وكرامة وطن .

المحلل والفنان المصرى الذى رسم مستقبل وتاريخ للعالم أجمع يرى أن اللوحة الفنية لا ينقُصها سوى الحب والتصالح والتصافح ، قبل أن تهبط على أرض مصر القوى الأجنبية لتساعد المصريين على قتل بعضهم البعض  بأيديهم .

على الجميع أن يلجأ إلى الحوار الفعال وليس العنف ، حتى تتكشف الصورة الضبابية وتظهر اللوحة الفنية المصرية للعالم أجمع وتؤكد للعالم أجمع  ، أن الشعب المصرى الذى أطاح بأكبر نظام ديكتاتورى على مستوى العالم هو نفسه الشعب القادر بإستطاعته إحتواء الأزمة والخروج منها على خير مؤكداً للبشرية كلها أن مصر “أم الدنيا ” .

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *