ما كنت أود أن أقف اليوم (بعد الثورة) لأطرح سؤالا من المفترض أن الدستور الذى خرج علينا من رحم الثورة، قد حدد الإجابة عليه فى العلاقة متعادلة الأطراف بين السلطة الأولى والسلطة الرابعة (الحكم والإعلام بكل وسائله)، على أساس ميثاق شرف يحفظ لكل منهما احترامه واستقلاليته وحريته المسئولة فى حدود القانون.
ولكنى وبعد ما أشاهده على الساحة من حرب الكل ضد الكل، مرغم لأسأل : هل يعتقد أحدكم أنه يليق بورثة ابن عباس وأبى حنيفة الذى جلس ليتولى القضاء فأبى، أن يأبوا على أنفسهم أو على الناس اليوم، بعد ثورة حررت العقول والأفواه، الاجتهاد بالقول أو بالرأى فى عمل من أعمال السلطة الحاكمة أو بطانتها! أو أن يحد أحد من استقلالية الإعلام فى الرأى بالتهديد والوعيد، وأن يستبيحوا الغرض الذاتى فى ما يعرف ” بخدمة الأمة ” وأن يتصدر أحدهم أين من كان للاستجواب عن المسئول وغير المسئول عن الأحداث الجارية فى الشارع المصرى الآن، وكأنه أقام فى خياله محكمة الآراء ليصدر الأحكام على من يخالفه الرأي. لا أشك بعد ذلك فى أن من يقول هذا القول واليوم بعد ثورة أتت لتسقط كل ذلك، من يستهين بأفكار الأمة بأسرها….