إبراهيم الصياد يكتب… ” إعلام الدولة ألى اين.. ؟

تأملات :
تحت عنوان إعلام الدولة الى أين نحو استراتيجية مستقبلية للإذاعة والتليفزيون نظمت الجامعة البريطانية في القاهرة يوم 27 نوفمبر الماضي مؤتمرا جاء في ظل الإجتهادات الحالية لإعادة هيكلة وتنظيم الإعلام المصري بحضور عدد كبير من الأكاديميين وخبراء الاعلام والمسئولين عن الإعلام الرسمي وقد وجهت لي الدعوة كي اكون أحد المتحدثين بالمؤتمر حيث أكدت أنه لاتوجد دولة في العالم ليس بها إعلام خدمة عامة وأنه لاغنى عن إعلام الدولة بإعتباره الضابط لآداء الإعلام حيث يتصدى لحالات الإنفلات الإعلامي الذي يعني الخروج على الوظيفة الاعلامية التي تنحصر في 3 مهام وكل مهمة لها محدداتها والخروج عنها هو الانفلات الذي نقصده وهذه المهام هي التثقيف أو الإنماء والإخبار والترفيه أوالترويح فقد يخرج التثقيف عن مساره الى نشر الافكار المتطرفة والخرافات والاخبار قد يؤدي الى التضليل ونشر الاخبار الكاذبة اما الترفية قد يؤدي الى الانحدار بالذوق العام ونشر الاسفاف وفي النهاية نصبح امام اعلام يزيف الوعي ويشوه صورة المجتمع كما قال احد الاصدقاء ساخرا(اعلام الترامادول) الذي يغيب الرأي العام من هنا اعلام الدولة هو الذي يعيد الاعلام الى مساره ويحافظ على النسق القيمي المجتمعي لكنه يعاني مشاكل تجعله عاجزا عن اداء وظيفته خاصة ونحن نستعد لإنشاء المجلس الأعلى للإعلام والصحافة وفقا للدستور فهل يستقيم ان يكون اعلام الدولة الممثل في اتحاد الاذاعة والتليفزيون وهو على هذه الحالة أن يصبح عضوا او جناحا فعالا في المنظومة الاعلامية الجديدة ؟ اذن لابد من حل كل مشكلاته أولا وهنا كان يجب عدم التسرع في الغاء وزارة الاعلام رغم أني من مؤيديي عدم وجودها ؟
إن مشكلات اتحاد الاذاعة والتليفزيون فنية ومالية وادارية ومنها انه محكوم بالقانون رقم 13 الذي يرجع الى عام 1979 منذ كان التليفزيون المصري أبيض وأسود وأسمه التليفزيون العربي وارى ان مشكلة اتحاد الاذاعة والتليفزيون تتمثل عموما في عدم الإستغلال الأمثل للموارد المادية والبشرية وعجبت من خبر منشور ومنسوب لمصدر حكومي أنه في النية وقف التعيينات وتقليل الميزانية في لحظة نريد تطوير إعلام الدولة وأشرت الى ضرورة وجود ادارة رشيدة و فكرا ماليا واداريا يتلائم مع طبيعة وظيفة الاعلام التي تعتمد على الابداع والخلق والابتكار .
وأتصور انه اذا تعاملت اللجان المعنية باعادة هيكلة الاتحاد بواقعية مع هذه المشكلات يمكن أن نضع حلولا عملية لهذه المشكلات بشرط أن تقف الدولة إلى جانبه من هنا يجب ان يصبح اعلام الدولة قويا وليس معنى ذلك ان يكون اعلاما حكوميا او سلطويا وظيفته التهليل والتطبيل للحكومة وتلميع المسئولين واعتقد ان هذا فهم خاطئ لاعلام الدولة وللاسف كثير من المسئولين يتصورون انه كذلك ونرى ان مهمته تثمين الايجابيات وكشف السلبيات بشكل متوازن إذن إن فهم دور إعلام الدولة هو في صالح الحكومة طالما انها تعمل من اجل الصالح العام حتى ولو نوقشت سلبياتها وحذرت من النفاق حيث ان البعض يستهوية المديح الدائم فهذا يعتبر نفاقا وهو المقدمة الاولى للفساد وان على الحكومة مساعدة اعلام الدولة للنهوض من كبوته ولا تحمله اكثر من طاقته ولابد من التطلع الى المستقبل بعيون متفاءلة خاصة ان الرئيس عبد الفتاح السيسي يعي تماما دور الإعلام في تشكيل الوعي وندعوه أن يعطي إعلام الدولة اهتماما خاصا لانه إعلام الخدمة العامة ويعد الواجهة الرسمية التي يمكن من خلالها تقويم آداء الدولة بكل مؤسساتها واكدت في الختام على ان إعلام الدولة ليس منبرا لتصفية الحسابات الشخصية او تلميع هذا او ذاك او نافذة للإثارة وتجريف وعي المتلقي إن إعلام الدولة من خلال قنواته التليفزيونية وشبكاته الاذاعية مرآة عاكسه لهموم وطموحات وطن بأكمله بلا تهويل او تهوين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *