خطبة الجمعة بالدقهلية : لابد أن نفرق بين الإسلاميين والإسلامويين

قال الشيخ “نشأت زارع” خطيب وإمام مسجد بقرية سنفا التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، أن الله خلق الإنسان لمهمة مقدسة، ودعا الاسلام ابنائه الى عبادة الله وتزكية النفس وعمارة الارض كما قال القران العظيم “هو انشأكم من الارض واستعمركم فيها”، مضيفاً اى طلب منكم عمارتها فمن اعظم صور العبادة عمارة الارض والتنمية والانتاج والعمل ونفع البشرية وهذا هو التدين العملى وليس الشكلى والسطحى.

وأكد أن مقابل ذلك نهى الاسلام عن الفساد والافساد فى الارض لانه ضد عمارة الارض والتنمية والبناء والنفع العام فقال تعالى “ولاتفسدوا فى الارض بعد اصلاحها”، وصور الإفساد فى الارض متعددة منها افساد بالقول وافساد بالفعل –افساد القول مثل الفكر المنحرف، مضيفاً واما الافساد بالفعل المؤمرات التى تحاك ضد بلادنا فى الداخل وفى الخارج.

وأشار زارع خاصة جيشنا العظيم الذى يقف حائطا منيعا ضد كل الارهابيين الذين يريدون اسقاط الدولة فيقدمون ارواحهم فداء للوطن، مشيراً ومن صور الافساد ايضا تلك الدعوات الهدامة التى تدعو للخروج ورفع المصاحف يوم 28 نوفمبر كما فعل الخوارج من قبل ورفعوا المصاحف على اسنة الرماح ونقول لهم كما قال لهم سيدنا على من قبل “كلمة حق يراد بها باطل”، فما اشبه الليلة بالبارحة لقد صنع الخوارج هذا الصنيع وخرجوا على سيدنا على وكانت فتنة عظيمة سفكت الدماء ونهبت الاموال وتحول رفع المصحف الى رفع السيوف وقتل الامنين.

وأشار أن دائما هذه هى صناعة المفلس استخدام الدين والضحك على البسطاء ان القضية هى ضياع الدين وهم كاذبون فلم تغلق المساجد كما كذبوا ولم تلغى مادة الدين ولم يمنع اذان الفجر ولكنها التجارة بالدين والتى لم تعد تنطلى على احد .

وأضاف زارع لأننا لو نظرنا الى البلاد المجاورة والتى انتشر فيها العنف والقتل والخراب والتشريد وكان لجماعات الاسلام السياسي دور فى ذلك .فان علينا واجب بل واجبات لحفظ اغلى مانملك وهو الوطن واستقراره فاعظم نعمة اليوم ان تعيش فى وطن امن ولا تستمتع لهذه الدعوات الباطلة الذين يضحكون بها على الناس ويقولون ثورة اسلامية وما هى باسلامية وانما ثورة خوارج ثورة دواعش ثورة مارقين ثورة مرتزقة.

وتابع خطيب الجمعة بالدقهلية، اقرأوا التاريخ ومن باب فذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ماهو التنظيم السرى الذى قتل المستشار الخازندار ورئيس الورراء النقراشي واحمد ماهر وتفجير حارة اليهود ومحكمة باب الخلق ومحلات شيكوريل وبنزايون والشركة الشرقية ومحاولة تفجير مكتب النائب العام فى الاربعينات والخمسينات ومن الذى حاول اغتيال الرئيس “جمال عبد الناصر” وكله بإسم الدين وهو صراع سياسي الهدف منه السلطة.

وأكد زارع من الذى قتل الشيخ الذهبى وقتل الرئيس السادات وقتل المفكر فرج فودة ونهب محلات الذهب للاقباط وقتل جنود الفنية العسكرية وكله باسم الدين، مضيفا ومن الذى قتل ويقتل جنودنا ويزرع القنابل فى القطارات والشوارع وكله باسم الدين.

وناشد زارع المواطنين أنه لابد ان نفرق بين الاسلام والاسلامويين او من يقتلون باسم الدين الاسلام برىء منهم و يحرم ويجرم كل هذا العنف وهؤلاء اساءوا وشوهوا صورة الاسلام السمح الذى يقبل التعايش والتعارف وتبادل المنافع مع كل الاديان بسلام كما قال “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم”، ولكن للاسف جماعات الفتنة فى كل وقت تحول دون حتى التعايش السلمى مع اهل البلد الواحد لاختلاف الراى السياسى.

وقال ياليتهم اذا حكموا يستطيعون قيادة البلاد بكفاءة واقتدار ولكنى دائما اقول لو سلموا سويسرا الى جماعات الاسلام السياسى ليحكموها لجعلوها الصومال فى خلال سنة واحدة، مضيفاً فهاهى داعش واخواتها لاتجيد الا جز الرؤس واغتصاب النساء واعادة البلاد الى عصور الظلام والجوارى وهاهى بيت المقدس تتفنن فى الاجرام والقتل وغيرهم فى ليبيا ممن يطلقون على انفسهم انصار الشريعة انها اسماء على غير مسمى فهم يساعدون فى اسقاط بلاد المسلمين خدمة لاعدائها سواء علموا او جهلوا.

وإختتم زارع خطبته، أن هذه ليست ثورة اسلامية لان مقاصد الاسلام حفظ النفس وحفظ الدين وحفظ العقل والعرض وهذه دعوات هدامة يراد منها جر البلاد لتقع فى العنف والارهاب واسقاط الدولة ودخول الدواعش الانجاس من كل مكان الى ارض مصر الطاهرة ..فلايخدعوكم برفع المصاحف كما رفعها الخوارج من قبل وسفكوا الدماء وقتلوا سيدنا على وكانت فتنة عظيمة فى تاريخنا الاسلامى .

وقال أن الاسلام يقبل الحوار والاختلاف والتعايش مع الاخر والجدال بالتى هى احسن مع الحفاظ على الثوابت ..واذا كان الاسلام يقبل التعايش مع الاخر المختلف معى فى الدين فما بالك باهل الدين الواحد ومع ذلك لايستطيعون التعايش مع بعض “لو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولايزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم”، أنها مأساة ان تصل بلاد المسلمين الى هذا العنف والقتل والفقر باسم تطبيق الشريعة .

وأفاد زارع أن الاسلام ايضا من قواعده ان درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وهذه دعوات للمفاسد واسقاط الوطن خدمة للاعداء عن طريق خدعة رفع المصاحف وان شاء الله يحفظ مصر من عبث العابثين وتخطيط الماكرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *