أخبار عاجلة

إبراهيم الصياد يكتب… ” الإعلام بين التعتيم والتنوير.. !! “

تأملات :

هناك مساحة رمادية بين النور والظلام بين المعرفة والجهل بين الحق والباطل يحاول البعض جر الإعلام اليها في محاولة لتجميل الواقع على اساس انه ليس في الامكان افضل مما كان او دعنا نقول تسجيل حالة اللا موقف وتوصيفها بالحيادية اعتقد انه اذا كان هذا مقبولا في ظل احادية الرأي فان الامر مختلف في ظل التعددية السياسية والاجتماعية و في ظل التنافس بين الفضائيات وفي اطار ما يسمى عولمة الاعلام ومن ثم لامكان لكلمة التعتيم في الرسالة الاعلامية بل في الواقع دور الاعلام اساسا هو انه يصبح وسيلة مشروعة للمعرفة ومن حق المتلقي ان يعرف ويعلم ويتفاعل مع الاحداث واذا كنا القصد بالتعتيم عدم القاء الضوء على حدث قد يكشف فساد شخص ما او مؤسسة ما فإني اقول ان مثل هذا الفعل يعتبر جريمة في حق جماهير المتلقين وحق المجتمع لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس و مماشك فيه ان الاعلام خاصة المرئي والمقروء يؤدي دورا مهما للوقوف الى جانب الحق بغض النظر عن من هم اصحاب هذا الحق وفي السياق نفسه في ظل تعدد مصادر الأخبار ووجود مصادر غير موثوق منها من الاهمية بمكان التريث وتدقيق الخبر و إعمال قاعدة في مدرسة ال BBC ( من الافضل ان اكون الثاني واقدم خبرا صحيحا على ان اكون الاول واقدم خبرا كاذبا ) وقد تعلمنا أيضا انه من الافضل عدم اذاعة الخبر الذي تجلب اذاعته المشكلات او بعباره اخرى المشكلات المترتبة على عدم اذاعة خبر غير موثوق منه اقل من المشكلات المترتبه على اذاعته دون تدقيق وهنا تأتي مهمة المحرر المسؤول ويقاس نجاحة بقدرته على التمييز والإختيار بين مئات القصص الاخبارية يوميا ويقوم بترتيبها حسب سلم أولوية خضوع الخبر للمعايير المهنية وهي ان يكون الخبر جديدا وغير عادي و مثيرا وضخما ويهم المتلقي بعد ذلك يعمل المحرر قاعدة او قيمة المحاسبة بسؤال نفسه هل الحدث الذي يخضع للمعايير الاخبارية يفيد بان يقدم قدرا واضحا من المعرفة والحقائق يصبح من الصعب تجنب هذا الحدث او التعتيم عليه ؟ من هنا يمكن القول ان المكاشفة وتقديم الحقائق للمتلقي تساعد متخذ القرار على التعامل مع الواقع ودراسة الخيارات المطروحة من الجانب الاعلامي لكن ليس معنى ان كشف بؤرة فساد او مشكله اخر العالم بل العكس ان مثل هذا العمل يساعد المسؤول على تصحيح مساره طالما انه ليس طرفا في هذه المشكلة او متورطا في ذلك الفساد وفي الوقت نفسه يجب الا يستخدم الاعلام لتصفية الحسابات بين الاشخاص فقد اصبح المتلقي من الذكاء بحيث في امكانه التمييز بين المدافع عن الحقيقة والمدافع عن المواقف الشخصية الاول لا يخاف في قول الحق لومة لائم والثاني له مصالحه واهدافه الخاصة لقد اصبح لدى المتلقي القدرة على التمييز بين من يستخدم الوسيلة الاعلامية للهدم والآخر الذي يستخدمها للبناء ولابد ان نشير الى ان محتوى البرامج في قنواتنا تحتاج الى مراجعة واعادة نظر فهناك من يتعامل فقط مع النصف الفارغ من الكوب ويصر على النظر الى الواقع من خلال منظار اسود ففي اعتقادي ان هناك الكثير من القصص والاحداث في مجتمعنا التي تدعونا الى الفخر و الالتفاف حول علم الوطن ليكون عاملا محفزا على العمل والانتاج بعبارة اخرى ان التوازن القاعدة الذهبية لانقاذ الرسالة الاعلامية والانتقال بها آفاق التنوير وهو بيت القصيد حيث ان إعمال العقل في مواجهة الخرافات والتمسك بالعلم في مواجهة الجهل يحقق الهدف الاساسي من التفاعل بين الوسيط الاعلامي والمتلقي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *