أخبار عاجلة

التاريخ يعيد نفسه في عين العرب !!

 تأملات: 

في التاسع والعشرين  من اكتوبر الحالي يمر 58 عاما على بدء العدوان الثلاثي على مصر متمثلا في الهجوم على  مدينة بورسعيد المعروف ايضا في ادبيات العلوم السياسية بحرب السويس وكان التاريخ يعيد نفسة بلا استنساخ فتطورات الاحداث في منطقة عين العرب المسماه “كوباني” على الحدود التركية السورية تؤكد ان ثمة اتفاق بين نظام اردوغان و المليشيات الإرهابية المسلحة التي تنسب نفسها الى الإسلام زورا وبهتانا والإسلام منهم براء وهذا الاتفاق التركي الداعشي يمثل حلقة في المخطط الاردوغاني لصنع دور اقليمي جديد يذكره بدور اجداده العثمانيين  في القرنين  الثامن عشر والتاسع عشر ومن لا يقرأ التاريخ بعناية يقع في اشكالية الخلط بين الماضي والحاضر وبالتالي يفقد بوصلة حركته لرسم مستقبله وهذا ما فعله هذا اردوغان ببلاده ولهذا تحاول تركيا حصار كوباني فتجعل سكانها من الاكراد  يقفون والارهابيون من أمامهم والأتراك من ورائهم ويقايض اردوغان الشعب الكردي بان يمد له يد العون مقابل السماح للقوات التركية بدخول المدينة الحدودية في مقدمة واضحة لتدخل عسكري تركي في سوريا العربية تحت زعم اسقاط نظام بشار الاسد وهي خطوة تتفق و السياسة اللامريكية تجاه الاوضاع في سوريا ولكن الشعب السوري في عين العرب يرفض مقايضة اردوغان ويصر على مقاومة مليشيات داعش ونتيجة لهذا تعلن السلطات الامريكية انها لا تستطيع توجية ضربات جوية لداعش في عين العرب لان ذلك قد لا يفرق بين الارهابيين وسكان المدينة وكأن التكنولوجيا العسكرية الامريكية المتقدمة غير قادرة على معرفة اماكن وجود المليشيات الارهابية ويعدم وسيلة التفرقة بين المدنيين وغير المدنيين وبالتالي يصبح هناك مبرر لدى الامريكان لقتل بعض من الاكراد هناك ومن ثم اضعاف معنوياتهم في مواجهة الارهاب الداعشي ما يعزز خطة اردوغان اذن نحن امام عدوان ثلاثي جديد على عين العرب يترجم مؤامرة  تركية امريكية داعشية  وهنا عندما تطلب واشنطن من مصر الانضمام الى التحالف الدولي ضد مليشيات داعش لابد ان يتوقف صانع القرار المصري ويتأنى قبل الرد على الولايات المتحدة  من الطبيعي ان تقف مصر ضد الارهاب لانها تحارب الارهاب قبل ان تفكر امريكا في هذا التحالف وأليس الارهاب في سيناء جزء من منظومة الارهاب الدولي ؟ وعليه نتساءل لماذا لم تتحرك الادارة الامريكية وتنشط لمحاربة الارهاب الا عندما تفشى الارهاب الداعشي في العراق وانتقل الى سوريا ؟ ثم لابد ان نقول ان محاربة الارهاب يحتاج الى ادوات وسلاح وعتاد وطالما ان الولايات المتحدة تقود تحالفا ضد الارهاب فيجب ان تجهز لذلك وألا تكون المواجهة في منطقة دون اخرى لأن مواجهة الارهاب لا تتجزأ من هنا لابد ان يكون القرار المصري مرتبطا بالمصلحة العليا للدولة المصرية فلا تظن واشنطن او انقره او اي من كان ان القرار المصري يمكن التأثير عليه فان احد انجازات ثورة ال30 من يونية استقلال القرار الوطني وتحرير ارادة المصريين وعلية لا اتصور ان تكون مصر شريكة في العدوان الثلاثي على عين العرب تحت مسمى التحالف الدولي لمحاربة ارهاب داعش وفي الوقت نفسه لابد ان نقر حقيقة اعتقد ان  صانع القرار المصري يدركها جيدا ان الاستمرار في دفع فواتير الغير امر لاينطلي على الشعب المصري الذي وعى الدرس منذ حرب الخليج الاولى والثانية  من هنا نؤكد ان الواقع  اصبح مختلفا وما يمكن قبوله من قبل يصبح قيد النقاش اليوم حيث ان القبول او الرفض سيكون اساسه مصلحة الوطن !! 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *