أخبار عاجلة

إبراهيم الصياد يكتب… “السادات وخدعة حرب اكتوبر..”

نظرة تأمل :
في الفترة السابقة لحرب اكتوبر كنت في السنة الثانية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة وكانت الجامعة والوسط الطلابي ترمومتر حالة القلق التي يعيشها الشعب المصري كله وتحديدا منذ 1972 عندما ترددت عبارات زادت من إحباط الجبهة الداخلية فما بالكم من الموجودين على خط النار مثل ( اللاسلم واللاحرب ) وان عام 72 هو عام الضباب الذي جاء نتيجة الحرب بين الهند وباكستان و اندلعت مظاهرات بالجامعة رافضة محاولات تكريس الأمر الواقع واستمرار أمد الانتظار الامر الذي مثل ضغطا متزايدا على الرئيس انور السادات الذي من حسن حظه في ذلك الوقت ان الاعلام لم يكن فضائيا وبالتالي تأثيره اقل ولايوجد ما يحث على الحشد والتحريض وتضخيم الأحداث كان الاعلام في ذاك الوقت اقرب ما يكون للارشاد والتعبئة والرآي الواحد المتمثل فيما تريده سلطة الحكم ولكن الحركة الطلابية تحديدا في جامعة القاهرة لم تقتنع بمبررات تأجيل إستعادة الارض وتحرير سيناء وبعد 41 مرور عاما على حرب اكتوبر نؤكد ان كل ما طرح من مبررات لتأجيل المعركة كان (مقصودا ) للتغطية او بالأحرى التعتيم على عمل عظيم يجري التخطيط له في صمت تام وتحمل الرأي العام تبعات هذا التعتيم وجاء استمرار حالة الغليان الشعبي متزامنا مع رؤية السادات في عدم الافصاح عن حقيقة الوضع القتالي للقوات المسلحة ما أدى الى وقوع العدو في شرك الإسترخاء ولم تساعده تقارير الاستخبارات التي ترد اليه يوميا من واشنطن والعواصم الغربية حول حالة الجبهة العسكرية بين مصر واسرائيل في كشف عملية الاستعداد للحرب على الجبهة المصرية ولم تكن جبهة الجولان في سوريا مختلفة من حيث الهدوء والصمت ولو كان اعلام 73 مثل اعلام اليوم فلنا ان نتخيل ماذا كان سيحدث من تهييج للجبهة الداخلية ولكن يبدو ان لكل ايام رجالها فان شخصية السادات لا تتفق مع هذا النوع من الاعلام الذي نعيشة اليوم وان كنت ارى ان صورة التموية على العدو كانت ستكون اكثر حبكة مما كانت عليه حينذاك ولهذا كانت 6 حرب اكتوبر مفاجأة للجميع في الداخل والخارج وكما يقولون الحرب خدعة فقد نجح انور السادات في ان يخدع الجميع ويحقق عنصر المباغتة فجاء صباح يوم السبت السادس من اكتوبر عام 1973 هادئا وتوجه الناس الى اعمالهم ولم يكن يبدو في الأفق اي شئ غير عادي و على الجانب الآخر كانت اسرائيل في يوم العطلة الاسبوعية التي تزامنت مع الاحتفال بأحد اعيادهم الدينية وهو يوم الغفران او كيبور وعند دقت الساعة 1400 بدأت الضربات الجوية الاولى بشكل مفاجئ وغير متوقع من حيث التوقيت والحجم اعقبها قصف مركز بالمدفعية على طول خط القناة ثم بدأت الموجات الاولى للعبور وفتح سلاح المهندسين الثغرات في خط بارليف الذي وصفه الاعلام الاسرائيلي بانه لن يقتحم ولا حتى بالقنابل الذرية فجرى اقتحامه وتفجيره بالمياه وخلال ساعات قليلة ظهر للعالم كله الموقف مصر بدأت معركة التحرير وفي الجبهة السورية تحرك السوريون لمواجهة العدو على نفس النسق ولاشك ان هناك وثائق عن حرب اكتوبر لم تكشف بعد توضح ابعاد قرار الحرب رغم الضغط والغليان الشعبي وكيف لم يؤثر ذلك على معنويات المقاتلين على خط النار الذين اذهلوا العالم لحظة العبور ؟ لحظة نقلت المشهد من غياهب الهزيمة الى فرحة الانتصار حيث ترددت في الآفاق عبارة واحدة ” الله اكبر ” كان لها فعل السحر في النفوس وفي يقيني انها كانت كلمة السر لنصر اكتوبر المجيد !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *