أخبار عاجلة

تامر جلهوم يكتب… “صفقة مع الحب البارد..”

الحب هو أن تشعر براحة عندما تتحدث مع من تحب؟ فهل الحب هو أن تتلاشى ألامك وجراحك عندما تنظر إلى من تحب؟ أم الحب هو أن تخاف على من تحب حتى من نفسك؟ أم هو ألا ترى أى عيوب فى شخصية من تحب؟ أم الحب هو أن ترى من تحبه أجمل شخص فى الكون؟ أم الحب هو أن تكون قادراً وبدون تردد أن تقف أمام من تحب عندما يأتى خطراً مميتاً يستهدفه؟ أم هو ألا تعطى أى أهتمام إلى حديث كل من حولك وتستمع فقط إلى حديث قلبك؟ أم هو أن تسامح من تحب وبلا تفكير أو تردد وذلك إذا أخطأ أو إذا جرح قلبك بدون قصد أو تعمد؟ وهل الحب يحمل معنى أسمى من ذلك بكثير ولا تستطيع أى كلمات أن تصفه الوصف الذى يستحقه؟ ولكن السؤال الذى يشغل بالى أكثر هل الحب موجود بالفعل أم أنه مجرد وهم فى خيال العشاق فقط وأنه ليس على أرض الواقع؟ فأننى بدأت أشعر أن الحب عزيز المنال وليس من السهل أبداً أن يجده المرء أو أن يتمتع بالشعور به لأن الذى يحدث هذه الأيام ليس حب على الإطلاق بل هو أى شىء أخر غير الحب فهو أبعد مايكون عن التسامح والراحة النفسية والتغاضى عن العيوب وهى أحدى معانى الحب…!!!!!.فما أصعب أن تبقى حائراً مابين ((قلبك))و((عقلك)) و((ضميرك)) إلى أن يمر العمر فلا العقل يقنعك ولا القلب ينصفك ولا ضميرك يريحك !!!هذا هو ما نعيشه الاَن عزيزى القارىء فلا تتعجب…!!!!.
فلو سألني أحدكم؟؟.. ما هي علامات الحب و ما شواهده لقلت بلا تردد أن يكون القرب من المحبوبة أشبه بالجلوس في التكييف في يوم شديد الحرارة و أشبه بإستشعار الدفء في يوم بارد ولقلت هي الألفة ورفع الكلفة و أن تجد نفسك في غير حاجة إلى الكذب وأن يرفع الحرج بينكما فترى نفسك تتصرف على طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئاً آخر لتعجبها وأن تصمتا أنتما الإثنان فيحلو الصمت وأن يتكلم أحدكما فيحلو الإصغاء وأن تكون الحياة معاً هي مطلب كل منكما قبل النوم معاًو ألا يطفئ الفراش هذه الأشواق ولايورث الملل ولا الضجر و إنما يورث الراحة و المودة و الصداقة وأن تخلو العلاقة من التشنج و العصبية و العناد و الكبرياء الفارغ و الغيرة السخيفة و الشك الأحمق و الرغبة في التسلط فكل هذه الأشياء من علامات الأنانية و حب النفس و ليست من علامات حب الآخر وأن تكون السكينة و الأمان و الطمأنينة هي الحالة النفسية كلما ألتقيتماوألايطول بينكما العتاب و لا يجد أحدكما حاجة إلى إعتذار الآخر عند الخطأ وإنما تكون السماحة و العفو وحسن الفهم هي القاعدة و ألا تشبع أيكما قبلة أو عناق أو أي مزاولة جنسية و لا تعود لكما راحة إلا في الحياة معاً و المسيرة معاً ذلك هو الحب الحقيقى فأننى أتسأل؟؟؟؟
هل أصبحنانعيش في زمن الحب البارد ؟؟؟؟
هل صحيح أن الحب برد في عروقنا ؟
وهل صحيح أن ناره أصبحت برداً وسلاماً ؟
وهل تحول الجمر الذي يحرق العشاق إلى رماد ؟
وهل صار السهر بسبب الحبيب سهر الهواتف فقط ؟
وهل أصبحت الأشواق عبارة عن سلعة جاهزة تقدم حين الطلب ؟
وهل ضاع سحر القمر حتى يهجره العشاق ؟
فمن الذي اغتال الرومانسية في أيامنا هذه ؟
ولماذا قل الصدق والإخلاص في الحب عند البعض ؟ومن السبب في ذلك ؟
فهل نحن أم الظروف وهل ذنبنا أننا خلقنا في هذا الزمن ؟!
وهل ذنب الرجال أن أكثر النساء أصبحهن لا يعتمدن عليهن في كثير من الأمور ؟.
فهل مات الحب ولم يعد له وجود ؟ !!
بالتأكيد لا لم يمت فهو موجود وإذا قلنا أن هناك الكثير ممن لا يؤمن بوجوده فهناك أيضاً الكثير ممن يخالفونه بذلك فهو موجود في كل مكان وزمان ولا يمكن أن تعمم تجربة أحد على موضوع كبير كالحب سوا ء أكانت ناجحة أو فاشلة لأن لكل قصة من قصص الحب ظروف ومعطيات خاصة بها فالحب موجود وأجمل ما فيه كما هو معلوم عذابه وناره لأنه يحسسك بطعم الحب ومعناه ولكنه برد اليوم قليلاً ومع هذا سيبقى مادام أن هناك قلوباً تنبض بالصدق فالحب توفيق إلهي و ليس ثمرة إجتهاد شخصي وهو نتيجة أنسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر و نفوس متآلفة متراحمة بالفطرة وشرط حدوثه أن تكون النفوس خيرة أصلاً جميلةأصلاً و إذا لم تكن النفوس خيرة فإنها لا تستطيع أن تعطي فهي أصلاً فقيرة مظلمة ليس عندها ما تعطيه فلا يجتمع الحب والجريمة إلا في الأفلام العربية السخيفة المفتعلةوما يسمونه الحب في تلك الأفلام هو في حقيقته شهوات و رغبات حيوانية و نفوس مجرمة تتستر بالحب لتصل إلى أغراضها أما الحب فهو قرين السلام و الأمان و السكينة و هو ريح من الجنة أما الذي نراه في الأفلام فهو نفث الجحيم و إذا لم يكن هذا الحب قد صادفكم و إذا لم يصادفكم منه شيء في حياتكم فالسبب أنكم لستم خيرين أصلاً فالطيور على أشكالها تقع و المجرم يتداعى حوله المجرمون و الخير الفاضل يقع على شاكلته وعدل الله لايتخلف فلا تلوموا النصيب و القدر و الحظ و إنما لوموا أنفسكم.
وفى النهاية أتسأل هل برد الحب في عروقنا ؟أم لا؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *