أخبار عاجلة

محمد يوسف العزيزي يكتب… ” النخب المزيفة.. !! “

عمار يا مصر

( النخب المزيفة.. تهدد الجمهورية الثالثة ) عنوان الملف الذي قدمته الزميلة جمالات يونس علي صفحات الجمهورية عدد الاثنين الماضي.. في مقدمة الملف كتبت الزميلة ( الحقيقة الثابتة أن التاريخ تصنعه النخب الصادقة , وأن الوطن إذا امتلك نخبا واعية مثقفة وطنية بالدرجة الأولي قطع خطوات واسعة للأمام لأن الجماهير تثق وتعمل في نفس الاتجاه .. حدث ذلك أيام محمد علي وجمال عبد الناصر .. توحدت الناس مع فكر القائد فكانت الطفرة ويحدث الآن مع عبد الفتاح السيسي الذي اختارته الجماهير قبل ذهابها للصناديق لأنها آمنت أنه قائد الجمهورية الثالثة نحو لم شمل الوطن وتطهيره من عصابات المصالح والخيانة , وبينما يقدم الرجل نفسه بفكر جديد قوامه الاصطفاف الشعبي ومصالح البسطاء ومحدودي الدخل تتضافر النخب المزيفة التي اختطفت الوطن علي مدي السنوات السابقة تريد إعادة إنتاج أزمنة مضت بفسادها ورقصها علي جثة الشعب والوطن )
الحقيقة أن الملف تناول بجرأة شديدة أزمة النخبة التي تهدد بحق الجمهورية الثالثة تلك الجمهورية التي مهد لها ودفع في الوصول إليها الشعب المصري بكل فئاته وتنويعاته وما اصطلح علي تسميتهم بحزب الكنبة والأغلبية الصامتة التي كانت النخبة تتندر عليها وتصفها بالجمود والسلبية وهي لا تدري – النخبة – أنها تمارس التضليل السياسي علي الشعب باعتبار أنها الطليعة وهي في الحقيقة لا تعرف غير تحقيق مصالحها الذاتية في أن تكون كريمة طبقة المنتفعين وواجهة المجتمع السياسي وأصحاب الحق في التهام تورتة الوطن , ودعونا نعيد قراءة بعض المشاهد من جديد ..
في 30 يونيو كانت النخبة تبحث عن حل للأزمة السياسية التي دخلت إليها البلاد , وظلت تلف وتدور حول نفسها وحول غيرها وتتقدم خطوة وتتراجع خطوات خشية أن تفقد شيئا من مكاسبها وخشية أن تنهار تحالفاتها فإذا بالشعب يسبقها بخطوات ويستجمع قواه الذاتية عندما شعر بالخطر يهدد دولته الوطنية ويشوه شخصيته الحضارية فنزل الميادين بالملايين رافضا لحكم الإخوان الذي كانت النخبة تستجدي بعض فتات مائدته !! , وعندما ظهرت الصورة جلية هرولت النخبة خلف الشعب لتلحق به وتكون جزءا من الصورة الكبيرة لثورة الشعب.
في 3 يوليو ورغم دخول الأزمة حيز الإنذارات من الجيش للسلطة للبحث فورا عن حل للأزمة حتى تتجنب البلاد حربا أهلية واقتتال صمم الشعب علي التواجد بالشوارع والميادين حتى الوصول إلي هدف إزاحة هذا الحكم من السلطة , ولحقت النخبة أيضا به لتكون في الصورة .
في 26 يوليو خاطب القائد العام وزير الدفاع الشعب وطلب منه النزول للتأكيد علي إجراءات 3 يوليو وخارطة المستقبل ولم يخاطب النخبة التي تشغلها الحسابات الذاتية أكثر من الوطن فنزلت الجماهير في شكل غير مسبوق لأكبر تعبئة شعبية في زمن قياسي لم يتجاوز 36 ساعة .
في انتخابات الرئاسة شحذت النخبة من أحزاب وقوي سياسية وائتلافات ثورية وأهلية وحقوقية همتها , وأشهرت سيوفها ولبست دروعها وأعلنت وقوفها إلي جانب المرشح الرئاسي صباحي تدعمه بالخطاب الثوري وبالتواجد في لجان التصويت وبالتأكيد علي مشروعه وبرنامجه الرئاسي , ثم جاءت النتيجة كما نعلم جميعا , وظهر جليا حجم النخبة السياسية والحزبية من حيث العدد والتأثير في الناس !! وكان جليا حجم التزييف الذي روجت له النخبة خلال السنوات الماضية منذ يناير 2011 وحتى الآن وكيف فشلت أدواتها التي تستخدمها للتأثير علي الناس وفي الناس.
أدرك المواطن البسيط أن شعارات حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية هي شعارات حق أرادت النخبة بها باطل فهي تدافع عن حقوق البعض دون البعض الآخر وعن شباب السبوبة دون شباب مصر الذي لا يرفع صوته بالشكوى عاليا , وتدافع عن حرية أعضائها وعن بعض المسجونين في قضايا قيد التحقيق وأمام القضاء دون البعض الآخر من عامة الشعب , وهي ترفع الديمقراطية شعار لا تطبقه علي نفسها في أحزابها وائتلافاتها وتكتلاتها لذلك نري الانهيارات المتلاحقة في الأحزاب والتكتلات والائتلافات التي يخون بعضها بعضا ويتهم بعضها بعضا بالعمالة والارتزاق !!
لذلك اكتشف الشعب عدم صدق النخبة وانصرف عنها لأنه أدرك أن البعض منهم جاء من دولة الفساد , والبعض جاء من دراويش الجماعة , والبعض جاء من رحم الأزمة التي تمر بها البلاد , والبعض جاء من فصيل الأغبياء الذين دفعوا بالبلاد نحو الهاوية عندما عصروا علي أنفسهم الليمون !!
النخبة المزيفة أعطت الفرصة للشعب ليكون هو النخبة الحقيقية التي تعمل لمصلحة الوطن الذي يعيشون فيه , وسوف تلتف هذه النخبة حول الجمهورية الثالثة لإنجاحها إن شاء الله , وتحية للزميلة جمالات يونس علي انجاز هذا الملف وتحية لزملائها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *