أخبار عاجلة

د. سيد نافع يكتب… ” اشكاليات البحث عن الهويه..!! “

** الهوية هي أحد أكبر الإشكاليات التى يدور حولها جدل كبير بين القوى السياسية وما زال، هذا ادي الي كل هذا الاستقطاب والانقسام في المجتمع
• والصحيح أن البحث عن الهوية من الأمور التي تعاني منها مجتمعاتنا المعاصرة ، البعض يريدها اسلامية وليس لديه رؤية معاصرة ومتكاملة قابلة للتنفيذ بشكل يحوز رضي وموافقة الأغلبية ، والبعض الآخر يستهدف تحقيق العلمانية فى كل المجالات ويحاول أن يختصر الدين في العبادات فقط ، لكن بنظرة موضوعية نجد أن هويتنا هي بالفعل اسلامية لكنها مشوهه ، والأمر لا يحتاج الي شعارات الأمر يحتاج الي بذل مزيد من الجهد وخاصة من العلماء والفقهاء لتحديث منظومة الفكر والفقه الاسلامي بما يتماشي مع عصر العلم ،
فكل مجتمع تحدد هويته بناء علي عدة عوامل ونظم :-
أولا النظام المالي الاقتصادي
ثانيا النظام السياسي وهو نظام الحكم والتشريع و النظام القضائي
ثالثا النظام الاجتماعي
رابعا النظام العقدي وهو الدين.
والهوية تتأرجح بين الشرق والغرب لكن السؤال هل لنا هوية تميزنا ؟
هل تتحق الهوية بمجرد المحافظة علي المظهر والذي يفترض انه عادة ونمط مجتمعي وبالاحري عرف يتغير ويتبدل بتغير واختلاف العصور والمجتمعات ، أم أن الهوية اعمق من هذا بكثير ؟

فكل مجتمع تحدد هويته ونمطه بناء علي نظامه السياسي والاقتصادي والعقدي ( الديني ) فأشهر الأنظمه الأقتصادية المعروفة هي النظام الاشتراكي الشيوعي والذي يعتمد في الأساس علي شيوع الملكية وتملك الدولة لكافة وسائل الانتاج وتقديم كافة الخدمات للمواطن وتهمل دور القطاع الخاص ومثاله الواضح روسيا والصين وكوبا وفنزويلا
والنظام الثاني هو النظام الرأسمالي والذي يعطي القطاع الخاص الدور الأكبر في الاقتصاد والتنمية وتحدد الدولة القوانين المنظمة لعمله ، وهذا الاقتصاد هو ما يطلق عليه الاقتصاد الحر وتحكمة آليات العرض والطلب ، ومن مساوئه توحش القطاع الخاص وتركيز الثروة في يد قلة من الافراد لقدرتهم علي احداث تكتلات اقتصادية عملاقة تستطيع التحكم في السوق ومثاله الواضح امريكا والغرب وما حدث في وول ستريت
وغيرها من عواصم دول العالم الأول خير دليل علي اشكليات هذا النظام الاقتصادي
هذا النظام يقدس رأس المال ويعطيه الأولوية علي وسائل الانتاج الاخري ومن أهمها العمل والجهد
أما بالنسبة للانظمة السياسية فأهمها هي الأنظمة الديكتاتورية والتي تعتمد نظام الحزب الواحد ولا يوجد بها تعددية وقد اقترن هذا النظام السياسي بالنظام الاقتصادي الاشتراكي الشيوعي في غالبية دول الشرق كالصين وروسيا وكان سبباً في انهيار هذا الفكر السياسي والاقتصادي ، واقترن هذا النظام السياسي والاقتصادي بالنظام الالحادي والذي لا يؤمن بوجود اله ، فالمادة الأولي من الدستور الروسي تقول لا اله والحياة مادة
أما في ظل النظام الرأسمالي الغربي فقد ارتبط بالنظام الديموقراطي السياسي والذي يعني حكم الشعب للشعب ويعتمد التعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة ، وارتبط هذا النظام السياسي والقتصادي بالنظام والفكر العلماني أو اللبرالي والذي منه العلمانية الكلية أو الشاملة والتي لا تؤمن بوجد أله وهي تعتمد الالحاد كمنهج عقدي ، أما العلمانية الجزئية فهي تؤمن بالديانات لكن تدعو الي فصل الدين عن الحياة والسياسة والدولة وتعتبره مجرد شعائر تؤدي في الكنائس والمساجد

وقد جاء الاسلام بالشريعة السمحه المتكاملة وفيه المبادئ الكلية لنظام اقتصادي وسياسي متميز لكن للاسف لم يستطيع المسلمين فهم الدين بطريقة صحيحة وعصرية وقصر فهمهم علي فهم سلف الأمة فقط ، ومن هنا تخلف الفكر الاسلامي واختلطت المفاهيم وتاه المسلمين في دهاليز السياسة والاقتصاد ولم يستطيعوا بناء هوية اقتصادية وسياسية واضحة المعالم وانقسم المجتمع الي اسلامي وعلماني وليبرالي واشتراكي ورأسمالي ومؤمن وملحد ، الصراع الحقيقي في المجتمع هو صراع افكار ، واذا اردنا المحافظة علي هويتنا الاسلامية فلابد ان يكون بالعلم والسلوك وليس بالصراع حتي يحترمنا العالم ونكون واجه مشرفه لهذا الدين الذي كلنا أمناء عليه ورسل خير لنشره بالطريقة الصحيحة ، حفظ الله مصر وباقي الدول الاسلامية من كل سوء وفتن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *